الرئيسة/  مقالات وتحليلات

أبو مازن .. أنت الصادق وهم الكذابون

نشر بتاريخ: 2020-06-11 الساعة: 08:31

موفق مطر

لا مجال لا وقت  للوقوف وتضييع عد سويعات الزمن لتقرير الاختيار ، فإما موقف صادق خالص على جانبي الرئيس محمود عباس ابو مازن يمينه ويساره ، ومعه اينما ولى وجهه ، أو فلا حصة لواحد في سجل المواقف التاريخية الوطنية.

لن نكون الشعب الذي يقول لقائد حركة تحرره الوطنية ورئيسه " اذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون " ولن نتيح للمؤرخين الذين ينتظرون سقوطنا فرصة وفرحة الكتابة عنا أننا نقتل قادتنا الحكماء ، ونطمس بصيرتنا في عيونهم التي تستهدي طريق الحق والصواب والنجاة والأمل والمستقبل لنا .

 قد يكون منا من قد غفل أو تغافل عن عمد ، او نسي او تناسى عن قصد لكن الشعب الذي يبقى لأكثر من مئة عام في خندق المواجهة ، يمنع تقدم مشاريع اجتثاثه من جذوره ، ويصمد ويظل كمنارة للتحرر الوطني وقيم الوفاء والانتماء والالتزام ، وسط ماهيء للأمة أنها قلاع  شامخة ، أثبتت الأحداث انها مجرد نماذج قومجية واسلاموية فئوية متعصبة متطرفة واخرى وطنية خاوية لا أكثر  بنيت من رمال الشواطىء  البحرية والصحراوية على حد سواء ، فحركة تحررنا الوطنية الفلسطينية ما كانت إلا لتحقيق الحرية والنصر والاستقلال ، وفي اسوأ ألأحوال ما كانت إلا لتصمد ثم تقوم من جديد ، أما السقوط والهزيمة لم يكن ابدا في ذهن مناضل قائد في حركة التحرر ، فكيف وقد تعززت مسيرة الكفاح المنطلقة منذ مئة عام ، الروح الثورية الوطنية ، والإرادة الشعبية ، وأطلقت الابداعات  النضالية والطاقات الفردية والجمعية لدى الشعب الفلسطيني ، الى حد يستحيل على قوة في العالم مهما بلغت  قوتها النارية المدمرة  أو السياسية  المسخرة لآلتها الحربية .

لا أسرار  ولا معجزات  ولا اسطورة فيما نؤمن ونقول ، وإنما لأن القائد الفلسطيني الوطني يتقدم في اللحظة المناسبة الى المكان المناسب ، ويتمترس  ويثبت متمسكا بالأهداف النبيلة السامية ، فالقائد مناضل يرى مهمته تكليفا من الصامدين والمظلومين والمضطهدين وذوي الشهداء والأسرى ، لا تشريف ولا شرف يناله - إن قدر له ارتقاء روحه في الميدان أو البقاء حيا – إلا بمعيار التضحية والوفاء والعطاء .

لا أسرار ولا معجزات ، ولا اسطورة ، وإنما سفينة تبحر رغم الأعاصير والأنواء القاسية  المعلومة المفاجئة أيضا ، يشد المخلصون ازر قبطانها ، لا وقت لديهم للتصفيق له كلما عبر دوار بحر عظيم كاد ان يكون الغرق فيه حتميا ، وإنما لأن كل مناضل يعلم مهمته مسبقا في ركن معين  من اركان السفينة ويعرف دوره المحسوب والمنظم ، ينتهج البحث والدراسة ، يستخلص العبر والأحكام قبلا وبعد ، أما القافز من السفينة فإنه حسب قضاء المناضلين الأحرار ساقط في دوار الخيانة حتما .

لا اسرار ولا معجزات ولا اسطورة ، وإنما لأن ابو مازن قائد شعب فلسطين اليوم ، قد منح السياسة الوطنية والخارجية وجها اخلاقيا بصدقه ، فيما تسونامي النفاق والخداع والكذب قد دمر دولا ومازال يفكك روابط امبراطوريات ، ولأن ملوك ذلك النوع الشاذ من السياسة في منظومة الاحتلال مازالوا في صدمة من قدرته على مواجهة القراصنة والنبلاء  ، البسطاء والعظماء ، ألأصدقاء والأعداء على حد سواء بوجه واحد ، هو وجه الحق الفلسطيني الذي يجب ان يروه بعقولهم وقلوبهم وبصيرتهم ، وليس بابصارهم وحسب ، فهؤلاء استماتوا ولم يوفروا قوة خارجية او داخلية  أو حتى قوة موسوسين لدفعه للانزلاق نحو مربعاتهم لكنهم فشلوا  ، لأن ابو مازن يحافظ على توازنه بفضل قوة جاذبية الشعب الذي منحه الثقة وأوكله القرار ، فكان الصدق مسباره حتى لو دفع ثمنه مما تسمى الشعبية  فرصيد الضمير الشخصي والوطني المرتاح والعقل الذي يمكنه من اعلاء  حق الشعب الفلسطيني ومصالحه أهم وأولى من عدد المصفقين الهتافين الذين سرعان ما ينطفئ لهيب انفعالاتهم مع انطفاء كلمات الخطيب النارية !.

نشرت صحيفة معاريف عن الصحفي الإسرائيلي إيهود يعاري قوله حول نية بنيامين نتنياهو رئيس حكومة منظومة الاحتلال والاستعمار العنصري  الاسرائيلي لضم الأغوار الفلسطينية وتطبيق القانون الاسرائيلي على المستوطنات في اراض دولة فلسطين المحتلة منذ العام 1967 مايلي  :" هذه خطوة فارغة سنفقد الدعم من قوى مهمة في العالم تقف إلى جانبنا. سنثبت للعالم أن جميع الخطب التي نلقيها منذ عقود ، بما في ذلك خطاب نتنياهو في بار إيلان ، فارغة وتثبت اننا كذابون".. وقال أيضا:"  لايوجد بلد في العالم يحترم نفسه يربط مصيره بالرجل الجالس في البيت الأبيض إنه جنون مطلق".

لا أسرار ولا معجزات ولا أسطورة  وإنما هو هذا الاصرار على أن نكون الشعب الصادق ، القائم على حقه بإخلاص ووفاء ، وأن يكونوا منظومة الكذب العنصرية التي أخذت اليهود في العالم الى مصائر مدمرة.  

لا أسرار ولا معجزات ولا أسطورة ، وإنما لأن حركة التحرر الوطنية  الفلسطينية  أعظم من أي واحد يظن بنفسه القدرة على احتكار حقائقها ومفاتيح أسرار ديمومتها مهما بلغت سطوة هذا الذي يظن أن أمهات الشعب الفلسطيني قد توقفن عن الانجاب بعد ولادته ، فهذا الشعب يعرف بمن يثق ، ويستطيع التفريق  بين المناضلين القادة ، وبين محترفي التسلق على جبال الشهداء والأسرى والكفاح والعمل الوطني ، وجبال المعاناة والآلام ، ويعرف التمييز بين مناضل صنع لحظة في زمن الشعب الفلسطيني اللا محدود وبات  كلمة في كتاب الشعب الفلسطيني  وبين شخص يحاول فرض نفسه في هذا الكتاب ولو كفاصلة أو نقطة .

الشعب يعلم ويعرف المناضل وهو الذي يقدره ويراه قائدا ويثني عليه ويوسمه برمزية القيادة ، أما الذي يظن نفسه مولودا وعلى جبهته ختم القيادة ، فهو غر  يحتاج الى دروس ومرمغة  ليس أقلها وضع مرآة له اينما حل ليرى نفسه ة ولا .

 لا اسرار ولا اسطورة ولا معجزات  فما بين الضم ولحظتنا يكمن مصيرنا  ووجودنا ، والوطني الحقيقي هو من سيصدق مع نفسه وحركته الوطنية وشعبه فيبادر للانضمام الى خيمة العقل الوطني الفلسطيني المدبر ومعه ابداعاته وأفكاره وخططه ، ويحسب أن الرجال للوطن خالصون صادقون .

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024