رسالة (دوغ لامبورن ) تحريض على رئيسنا وإقرار بفشل رئيسه
نشر بتاريخ: 2020-08-04 الساعة: 11:10موفق مطر
بعث النائب في الكونغرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري دوغلاس لامبورن رسالة الى رئيسه دونالد ترامب وطلب فيها فرض عقوبات وصفها بالرادعة على شخص رئيس الشعب الفلسطيني محمود عباس ، وعند فحص فحوى الرسالة ( الشهادة ) التي نقلتها صحيفة تصدر في مجتمع منظومة الاحتلال الاستعماري الاسرائيلي العنصري سنجد أن لامبورن قد علل طلبه بفرض العقوبات حيث كتب :" على الرغم من الانتقادات الدولية، فإن محمود عباس رفض التوقف عن دفع رواتب الأسرى الفلسطينيين " .
نحسب رسالة لامبورن ( شهادة تقدير) للرئيس ابو مازن بمعيار المنهج والقرار الوطني الفلسطيني ، حتى لو حسبتها ادارة ترامب وأتباعها المتمركزون في مفاصل سلطات التشريع مجلسي النواب والشيوخ محاولة لشرعنة عقوبة !!.. وقد يكون مفيدا استحضار بيت شعر للمتنبي : " وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ......فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ " وقراءته على مسامع الدوغ لامبورن وغيره من الذين يتسابقون لإبراز سمات شخصياتهم الفوقية العنصرية ، فهذا المحام المتخصص في قانون الأعمال والعقارات يظن ان قضيتنا الفلسطينية قابلة للبيع والشراء كأي عقار في بلاده ، ولا بأس ان يعلم عما كشف عنه الرئيس ابو مازن عندما كتب وقال :" بأن اول عشرة آلاف دينار جمعها مناضل عربي في العام 1965 للثورة الفلسطينية وهو مبلغ كبير آنذاك ، قد قرر قائد الثورة آنذاك ياسرعرفات، إنشاء مؤسسة لرعاية أسر شهداء ومجاهدي فلسطين باعتبارهم الرواد، يجب الاهتمام بهم " وسيتعين على دوغ لامبورن وغيره من الذين لا يعرفون معنى الوفاء بالوعود والعهود أن يقرأوا بتمعن ودقة وفهم عميق أبعاد كلام ورسالة رئيس الشعب الفلسطيني ابو مازن الموجهة لإدارة ترامب ومنظومة الاحتلال الاسرائيلي قبل أن تكون موقفا يحسب لسجل الشرف الذي خطه الرئيس ابو مازن بأفعال وأعمال لصالح قضية تحرر الشعب الفلسطيني واستقلاله اولا وأخيرا فهو القائل :" لقد حاولت إسرائيل وأميركا حرماننا من أموالنا لإجبارنا على التوقف عن دفع المخصصات للأسرى والجرحى والشهداء، الذين هم أقدس ما لدينا، لكني أؤكد لكم أنه لو بقي معنا قرش واحد فإنه لن يصرف إلا على الشهداء والأسرى والجرحى "... ونعود للشاعر المتنبي ليخبرنا ببيتين من شعره عن هؤلاء قبل قرون عندما قال :( كم تطلبون لنا عيبًا فيعجزكم
.... ويكره الله ما تأتون والكرمُ ) ( ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي ...أنا الثـّريّا وذانِ الشيب والهرمُ) .
نعم مستر دوغ لامبورن فنحن نعتبر رسالتك ( شهادة اعتراف ) من ( أزلام ترامب ) بأن الرئيس محمود عباس مازال متمسكا بمبادئ الميثاق الوطني وحركة التحرر الوطنية الفلسطينية ، وقيم وأخلاقيات الشعب الفلسطيني الشخصية والوطنية ، ومازال ثابتا على قراره الذي يتمتع بإجماع القيادة الفلسطينية بدفع مستحقات الأسرى وذوي الشهداء دون انتقاص .. ونعلم ايضا أن رسالتك لرئيسك المستكبر المتكبر حتى على الشعب ألأميركي على نوابه في الكونغرس ومجلس الشيوخ الذين يعارضون سياسته في فرض صفقة القرن وخطة ضم اراض محتلة من فلسطين في العام 1967 تعتبر وفق القانون الدولي أراض دولة فلسطين المحتلة ، نعلم انها دليل فشله وفشلكم في فتنفيذ هذه الصفقة ، لذا لجأتم للتحريض على رئيس الشعب الفلسطيني تارة بالتخلص منه والتهديد عبر ادواتكم في المنظومة الرسمية الحاكمة في تل ابيب وأدواتكم الارهابية المتطرفة ( المستوطنين ) .
رسالة دوغلاس لامبورن لترامب وطلبه اقرارعقوبات على رئيس الشعب الفلسطيني دليل دامغ على فشلهم وفشل منظومتهم للاحتلال والاستعمار الاستيطاني التي أنشأوها منذ وعد بلفور في العام 1917 ويسيرونها منذ ذلك الحين لتحقيق أهدافهم الاستعمارية في انهاء وجود الشعب الفلسطيني أو على ألأقل اخضاعه وإذلاله لإجباره على بيع حريته واستقلاله وعزته وكرامته بحفنة دولارات ، فالرئيس أبو مازن يعرفهم جيدا ويدرك مدى تورطهم في الجريمة التاريخية بحق الشعب الفلسطيني فهو قد قالها علنا " : من يقول إن إسرائيل تتحكم بالسياسة الأميركية فهذا هراء لأن أميركا تستأجر إسرائيل لخدمتها ، وهراء ايضا القول أن اللوبي الصهيوني- أو ما يسمونه الايباك- يسيطر على أميركا وأن الإدارة الأميركية تسير بموجب سياسة اللوبي الصهيوني، فالسياسة الأميركية تستخدم اللوبيات كلها لتعمل حسب مخططاتها وحسب مصالحها.
تبين رسالة دوغلاس لورانس لامبورن التحريضية على الرئيس ابو مازن كيف ان هؤلاء العنصريين المعادين لحقوق الشعوب بالتحرر والاستقلال يغفلون عن مشاكل أمة الولايات المتحدة الأميركية وقضاياها ومستقبلها ويركزون اهتمامهم على كيفية محاصرة رئيس الشعب الفلسطيني محمود عباس ابو مازن وإخضاعه لتمرير خططهم الاستعمارية الجديدة البلفورية الثانية .
لن يفرحوا بلحظة مازالت تكلفهم الكثير من اجل رؤية ابو مازن رافعا راية بيضاء مستسلما كما تصور لهم مخيلتهم المريضة بداء العنصرية ، فلحظة انكسار الشعب الفلسطيني التي يعملون على تحقيقها لن تحدث ، حتى لو بلغوا المريخ واستخرجوا منه ماء عذبا فراتا .
m.a