الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الثقة والرأي العام سلاح المؤسسة الأمنية

نشر بتاريخ: 2020-07-23 الساعة: 11:17

موفق مطر

كلنا نعلم أن الاستقرار السياسي مرهون باستقرار أمني شامل ، وان السلطة التنفيذية المستندة الى قوة القانون المتسيد دائما بفضل تركيزالسلطة التشريعية على المصلحة العليا للمواطن في الأمن أولا وأخيرا ، وحرص السلطة القضائية على تطبيق مبدأ العدالة ، وأن هذا التكامل ينتج استقرارا امنيا ، وسلاما داخليا ، وبيئة آمنة ليس للعيش والحياة الكريمة وحسب بل للتنمية ايضا وأهم مسار التنمية الثقافية  لما من تأثير كبير حال نجاحنا بها على التنمية الاجتماعية والاقتصادية ، ولعل مراجعة دقيقة للمشهد الداخلي على المدى القصير يؤكد لنا ضرورة التركيز على تكوين رأي عام مواز لجهود وانجازات المؤسسة ألأمنية على ألأرض ، وكذلك انجازات الحكومة في المسارات التي حددتها في برنامجها ..لكننا نعلم تماما أن جهات عدمية عبثية مرتبطة بأجندات لا وطنية وخارجية وأخرى خادمة لمنظومة الاحتلال تعمل على تفكيك وقطع أي حلقة في سلسلة الثقة بين المواطن والقيادة السياسية والمؤسسة ألأمنية تحت شعارات ويافطات قد تبدو مشروعة ظاهريا لكنها تخفي وجوه متآمرين يتمتعون بحماية مباشرة من منظومة ألاحتلال لا وظيفة لهم إلا التشكيك والتخوين وإلقاء التهم جزافا ، فتراهم ينتهزون أي فرصة يظنونها لحظة ضعف تصيب السلطة للانقضاض على الرأي العام الوطني لحرف وتشوية وكسر رؤيته باستخدام وسائل لا قانونية كالتزوير والتحريف  والتشهير والقذف..الخ من سلوكيات تعتبر جرائم جنائية يعاقب عليها القانون ..لكن علينا الاقرار والاعتراف بقدرة هؤلاء على اختراق الجماهير البسيطة وتكوين رأي عام مضاد في افظع استغلال لأوضاع الجماهير الضاغطة والخارجة عن ارادة السلطة ومؤسساتها وأجهزتها .

ندرك تماما أن هدف هؤلاء مرسوم سلفا في اقبية اجهزة مخابرات معادية ، وغرف جماعات ظلامية مظلمة لضرب اهم ركن من أركان السلطة التنفيذية ، ونشر حالة ارباك ، مكان الاستقرار ألأمني ما يؤدي حتما الى خلخلة الاستقرار السياسي لتصب النتائج في مصلحة منظومة الاحتلال العاملة على تدمير رموز الكيانية السياسية القانونية للشعب الفلسطيني .

السؤال الآن كيف تبني المؤسسة ألأمنية الثقة مع المواطن لتتمكن من تشكيل رأي عام وطني  والجواب حسب تقديرنا كالتالي : نشر وشرح العقيدة النظرية الناظمة لعمل المؤسسة ألأمنية عبر وسائل الاعلام التقليدية والحديثة ، وتقديم تطبيقات عملية كأمثلة ونماذج حية ، والتواصل مع الجمهور برسائل اعلامية ( مصورة ، و مكتوبة ومسموعة ) عبر وسائل الاعلام التقليدية والحديثة ، وتأسيس ثقافة امنية مرتكزة على المصلحة الفردية والجمعية ( الوطنية ) بالأمن ، والاستقرار ، مع الحرص على الاستماع بعقلية منفتحة على النقد الموجه للمؤسسة الأمنية  وتقديم البراهين العملية المادية على استخلاص العبر  ومعالجة  السلبيات الطارئة  ، وإطلاع الجمهور بشكل مقصود على ذلك.

لابد من استشعار الاتجاه العام للجمهور ، والعمل على تعزيز الايجابي منه ، وتقليل نسبة السلبي عبر اشراك الجمهور مباشرة في برامج تثقيف أمنية وتوفير ادوات الاتصال المباشر بين  قيادات المؤسسة ألأمنية العليا والوسطى  والدنيا  ، وتوصيل الفكرة للمواطن بأنه شريك وفاعل في نظم منهج وعملية مراقبة أداء المؤسسة ، وانه صاحب الامتياز ألأساس الذي يمنح شهادة الكفاءة والنجاح للمؤسسة ألأمنية باعتبار أن المؤسسة ألأمنية من الشعب ولأجل أمنه وسلامته .

ونعتقد ان تنظيم الفعاليات المجتمعية من شانها الحفاظ على ديمومة العلاقة وإيصال الجمهور الى قناعة بأن قوة المؤسسة ألأمنية مستمدة من الجمهور ، وان امن وسلامة المجتمع مرتبط بقوة ألأجهزة ألأمنية ، وهذا يتطلب تركيز التواصل مع شخصيات مجتمعية ريادية من الجنسين (اجتماعية ، دينية ، ثقافية ، اعلامية ، اقتصادية وسياسية ) نظرا لتأثير هذه الشخصيات الايجابي على الجمهور ، وهذا سيساعد في انشاء رأي عام دائم  مساند لعمليات المؤسسة الأمنية وفلسفتها وعقيدتها الوطنية  .
إن انفتاح المؤسسة ألأمنية على الإعلاميين في المؤسسات الاعلامية الرسمية  والخاصة  وتزويدهم بالمعلومات الدقيقة  التفصيلية الصحيحة فيما يخص ألأحداث والأخبار المتعلقة بالشأن ألأمني ، يجعل المؤسسة  ألأمنية مرجعية وحيدة ذات مصداقية عالية، خاصة اذا علم الاعلاميون حجم اعتماد المؤسسة ألامنية على منهج البحث العلمي والدراسات واستطلاعات الرأي لتحديد اسس ومبادئ السياسة الأمنية والخطط الاستراتيجية الواجبة لتنفيذها وتحقيق اهدافها .. وتحديد اولوياتها وفق  اهتمامات الجمهور وإشعار المواطن الصالح بأنه الرقيب الأول على أدائها ، وإبداء حرصها على اتباع نصائحه وإظهار ذلك علنا عبر اداء عملي .

 تنشد المجتمعات الانسانية الأمن والاستقرار ويعتبر شرطا رئيسا لرفع ركائز المجتمع وبنيته الثقافية والاقتصادية والاجتماعية  تحت مظلة نظام سياسي قائم على مبادئ العدل ولمساواة والديمقراطية التقدمية التحررية ، وهنا  تتجلى الثقة بين المواطن والمؤسسة الأمنية لتكون العامل الأهم لنجاح عملياتها ، مهما امتلكت من ادوات متطورة وتقدمت بانجازاتها العملية على الأرض ، فالثقة المتبادلة بين الجمهور والمؤسسة ألأمنية سبب رئيس لنجاح أي عمل امني يعززها التقنية والمهنية العلمية  مستندة على بحوث ودراسات  .. فالثقة تساهم بفعالية في تشكيل رأي عام ايجابي مساند للمؤسسة ألأمنية .

الرأي العام بنوعيه المؤقت والدائم يؤسس لقواعد ارتكاز قبل وأثناء اطلاق عمليات أمنية ضد مجرمين مخالفين للقانون ، ويعتبر معيار قياس لحالة الأمن التي توفرها المؤسسة ألأمنية باعتباره ( الرأي العام ) تعبير عن شرائح المجتمع لمستفيد أولا وأخيرا من حالة آمنة توفرها السلطة السياسية عبر اجهزة المؤسسة الأمنية ذات المهام المتخصصة .

m.a

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024