الرئيسة/  مقالات وتحليلات

في الذكرى الثامنة لرحيل القائد الوطني الكبير هاني الحسن

نشر بتاريخ: 2020-07-06 الساعة: 12:29

بقلم: عباس زكي
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح


المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية

يصادف اليوم السادس من تموز الذكرى الثامنة لرحيل القائد الوطني الكبير هاني الحسن " ابو طارق " عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمفوض العام للتعبئة والتنظيم الأسبق بعد رحلة نضالية طويلة خاض خلالها معاركه العسكرية والسياسية من اجل وطنه وحقوق شعبه المشروعة على مدى أكثر من خمسين عاما. وبهذه المناسبة تعجز الكلمات والمفردات لأتحدث عن أخ عزيز وحبيب ورفيق درب عرفته في ساحات عديدة مقاتلا وسياسيا ومفكرا فذا...

عرفته مبكرا في أغوار الأردن وسوريا ولبنان وفي ساحات اليمن وتونس وأخيرا في فلسطين تحلى بدماثة الخلق والنزاهة والطهر ونقاء السريرة والوجدان النظيف .... فقد سار الراحل الكبير على خطى والده الشيخ محمد سعيد الحسن رفيق درب الشيخ عز الدين القسام... فكان فكره متوقدا مندفعا تجاه فلسطين... وانشأ قواعد منظمة "طلائع العائدين" مع الشهيد هايل عبد الحميد (أبو الهول)، قبل الالتحاق بحركة فتح عام 1963م، لذا كان من الرعيل الأول المؤسس لحركة فتح مع بداية الستينات من القرن الماضي....

أبدع الراحل الكبير وأبلى بلاء حسنا في كل المواقع والمهمات التي كلف بها.... عرفته أمينا لسر إقليم حركة فتح في الساحة الأردنية ومفوضا سياسيا لقوات الثورة الفلسطينية في الأردن ولبنان... ومن ثم نائبا للشهيد ابو الهول مفوض جهاز الأمن والمعلومات في حركة فتح بداية عام 1973 .. ودبلوماسيا رفيع المستوى حتى كان أول سفير لفلسطين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد نجاح ثورة الامام الخميني عام 1979 ... ومن ثم زميلا في اللجنة المركزية لحركة فتح حتى رحيله.... وأثبت الشهيد هاني الحسن جدارته في تحمل المسؤولية الوطنية والحركية...

ونجح الراحل في بناء علاقات واسعة النطاق مع الكثير من الرؤساء والملوك والزعماء في الدول العربية والدول الأوروبية...ولدى عودته إلى أرض الوطن عام 1995 عمل مستشارا سياسيا للزعيم الراحل ياسر عرفات ومن ثم وزيرا للداخلية عامي 2002 – 2003 حتى تسلم قيادة مفوضية العلاقات الخارجية في حركة فتح ومن ثم المفوض العام للتعبئة والتنظيم في الحركة حتى عام 2007....

وبرحيل الحبيب هاني الحسن ذو النظرة الثاقبة...صاحب الأفق السياسية الذي يستقرا المستقبل بشفافية القائد الملهم تكون الثورة الفلسطينية والشعب الفلسطيني خسر مناضلا وفارسا قدم حياته من أجل الوطن ومفكرا وقائدا وطنيا جمع بين النضال المسلح والنضال السياسي وتحمل مسؤولياته بكل صدق وأمانة حتى أخر لحظات حياته.... حظي باحترام كبير في صفوف الشعب الفلسطيني... وعرفه مناضلا شجاعا...عنيدا وثابتا على مبادئ الحركة ومدافعا عن المصالح العليا للشعب الفلسطيني... وجريئا في طرح أفكاره ومحاورا مسلحا بتضحيات وإرث نضالي خلفه آلاف الشهداء والجرحى والأسرى على مدى عقود طويلة... وكان مفاوضا بارعا ومتمرسا في إقناع محاوريه وحتى خصومه...

لذلك كان رجل المهمات الصعبة.

ما أحوجنا اليك ابا طارق في هذه الأوقات الخطيرة التي تعصف بالقضية الفلسطينية...فكثيرون يرحلون وكأنهم نسيا منسيا... أما القادة العظام الذين ضحوا بحياتهم وزهرة شبابهم ونذروا أنفسهم من أجل وطنهم مثل الراحل ابا طارق الذي ترك لنا مدرسة في النضال الوطني سيبقون خالدين فينا ... وستبقى ننهل من فكرهم وتجربتهم ما يمكننا من استكمال المشوار حتى القدس .

رحم الله القائد الكبير الشهيد هاني الحسن " أبو طارق " واسكنه فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا... وعهدا علينا أبا طارق أن نظل على العهد أوفياء لك ولشهدائنا وجرحانا وأسرانا مخلصين لشعبنا ومبادئنا التي ناضلت من أجلها ...وسنظل على العهد أيها القائد الكبير ... وعهد علينا أن نعمل من اجل حركتنا لتزداد قوة وصلابة وتزداد شموخا وعنفوانا حتى تحقيق أهدافنا في التحرر والاستقلال الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024