ما الذي يؤرق المستوى السياسي الإسرائيلي في سبسطية؟
نشر بتاريخ: 2020-05-21 الساعة: 12:19
نابلس - مراسل وفا- قبل أيام قضى عدد من أهالي بلدة سبسطية شمال نابلس، ليلتهم فوق بلاط ساحة البيدر، التي عملت البلدية بالتعاون مع الجهات المختصة على إعادة تأهيلها، وتنفيذ عدة مشاريع سياحية في المنطقة ضمن المعايير المقرة من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو".
الليلة التي قضاها أهالي سبسطية كانت عصيبة عليهم، وتأتي ضمن سلسلة خطوات للدفاع عن أراضيهم والموروث التاريخي في البلدة، الذي أصبح محط أطماع المستوطنين وجيش الاحتلال الذي يطلق التهديدات بإزالة كافة المشاريع وما تم إنجازه من مشروع ساحة البيدر السياحي.
كان الاستهداف هذه المرة للقواعد الأساسية لبرج العلم المنوي إقامته، والذي يصل طوله 15 مترا وبمواصفات عالية ضمن معاير منظمة "اليونسكو"، حسب ما أفاد رئيس بلدية سبسطية محمد عازم لــ"وفا"، الذي أكد أن التهديدات والتوجيهات جاءت من المستوى السياسي الاسرائيلي.
وقال ان قاعدة البرج او السارية تقع في منطقة مصنفة (ب)، وضمن مشروع سياحي ضخم، اعتمد من قبل لجنة وزارية مختصة، وبإشراف "اليونسكو"، والذي سيعمل على تنشيط الحركة السياحية في البلدة ويرفع من مستوى الخدمات فيها، الا ان حكومة الاحتلال والمستوطنين تؤرقهم هذه الممارسات ويتذرعون بأن لهم حقا وتاريخا في هذه الاراضي.
إلى ذلك أكد عدد من الباحثين والمؤرخين أن من أهم العصور التي مرت على سبسطية هو العصر الروماني، والذي اكتسبت اسمها من الامبراطور الروماني الأول "اغسطس"، والتي تعني في اليونانية "سباتوس"، وسميت نسبة اليه "سباستية"، وتمتاز بانتشار الآثار فيها، من شارع الأعمدة، ومقام ومسجد النبي يحيى، بالإضافة إلى الأسقفية الرومانية، ومسارح أثرية، والمحكمة، والمدرج الروماني، والمقبرة الملكية التي تعود للحقبة الرومانية، والبرج اليوناني الوحيد بفلسطين.
وأكد عازم ان قوات الاحتلال امهلت البلدية عدة ايام انتهت يوم امس، وإلا سيقومون بتجريف المشروع وهدم عدد من المنشآت السياحية القريبة من ساحة "البازيليكا"، موضحا انه بعد التواصل مع الجهات المختصة تبين انه محط اهتمام المستوى السياسي الاسرائيلي.
وطالب عازم الجهات المعنية بالعمل على تعزيز صمود هذه البلدة واهلها في ظل ما تتعرض له من اعتداءات ومحاولات تهويد مستمرة.
وأشار إلى ان ما يحدث هو استهداف وسرقة للموروث الثقافي والتاريخي لسبسطية من قبل المستوطنين، موضحا ان الاحتلال يحاول فرض هيمنته على المواقع الأثرية لتكون منطقة تابعة لمجلس مستوطنات الضفة، واعتبارها كحديقة عامة تابعة له.
يذكر أن سياسة الضم التي يتحدث عنها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة للاغوار الفلسطينية المنوي تنفيذها في تموز المقبل، ستشمل ايضا مواقع اخرى في الضفة الغربية، والتي تعتبر محط أطماع المستوطنين كما يحدث للمواقع الاثرية في بلدة سبسطية، والمواقع التاريخية فوق جبل العرمة في بيتا جنوب نابلس، وغيرها من المواقع الاخرى المنتشرة في فلسطين.
m.a