الرئيسة/  مقالات وتحليلات

" إما " الفلسطينية في " المعركة الواحدة " الاردنية و " لن ندعمكم " الأميركية

نشر بتاريخ: 2020-06-20 الساعة: 18:53


موفق مطر
 
"إما سلام قائم على العدل والشرعية الفلسطينية والعربية والدولية،  وانجاز الاستقلال للشعب الفلسطيني في دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، أو لن يكون أمن وسلام واستقرار في المنطقة ولن  يكون سلام لأحد ".
هذا جوهر الموقف الوطني الفلسطيني الذي على اساسه نظم  برنامج عمل قيادة حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ونظمت آلية المواجهة السياسية والشعبية الميدانية في كل مسارات المقاومة الشعبية السلمية منذ اعلان المجلس الوطني وثيقة الاستقلال في العام 1988 .
يثبت هذا الموقف الذي اعلنته اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح أن رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح رئيس الشعب الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لم يكن في يوم من الأيام إلا على رأس المؤمنين بحتمية انتصار حركة التحرر الوطنية ، وبقدرة شعبها  على التعافي من تداعيات ونتائج الحملات والحروب العسكرية والسياسية والاقتصادية وحتى الثقافية ، وأنه سيبقى العقل المدبر لمسيرة النضال الوطني الذي استطاع تخطي اخطر المراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية ، فطبع منهج العمل الوطني بسمة الحكمة والدهاء والصبر والعمل بإخلاص وصدق .
يتقن الرئيس علم وفن التفكير الهادئ ، يعمل بصمت ، لا يحب الاضواء ولا ( المنازلات الدينكيشوتية ) ، ويمقت ضجيج الشعارات العبثية التي لاتسمن ولا تغني . فأبو مازن مناضل قائد متحرر من عقلية الاستحواذ على انفعالات الجماهير بحرارة ولهيب الخطابة ، يعمل على تكريس الوطنية الفلسطينية حتى تبلغ مقام العقيدة السياسية عند كل فلسطيني ، التي وفقا  لمبادئها يحدد موقعه الكفاحي ايا كان مشربه الفكري، وبالتوازي الوصول الى ضمائر المؤثرين على القرار في دول وحكومات العالم لإقناعهم بالحق الفلسطيني وبيان باطل السياسة الاسرائيلية.وعدوانيتها وظلمها  .
تأخذ حركة فتح على عاتقها في هذه اللحظة التاريخية قيادة الجماهير لمواجهة الحملة الاستعمارية الجديدة والحرب الثالثة على الشعب الفلسطيني  المعنونة  بمصطلح (الضم ) وتجدد رسالتها الوطنية المخطوطة بمداد الايمان اللا محدود بقدر الشعب الفلسطيني على الصمود والمواجهة حتى تحقيق النصر وانجاز استقلاله في دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية دون افساح ادنى مجال للعابثين ، فالقضايا المصيرية تؤخذ بالعقل والحكمة والتنظيم والعمل في اطار الانضباط .
الشرعية الفلسطينية اليوم حاضرة بقوة أكثر من أي وقت مضى ، لذلك رفضت مركزية فتح طرح أي خرائط على طاولة المفاوضات مالم تُفتَح  :" على اساس الشرعية الفلسطينية والدولية، وقرارات المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير، التي تؤدي إلى انجاز قيام دولة فلسطينية على حدود 1967، وليس على أساس خطة ترمب ومشاريع الضم الإسرائيلية".
نحن نواجه مشروعا استعماريا احتلاليا صهيونيا عنصريا هدفه التخلص نهائيا من وجودنا على ارض وطننا فلسطين ، وإفناء خصائص هويتنا الوطنية حتى لو كنا في بلدان الشتات والمهاجر. نؤمن بعمقنا الاستراتيجي  ، وبإرادة توأمنا الأردني ، وبالمصير الواحد المشترك المحدد لوجود ومستقبل الشعبين الفلسطيني وألاردني ودولتيهما المستقلتين فلسطين والمملكة الاردنية الهاشمية ، وهذا أمر اكدته رسالة الملك عبد الله الثاني للرئيس ابو مازن حملها وزير الخارجية في المملكة الاردنية الهاشمية ايمن الصفدي مضمونها  :" إننا في خندق واحد ومواجهة واحدة ومعركة واحدة ضد الضم، وسنقف موحّدين وسننسق مواقفنا على مدار الساعة والسياسة الفلسطينية الأردنية متفاهمة على كل صغيرة وكبيرة ويجب إسقاط سياسة الضم " .
بيان مشترك لثلاثة أعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي  (تشاك شومر، بوب مينينديز، وبن كاردان)، مصنفون كحلفاء لرئيس حكومة منظومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وممن لهم علاقات ممتازة مع "إيباك" اللوبي الصهيونيّ في واشنطن اذ أعلنوا بأن خطوة الضم ستضرّ بأمن واستقرار المنطقة"..لا بأس فالحد الأدنى في السياسة هو اقناع اصدقاء عدوك بان مصالحهم ستتضرر اذا غضوا الطرف عن سياسات صديقهم العدوانية ، فيما يبلغ الحد الأعلى فيها اقناعهم بحقك وعدالة قضيتك وتحريرهم من هيمنة وعدوك تحويلهم الى اصدقاء لك ومناصرين ومساندين .
خلال الأيام القادمة سيوقع ( 200)  نائب عن الحزب الديمقراطي الأميركي على  رسالة إلى رؤساء ائتلاف حكومة منظومة الاحتلال نتنياهو  وبيني غانتس وغابي أشكنازي يعربون فيها عن رفضهم للضمّ..وكان قد سبقتها رسالة من 18 سيناتور اميركي بارزين كتبوا في رسالتهم :"  نحذّركم من اتخاذ إجراءات أحادية الجانب تضرّ بالعلاقات الخاصّة لدولتينا ، إن قرّرتم ضما أحادي الجانب، فلن ندعمكم".

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024