الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الضم...رصاصة ثقبت القلب

نشر بتاريخ: 2020-06-15 الساعة: 08:13

د. خالد معالي

 يوم بيوم؛ ودون توقف، يستنزف الاستيطان كل مقومات الحياة السياسية في الضفة الغربية، ويدمر الانسان الفلسطيني في مختلف المجالات، ويترك الشعب الفلسطيني بلا أرض يعتاشون منها، وبلا عمل؛ ما يوسع دائرة ونسب البطالة في صفوفهم، لتاتي عملية الضم وتكون رصاصة ثقبت قلوب الفلسطينيين، وضربت في مقتل.

رفض المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي للقرار "الإسرائيلي" الجديد بضم الاغوار والمستوطنات الكبرى، لن يثني حكومة "نتنياهو" عن مصادرة المزيد من الأراضي والتوسع الاستيطاني؛ كونه رفضًا لا يتبع بعمل واضح يردع علمية الضم، ويضغط بشكل حقيقي على "نتنياهو"، الذي يعلم مسبقا انها لن تخرج عن طور الشجب والاستنكار.

تشكل علمية الضم إعلانَ حرب على القانون الدولي، ونهبًا لمقدرات الشعب الفلسطيني، وتكريسًا للأمر الواقع، وجزءًا من عملية نهب وتدمير مقومات الدولة الفلسطينية المستقلة المنشودة، وهو ما يعني ان الانسان الفلسطيني مستقبله فقط في تنظيف شوارع المستوطنات ومدن الاحتلال، ومن الدرجة الثانية.

مهد منذ سنوات لعملية الضم ومضت قدما بشكل ممنهج، فكل يوم تنشر وسائل الإعلام أخبارًا جديدة حول مصادرات جديدة في مختلف مناطق الضفة الغربية؛ والحجج جاهزة من قبيل "ضرورات أمنية، أو أراضي دولة أو أراضي مباعة، واراضي اميرية، وكلها حجج باطلة لا يقرها القانون الدولي.

اصرار "نتنياهو" على عملية الضم، هو ما يعني أن "نتنياهو" يضرب بعرض الحائط كافة المناشدات الدولية بوقف عملية الضم، وان تصريحات مسئولي السلطة لم تردعه عن مواصلة خطوات الضم خطوة تلو خطوة.

من التأثيرات العملية الضارة لعملية الضم مستقبلا، هو ان تكون الكلمة العليا للمستوطنات الزراعية في منطقة الأغوار أو المناطق الأخرى في ضرب المحاصيل الزراعية الفلسطينية؛ ولنا في ضرب محصول البطيخ المثال البين والواضح.

عملية الضم باطلة قانونيا لماذا؟ لان القانون الدولي الإنساني يعدّ أن الأراضي المحتلة عام 67 هي أراضٍ محتلة، ولا يجوز الاستيطان فيها او ضمها، وهو ما لا تعترف به دولة الاحتلال تحت منطق القوة والإرهاب، والمجتمع الدولي لا يضغط ولا يقوم بدور حقيقي لإجبار الاحتلال على وقف الاستيطان والضم.

 

رواية حكومة الاحتلال بالنسبة لعلمية الضم، وعلى الدوام لا تقنع أحدًا من أنها او  يعدّونها جزءاً من أرض "إسرائيل" التوراتية والمعروفة باسم "جوديا" و"السامرة"، وذلك لجوءاً للتاريخ لتبرير احتلالهم للأرض، رافضين الرؤية العامة للمجتمع الدولي التي ترى في هذا المنطق احتلالا للأراضي الفلسطينية، ويصرّون على أنها أرض متنازع عليها.

سواء جرت علمية الضم بشكل جزئي او كلي، الان او بعد غد، الا انه وفي كل الأحوال سيزول الاستيطان ومعه الاحتلال آجلا أم عاجلا، لأن منطق الحياة وصيرورتها يرفض دوام الظلم وديمومته، كون الايام دول.

تقييم دولة الاحتلال والادراة الامريكية خاطئ، بالنسبة لقرار الضم، حيث انهم قاسوا الامر، على قرار اعلان القدس عاصمة ل"اسرائيل"، وانه لم تجري ردات فعل كانوا يتخوفون منها، فكما قال المثل العربي:" ليس كل مرة تسلم الجرة"، وجرة "نتنياهو" ومعه ترمب، ستكسر هذه المرة، لا محال، "ويسالونك متى هو قل عسى ان يكون قريبا".

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024