الرئيسة/  تقارير

"عسل" ضحية قنبلة غاز

نشر بتاريخ: 2020-06-06 الساعة: 08:17

 

طوباس (سهل البقيعة) - مراسل وفا- يجتمع عدد من النحل حول قطرات مياه تتساقط من ماسورة حديدية ممتدة على عرض أرض زراعية، بجانب الطريق الترابية الواصلة بين عاطوف والشارع الرئيسي باتجاه الشرق، في الأغوار الشمالية.

هذا الأمر طبيعي، فالنحل يبحث عن المياه للشرب في الحر.

لكن الغريب ملاحظة عدد كبير من النحل يحوم في المحيط القريب، بشكل غير منتظم وقت الظهيرة الحار.

يقول حسن عمر بشارات، وهو مالك خلايا نحل في المكان: "بالعادة يظل النحل وقت الظهيرة في الخلايا، تجنبا للحرارة، إلا من تريد الشرب".

فلماذا هذا العدد الهائل في الفضاء؟

بعدما أنهى عشرات المواطنين من محافظة طوباس، ظهر اليوم، صلاة الجمعة في الأراضي المهددة بالمصادرة في أراضي عاطوف جنوب شرق طوباس (أحد امتدادات سهل البقيعة الكبير)، توجهوا في مسيرة سلمية نحو الشرق، إلا أن الاحتلال قمعها بقنابل الغاز المسيل للدموع.

واحدة من القنابل جاءت في أرض مزروعة بالقمح.

تكون المحاصيل البعلية عموما في هذه الأوقات، جافة، ولا حياة فيها، وتكون المحاصيل التي لم تحصد بعد سريعة الاشتعال. فبينما كان جنود الاحتلال يطلقون قنابل الغاز بشكل متتابع صوب المتظاهرين، بدأ الدخان يتصاعد من النيران التي اشتعلت في المحصول ثم أخذت بالتمدد بشكل أفقي حتى وصلت لخلايا نحل في المنطقة.

وبعدما أتى الحريق على هذه الصناديق، لم يجد آلاف النحل المُحلق، صناديق يمكن أن تكون الظروف فيها مناسبة للحياة.

قال بشارات: "حرقوا العسل في الصناديق وتركوا النحل دون مأوى".

وأمكن مشاهدة أعداد كبيرة من النحل يحوم فوق رؤوس المشاركين في المسيرة.

عندما بدأ بشارات، من سكان بلدة طمون جنوب طوباس، بتربية النحل لتجارة العسل، كان لديه في ذلك الوقت أربع خلايا فقط.

وبعد ست سنوات، أصبح الرجل يمتلك 50 خلية نحل، كلها منتجة، من خلال الطرود التي كانت تنتجها الخلايا الأصلية.

في الموسم الماضي استفاد من 10 طرود جديدة. قال الرجل. لكن عندما حان الوقت لإنتاج الطرود هذا الموسم، اتجه بشارات لعدم السماح بذلك، فظلت الصناديق دون زيادة عن العام الماضي.

ويقول لمراسل "وفا": "أريد العسل وليس خلايا نحل جديدة".

قبل أسبوعين من اليوم جنى بشارات 15 خلية، تراوح إنتاج الخلية الواحدة ما بين 15-20 كيلوغراما، وباع نتاجها بالكامل، ثم قرر أن يبقي ما تبقى حتى منتصف هذا الشهر، حتى يكتمل إنتاجهن.

لكن 35 خلية لم يجنهن الرجل في تلك الفترة، يمكن ألا ينتجن هذه المرة.

قال: "خسرت مرتين هذا الموسم.. الطرود والعسل".

كان بشارات صباح اليوم في واحدة من جولاته التفقدية لخلايا النحل خاصته في سهل عاطوف، جنوب شرق طوباس، فبعد معاينة الصناديق، تقرر أن يبدأ باستكمال جني العسل يوم الجمعة المقبل.

غير أن قنبلة غاز مسيل للدموع ألقاها الاحتلال في أرض مزروعة بالقمح بجانب خلايا النحل، أدت لاشتعال النار في المحصول، والخلايا، غيرت كل شيء.

وأمكن ملاحظة ألسنة اللهب وهي تأتي على القمح، والنار تتوسع في جميع الاتجاهات.

قال بشارات: "احترقت 10 خلايا بشكل كامل من اللواتي لم أجن العسل منهن في المرة الأولى".

وتابع: "الخلايا المتبقية مات نحل كثير منها، وتضررت الصناديق، و"البراويز" التي تحوي العسل في داخلها".

"هذه خسارة كبيرة(..)، أريد أن آخذ الطرود الموسم المقبل إذا نجحت الخلايا الحالية، أو أشتري خلايا جديدة". أضاف.

فسعر خلية النحل الواحدة في شهر آذار 700 شيقل تقريبا، في هذه الحالة تكون الخلية دون عسل بداخلها، لكن في شهري أيار وحزيران، يصل سعر الواحدة منها لــ1500 شيقل، باعتبار تواجد كميات عسل بداخلها.

"أتى الحريق في توقيت سيء". قال بشارات.

فبشارات الذي وصل المكان بعد انسحاب جنود الاحتلال من المنطقة، قال لمراسل "وفا"، إن الخلايا التي احترقت بالكامل من الصناديق التي لم تُجن بعد.

وقال: "لا أظن أن تصل كمية العسل المجني إلى النصف". وتابع: "في الموسم الجيد أجني من الخلايا جميعا ما يقارب نصف طن من العسل".

 

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024