الرئيسة/  مقالات وتحليلات

فيروس "م ١٦" الى أين ؟!

نشر بتاريخ: 2020-08-09 الساعة: 08:23

بقلم: عكرمة ثابت

منذ خمسة شهور وما يزيد، يواجه شعبنا الفلسطيني بكل شرائحة وقطاعاته الجائحة الوبائية ( فيروس كورونا كوفيد) وهي بكل المعطيات والمشاهد اليومية جائحة عالمية متفشية حصدت مئات الآلاف من الأرواح البشرية وأصابت الملايين منها .

 

فيروس كورونا، الخفي المستشري القاتل، لم يجد اية صعوبات أو معوقات تقف أمام سرعة انتشاره واختراقه العابر للقارات والحدود انطلق وانتشر كلمح البصر ليضرب معاقل الحصانة الطبية والوقاية المتطورة، وامتد كشبح خفي ليقلب النظم الاقتصادية والموازين المالية لدول عظمى ومتقدمة، ثم توسع نطاق تأثيراته وتفاقمت التداعيات المترتبة عليه لتطال المكونات الاجتماعية والثقافية والنفسية والتربوية في معظم المجتمعات .

 

فلسطينيا، لم تكن جائحة كورونا هي الأزمة الوحيدة، أزمات متراكمة سياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية تزامن وجودها مع وجود هذا الفيروس اللعين، وتقاطعت معه في زيادة الاثقال والهموم ومضاعفة المعاناة جنبا إلى جنب مع تردي وتراجع الأوضاع الاقتصادية، الحدود مغلقة والتنقل ممنوع والحركة التجارية مشلولة العائدات المالية على خزينة الدولة (لله يا محسنين) والرواتب والمستحقات وموازنات التشغيل والتطوير ودعم الخطط البنيوية كلها على فيض الرحمن، الأمن والطواقم الطبية العاملة في خندق المواجهة مع كورونا الخطير تزحف على بطونها ليل نهار بكل صبر وعزيمة وثبات، الشعب وقيادته وحكومته يقفون بصدورهم العارية لمواجهة مجموعة من التهديدات التي رافقت تفشي كوفيد١٩ .

 

خطر كوفيد١٩ لا يقل ولا يختلف عن خطر م ١٦، فيروس م ١٦ أشد فتكا وسريع جدا في خطف الأرواح وحصد الأجساد والأرواح!

 

فيروس م١٦ ليس خفيا ككورونا، على العكس مكشوف ومرئي ويتحرك بيننا ويتنقل بالشوارع والحارات، نسمع صوته الهادر في الليل والنهار، ويوميا نعيش ونقرأ ونشاهد ونسمع عن آثاره ونتبادل الأحزان والآهات على ضحاياه!

 

فيروس م ١٦ المستشري، وللأسف، في كل مدننا وقرانا ومخيماتنا محصور بمجتمعنا ومسار هجومه لا يتعدى صدورنا، أمره جدا غريب وعجيب هذا الفيروس !استفحل فينا وسلمت منه الحواجز العسكرية والمستوطنات الاحتلالية ؟!

 

كيف تمكن في ظل تفشي فيروس منافس له ( كوفيد ١٩ ) من التسلل إلى بيوتنا ومبادئنا وأخلاقنا الوطنية ليفتح نيران حقده على محرمات لطالما فديناها بأرواحنا ودافعنا عن حرمة الدم بكل روح ثورية ووطنية .

 

فيروس م ١٦ القاتل، أدار ظهره لكل حملات التوعية ولكل نداءات الحرص والمسؤولية، وضع كاتم السمع على أذنيه وأطلق العنان لرصاصات كاتم الصوت ليشعل فتيل الفوضى والقتل والفلتان بشكل  مرعب وخطير ، فيروس م١٦ تجاوز كل القوانين والأنظمة وانتهك حرمة الدم والدين،وأصبح الشبح المقلق لكل مواطن حر أمين!.

 

 فيروس م ١٦ بخطورته واتساع انتشاره أصبح أعظم تهديد وتحد في مجتمعنا الفلسطيني وهو المجرم المنفلت الذي يهدد نسيجنا الاجتماعي وسلمنا الأهلي ويؤثر على حياة وسلامة كل فرد فينا .

 

 لا مجال في هذه الظروف للسكوت عن تفشي هذا الفيروس ( م١٦) في مجتمعنا ...لا مجال للاستهتار بآثار انتشاره التدميرية على مجتمعنا وقضيتنا وعلى مبادئنا الوطنية وأخلاقنا الدينية! لنقف جميعا بحزم ومسؤولية في وجه سلاح الفلتان والفوضى، وليأخذ القانون مجراه لتطبيق النظام والعدالة وحماية السلم المجتمعي ...حمى الله فلسطين وشعبها من شر الوباء ( فيروس كوفيد١٩) ومن شر البلاء ( فيروس م ١٦ ) .. وأخيرا لا بد من ضبط فلتان السلاح وكل من يطلق رصاصة يجب ملاحقته ومحاسبته قضائيا وعشائريا .

مدير العلاقات العامة والاعلام في الأمن الوقائي

m.a

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024