الرئيسة/  مقالات وتحليلات

تطبيع بن زايد خيانة لفلسطين والسعودية والعروبة والإسلام

نشر بتاريخ: 2020-08-16 الساعة: 07:22

موفق مطر 

يبدو أن جفافا حادا قد اصاب جوانب ادمغتهم فلم يتمكنوا من تدارك مثالبهم قبل سقوطهم المدوي في مهاوي الرذيلة السياسية، أو أنهم يدركون ما يفعلون ، فقرروا   الافراط في تجرع الخيانة حتى الثمالة والانقلاب على ظهورهم ، وكانوا سعداء جدا وهم يهمون بكشف عوراتهم بأيديهم ، والتفاخر بفعلة غدر وخيانة كانت من الكبائر  اذا اتاها عربي في عصر الجاهلية ، فكيف حالهم الآن وقد فعلوها وهم في ذروة النشوة والارتياح ، وهم الذين يفاخرون بأنهم أهل الرسول العربي محمد بن عبد الله ( ص) الذي قال :" انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ويقيمون الصلوات في مساجد يجب الا يرفع فيها إلا اسم الله الحق والعدل والسلام ، لكنهم فتحوا ابوابها لوزيرة تعاليم ارهابية ( الثقافة ) في منظومة احتلال استيطاني استعماري عنصري، لترفع في رحابها خطاب الباطل والظلم .. 

اغتال تطبيع بن زايد أهم سمة في شخصية العربي الانسانية، فهو قد صرع  الوفاء بنكثه عن قصد عهد دولة الامارات مع المبادرة العربية للسلام الموقع في القمة العربية في بيروت  في العام 2002 ، وبذلك بات خائنا لقيم وأخلاق شعب الامارات العربية المتحدة، واستخدم مقدسات وعقيدة المسلمين (القدس والأقصى ) أولى القبلتين ومسرى الرسول محمد كرشوة لعامتهم ، لتمرير جريمة ثلاثية بحق مدينة الله ، وتبرير سقوطه في وحل الخيانة.. فصبي ترامب هذا  يعلم أن منظومة الاحتلال قد ضمت القدس، وفرضت قوانينها،وان كبيرهما ترامب قد اعتبرها عاصمة لدولة التمييز العنصري والاحتلال والاستعمار والجريمة ضد الانسانية المسماة (اسرائيل ) ولا نرى بفعلته الخيانية إلا اقرارا وتسليما بسيطرة ( دولة اسرائيل اليهودية ) - كما يسميها نتنياهو- على القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة ، فصار بهذا الاتفاق بلفور ثالث صغير بعد بلفور البريطاني الأول وبلفور الثاني ألأميركي ترامب  ، وجميعهم قد منحوا مالا يملكون لغزاة ومجرمين ليس لهم ولو ذرة من حق.  

استهدف المتآمرون الثلاثة المملكة العربية السعودية، بتدمير المبادرة العربية للسلام في الشرق الأوسط وإعادة تركيبها وترتيبها والإبقاء على جملتين  فقط  ، الاولى :" " اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام " والثانية  " إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل "فناكث العهد محمد بن زايد يريد رأس ملك العربية السعودية  المرحوم عبد الله بن عبد العزيز حتى بعد وفاته ، وتدمير هذا الارث السياسي  السعودي الخالص ، وشطبه نهائيا من قائمة المرجعيات القانونية الدولية لحل الصراع العربي الفلسطيني  – الاسرائيلي، ونعتقد أن تجربة قيادة المملكة المريرة مع ( العيال) خلال سنوات الحرب في اليمن تدفعنا للقراءة في هذا السياق . 

   

القانون الدولي ومنظومة الفكر السياسي الانساني كانا هدفين لهذا العدوان الثلاثي ، ذلك ان انشاء علاقات طبيعية بحثية وعلمية وأمنية واقتصادية مع منظومة وحكومة دولة خارجة على القانون الدولي، تتخذ من الارهاب والحرب عقيدة لتثبيت وجودها على حساب وجود الشعب الفلسطيني في وطنه التاريخي والطبيعي فلسطين ، فالتطبيع قبل انجاز الاستقلال الفلسطيني يعتبر مساندة ومكافأة لمنظومة الاحتلال الإسرائيلي العنصري على جرائم الحرب والعنصرية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني.   

الاعلان ألأميركي الاماراتي الاسرائيلي باعتبار كل ما تقدم عدوان ثلاثي على الشعب الفلسطيني ، وعلى منظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي والوحيد ، فقد انتقلوا من حيز المؤامرة السرية ( المعلومة ) الى حيز التنفيذ العملي بعد ضرباتهم التمهيدية  كالحصار المالي والسياسي والاقتصادي بعد فشلهم المريع في تمرير الشق الاقتصادي من صفقة القرن في مؤتمر المنامة ، وبعد توجيه الرئيس ابو مازن صفعة كبرى للاستعماري الجديد المتغطرس دونالد ترامب بقولته الشهيرة :" القدس ليست للبيع " عاكسا بذلك موقف وقرار الشعب الفلسطيني بالصمود والمواجهة مهما كانت النتائج . 

يعلم ناكث العهد في الامارات محمد بن زايد ونتنياهو وترامب أن الشعب الفلسطيني بصموده وبحكمة وشجاعة وصلابة رئيسه وقائد حركة تحرره الوطنية ابو مازن قد اسقط ملف ضم اراض محتلة منذ العام 1967 عن طاولة نتنياهو الذي لو كان بمقدوره تنفيذ مشروعه لفعلها في موعدها لأن السيطرة على أرض فلسطين بالنسبة له كصهيوني استعماري عنصري أهم بألف مليون مرة من ( اتفاقية تطبيع مع الامارات ) حتى لو وصفوها بالتاريخية ، ويعلم هذا الثلاثي المتذاكي جدا أن محاولات استحمار الجماهير في زمن ثورة تكنولوجيا الاتصال والإعلام لا يأتيها ولا يفعلها إلا يائس عجز عن احداث اختراق نوعي لفكر ومنهج الرئيس ابو مازن السياسي الوطني العروبي الانساني وفهمه العميق ليس للصراع الفلسطيني العربي مع المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني وحسب ، بل لمبادئ  وقواعد سلام في المنطقة لا تقل قيد شعرة عن دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران من عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية . 

نحن كشعب فلسطيني لم نعد نخشى على انفسنا كشعب ولا على قضيتنا فقد امتلكنا قرارنا المستقل ، لكننا نحزن على ( اولاد مراهقون ) مازالوا مصممون على وضع بلادهم في مدار التبعية للقوى الاستعمارية الصهيونية، ونقول لهؤلاء انزعوا قلوبنا اولا قبل ان تنالوا قرارنا الوطني، إننا لن نسمح لمستخدمي الدين والعروبة والوطنية باستخدام مقدساتنا وثقافتنا ووطننا ، فمن يريد خدمة فلسطين كقضية حق والعروبة كثقافة والدين والإنسانية كسلام وتعايش فليس أمامه إلا الانتصار لفلسطين التي كانت وستبقى مركز الاستقرار والسلام  للعالم . 

m.a

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024