الرئيسة/  مقالات وتحليلات

"عندئذ".. لكنهم الآن يغدرون فلسطين والسعودية

نشر بتاريخ: 2020-06-29 الساعة: 12:23

 

موفق مطر

  

بات واضحا أن المتهافتين على السفر على متن (طائرات التطبيع) لا يفقهون لغة الأمة التي يدعون الانتماء اليها ويتفاخرون أنهم من اصلاب رجالها ونسائها الحرائر، يصمون آذانهم عندما يخاطبهم رئيس الشعب الفلسطيني الحكيم محمود عباس أبو مازن: "تطبيق المبادرة العربية من ألفها الى يائها" ويعيدها مرتين وثلاث مرات ليضمن اختراقها طبلات آذانهم لتقرع ابواب ضمائرهم التي نخشى أنهم قد غلفوها بطبقات عازلة لأصوات الحق والعدل وأعلاها صوت الشعب الفلسطيني.

قد لا ينفع وخز التماسيح بأشواك الورد، لكن لو علم هؤلاء المطبعون أن للتمساح قدرة عالية على الاحساس بمتغيرات المحيط حتى لو كان بمقدار قطرة ماء واحدة، لانتحروا، فمحاولاتهم اليائسة للتذاكي ساقطة، والتجمل بأثواب انسانية للتعمية على دخولهم مصانع فيروس الاحتلال والاستعمار العنصري الاسرائيلي، تعني انهم قد اجتثوا قيم الأخلاق والسياسة والعروبة من (شروشها)، فخيانة العهد والميثاق تصيب المطبع بمرض فقدان الكرامة، فيظل كذلك حتى لو امتلك اموال قارون وألف مليار من شرائح اجهزة فحص الوباء وقدمها لمنظومة جرائم الحرب (اسرائيل).

سنذكرهم بنصوص وردت في المبادرة العربية التي اطلقتها الشقيقة المملكة العربية السعودية في قمة بيروت في العام 2002 ووقعوا عليها لتصبح فيما بين العرب عهدا وميثاقا يجب الوفاء به خاصة بعد أن اصبحت جزءا من القانون الدولي بتبني مجلس الأمن لهذه المبادرة واعتبارها جزءا من مرجعيات الحل للقضية الفلسطينية حيث ورد في البند التاسع من نص قرار مجلس الأمن الأشهر لصالح فلسطين 2334 بعد الارتكاز على عشرات من ارقام قرارات اممية ومواثيق واتفاقيات دولية منها المبادرة العربية ما يلي: يحث في هذا الصدد على تكثيف وتسريع الجهود الدبلوماسية الدولية والإقليمية، الرامية إلى تحقيق، دون تأخير، نهاية للاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ في عام 1967 وسلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة، مرجعيات مدريد، بما فيها مبدأ الأرض مقابل السلام، مبادرة السلام العربية وخارطة الطريق، ويشير في هذا الصدد إلى أهمية الجهود الجارية لدفع مبادرة السلام العربية...الخ.

سنذكر المتسرعين نحو التطبيع كالفراشات الليلية المندفعة نحو ألسنة لهب حارقة بما ورد في نصوص المبادرة العربية التي اطلقها مجلس جامعة الدول العربية في دورته الرابعة عشرة في بيروت 2002 حول موعد نشوء علاقات طبيعية مع (اسرائيل) واليكم النص: "يطلب المجلس من (إسرائيل) القيام بما يلي: أ- الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة، بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من حزيران/ يونيو 1967 والأراضي التي لا تزال محتلة في جنوب لبنان. ب- للتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194. ج - قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتكون عاصمتها القدس الشرقية. 3- عندئذ تقوم الدول العربية بما يلي: أ- اعتبار النزاع العربي- الإسرائيلي منتهياً، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة. ب- إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل.

السؤال هنا، ماذا يفعل هؤلاء المطبعون؟! انهم بكل وضوح يساعدون منظومة الاحتلال في خرقها للقانون الدولي ويشاركونها بعملية غدر للمجتمع الدولي وللشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية التي صاغت المبادرة وقدمتها للقمة، واعتبرت عهدا وميثاقا بين حكومات ودول العرب والأمم ايضا.

لو كانوا جاهلين لعلموا الآن انهم قد غدروا ونكثوا عهدهم وميثاقهم، وإن كانوا جاهليين فان في الجاهلية قيما أخلاقا ما كان الغدر إلا علامة المجرمين والسفهاء عند العرب، فالعربي يبقى وفيا للعهد والميثاق الذي يعقده حتى لو دفع حياته ثمنا لوفائه او حياة عزيز عليه، واقرأوا قصة السموأل الذي رفض خيانة العهد حتى عندما رأى ابنه يذبح أمامه لإرغامه فصار مضرب مثل بالوفاء.

وإن كان هؤلاء مسلمين كما يدعون فعليهم قراءة الآية 20 من سورة الرعد بعقولهم وافئدتهم وليس بألسنتهم وحسب: "والَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ" وسنذكرهم بقراءة الآية 177 من سورة البقرة: "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر". ثم نقرأ في نص ذات الآية: "وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ "صدق الله 

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024