نتنياهو المعجب بصيت الزهار وسمعة هنية
نشر بتاريخ: 2020-06-07 الساعة: 13:32موفق مطر
يبعث محمود الزهار عضو المكتب السياسي لفرع جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين المسمى حماس برسالة لمنظومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني العنصري بالغة الوضوح لدرجة أن الخبراء المتخصصين بفك شيفرة رسائل مشايخ حماس لإخوانهم في المنظومة سيبقون عاطلين عن العمل بعدها ، وربما يتم الاستغناء عنهم .
محمود الزهار طعن شرف كل فرد في الشعب الفلسطيني عندما قال :" ان منظمة التحرير الفلسطينية سيئة صيت وسمعة وأن المصالحة بعيدة المنال " فالزهار يعلم تماما إن كان يفقه ما يقرأ أن منظمة التحرير هي مجموع ارادة الشعب الفلسطيني وأن كل فلسطيني عضو طبيعي في المنظمة ما يعني انه يعتبر كل فلسطيني سيء الصيت والسمعة ، وهذا الأمر ليس جديدا ولا مفاجئا في طروحاتهم ، فمشايخ وأعضاء جماعة الاخوان المسلمين الكافرين أصلا ً بمبدأ الوطنية والمواطنة لا يقيمون أي اعتبار أو قيمة لمواطن خارج اطار جماعتهم الارهابية .
الزهار يتبرأ من فلسطينيته للمرة الألف لكن هذه المرة اسقط آخر ورقة توت كان يستر بها عورته السياسية ، بعد أن سبقه في ذلك رئيس فرع جماعته اسماعيل هنية الذي اعتبر منظمة التحرير مخطوفة تحت شعار الممثل الشرعي والوحيد ، فجاء تصريح الزهار ليوضح بعض غموض في رسالة رئيس سياسة جماعة حماس هنية الى منظومة الاحتلال ، خصوصا وان المرحلة بالنسبة لمنظومة الاحتلال تتطلب تحديد موقف حماس بدقة ، فجاء رد الخرجين والمتمردين على اخلاق الشعب الفلسطيني وارثه الكفاحي ، وجذوره الوطنية اكثر من المتوقع، وتقديرنا ان بنيامين نتنياهو ذاته منذهل ومتعجب من المدى الذي ذهب اليه هؤلاء في خيانة الشعب الفلسطيني ، خاصة وانه يتهيأ لتنفيذ قرار ضم اراض فلسطينية في الضفة الغربية محتلة منذ حرب حزيران من العام 1967 ، وفيما القيادة الفلسطينية متوجهة بقلب وعقل منفتحين الى القوى الفلسطينية بهدف توحيد الكل الفلسطيني في اطار برنامج عمل وطني مشترك لمواجهة خطر حملة استعمارية جديدة تنذر بإنهاء وجود الشعب الفلسطيني وكيانه السياسي ، ويبدد نضالاته وتضحياته على مدى اكثر من مئة عام من اجل التحرر والاستقلال من الاستعمارين البريطاني والصهيوني .
تفشي تصريحات الزهار وهنية نوايا جماعة حماس ليس في طرح جماعتهم كبديل عن المنظمة وحسب ، بل باستعدادهم لتدمير انجازات الشعب الفلسطيني في عملية بلورة هويته الوطنية واستقلالية قراره الوطني وكيان دولته السياسي ، من اجل نيل رضا واشنطن وتل ابيب عنهم ، والسماح لهم بالاستيلاء على حاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني ليتم بعد ذلك اقتلاع جذوره الثقافية والتاريخية من الماضي الحضاري ، وبذلك يحققون حلم وأهداف الحركة الصهيونية العنصرية الاستعمارية بنكران وجود الشعب الفلسطيني ، وما قول الزهار بأن " منظمة التحرير سيئة صيت وسمعة" إلا ترجمة حرفية لمفاهيم الحاخامات الصهاينة ومنظري العنصرية الصهيونية وانسجام فوق العادة مع مفاهيم ومنطق الرئيس ألأميركي دونالد ترامب الذي لم يوفر فرصة لتحقير الشعب الأميركي ونوابه ومؤسساته والتشكيك بشرعيتها ، بالتوازي مع خط ثالث يرسمه نتنياهو الذي بات معارضوه يصفونه بالدكتاتور ويعتبرونه دافعا لحرب اهلية في ( اسرائيل ) !.
يظن الزهار وهنية أن لتصريحاتهما في هذه اللحظات مفعول لغم سيدمر البناء التنظيمي السياسي للمنظمة ، وسيكون لهما ولمنظومة الاحتلال ذلك ، اذا تسلح كل فلسطيني في الوطن وخارجه بسكين حادة قاطعة ، وسلخ جلده ، وقطع شرايين جسده ، واجتث قلبه من صدره وقدم دماغه على طبق من ذهب لترامب ونتنياهو مقابل حفنة ذهب ، لكن اصحاب صفقة القرن لن يجدوا من يفعل هذا من اجلهم إلا الذين افتروا على الرسائل السماوية والكتب المقدسة ، وباعوا واشتروا في الدين واستخدموه كمطية ، وقدموا دماء المناضلين الوطنيين كعرابين لمنظومة الاحتلال حتى تمكنهم وتسمح لهم بالتمدد والاستقرار في قطاع غزة وتساندهم الآن لتحويل الانقلاب المسلح الى انفصال دائم وهذا ماقصده الزهار بقوله :" ان المصالحة بعيدة المنال "! .
يطالب هنية مادعاها " استراتيجية وطنية قائمة على المقاومة المسلحة في الضفة الغربية فقط " وهو الذي يثبت تفاهماته واتفاقاته مع منظومة الاحتلال كل شهر بحقائب أموال تأتيه من الخارج عبر جهاز الشاباك الاسرائيلي ، كثمن بخس "لمقاومته المسلحة " التي باعها في قطاع غزة ، ويريد اشعالها في الضفة الغربية ليس لمقاومة قرار الضم الاسرائيلي ، وإنما لأنها السبيل الوحيد لاستدراج عدوان احتلالي اسرائيلي اجرامي لا يبقي ولا يذر يضم الضفة الغربية كلها كما يريد ويشتهي ويصمم ويطالب اليمين الاسرائيلي المتطرف ، فيفرح الاخوان المسلمون ويفرح معهم اخوانهم الصهاينة بسقوط هدف الشعب الفلسطيني في انجاز استقلال في دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية ، ولولا تأكد الزهار من متانة العلاقة بين المشروعين اليمني في منظومة الاحتلال مع جماعته الاخوانية لما نطق عباراته المهينة صراحة للشعب الفلسطيني.
تصريحات هنية والزهار شرارة في فتيل سريع الاشتعال مربوط بحقل ألغام مزروع في قلب جبهتنا الداخلية ، بانت معالم خريطته اثر نفخات العملاء الجواسيس الكلامية ، فبتنا على يقين ان خطر كمائن جماعة حماس الاخوانية ، وظلالهم الجواسيس والعملاء المحميين لدى منظومة الاحتلال اكبر واشد من كل اسلحة الحرب الصهيونية الاستعمارية الثالثة التي سيشنها علينا نتنياهو ابتداء من اول يوم لتنفيذ قرار الضم وهنا وجبت اليقظة حتى لا نكرر تجارب التاريخ ، فأمثال هؤلاء كانوا سببا في قصم ظهر مشاريعنا الوطنية باستخدامهم شعارات دينية ودعايات وطنية كلامجية وقومجية وغيرها !! .
سنبقى نراهن على وعي شعبنا الوطني وتجربة حركة تحرره الوطنية الغنية في التصدي لحملات الابادة والمؤامرات وسلب القرار الوطني ن وستبقى المنظمة عقل كل الشعب الفلسطيني وسيبقى الشعب هو روح المنظمة .
m.a