الرئيسة/  تقارير

جولان حرة

نشر بتاريخ: 2020-05-11 الساعة: 12:33

 

رام الله - مراسل  وفا-  في السادس والعشرين من شهر تموز للعام المنصرم 2019، تزوج أيسر معروف ونور حامد، وفي السادس والعشرين من الشهر الذي تلاه، آب 2019، اعتقلت قوات الاحتلال أيسر.

ثلاثون يوماً فقط، هي الأيام التي عاشها الزوجان، قبل أن يداهم الاحتلال فرحة عمرهما، حتى أن الكثير من الأقارب والأصدقاء لم يلحقوا تهنئتهم بالبيت والزواج.

ثلاثون يوما كانت كافية لتتكون "جولان" الطفلة التي ستأتي إلى الحياة ووالدها خلف قضبان الاحتلال، بينما لسان حال والدتها يقول: لحظة إنجاب المرأة وخاصة مولودها الأول، هي لحظة ولادتها أيضا، وسنفرح بالحياة والبنين، وننتظر بالأمل والإرادة تحطم السلاسل الحديدية.

 نور حامد (28 عاماً) قالت لـ"وفا": حين عرفت أنني حامل، أول شخص خطر في بالي هو بالتأكيد "أيسر"، كيف أخبره، ما هي ردة فعله، ملامحه وسعادته، شعوره بأنه سيصبح أب. لكن الاحتلال جعله آخر العارفين! فقد كان يقبع في زنازين التحقيق في المسكوبية، ولعدة أسابيع بقي ممنوعا من زيارة المحامي، إلى حين سمح لي بزيارته وأخبره بحملي.

وأضافت: في أول زيارة لي للطبيب، عشت شعورا متناقضا، بين الفرح والحزن، الفرح بالحمل، والحزن على غياب أقرب الناس لي، كان غيابه موجعا، كنت بحاجته في كل لحظة.

"لم أفرح في حياتي فرحتي بسماع نبض جنيني، وأبحث عن أيسر لأخبره عن تلك الفرحة، عن الروح الصغيرة التي في داخلي، لكن أيسر خلف قضبان الاحتلال" تقول نور.

وحول حوارات نور وأيسر عن الانجاب والأطفال، قالت نور: حين عرفت أنني حامل ببنت كانت فرحتي مضاعفة، لأن أيسر كان يقول: أحب أن تكون أول ثمار زواجنا "بنت"، وفي أول زيارة لي لأيسر بدأنا نفكر بالاسم الذي سنطلقه على بنتنا، فكان "جولان" نسبة إلى هضبة الجولان المحتلة، آملين أن تتحرر قريباً ونذهب إليها في رحلة.

وتضيف: تحدثنا كثيراً عن لحظة الولادة وماذا سنفعل لجولان من أشياء، لكن الاحتلال حرمني من تلك المتعة التي لا تعوض، وتركني أفعل ما اتفقنا عليه وحيدة.

وتبين: كانت ولادتي صعبة، وكان الأصعب غياب أيسر، أبكي الزوج الذي غادرني بعد شهر واحد فقط من زواجنا، قابعا مع الأبطال في سجون الاحتلال، أبكي الطفلة التي جاءت إلى الدنيا دون أن يحملها والدها مباشرة ويبتسم ابتسامة الآباء الذين انتظروا كثيرا هذه اللحظة الجميلة في حياتهم.

يُشار إلى أن الاحتلال كان اعتقل أيسر معروف (29 عاماً) من قرية عين قينيا غرب رام الله، وشقيقه اصرار معروف وهو طالب في جامعة بيرزيت، خلال حملة عنيفة طالت عشرات الشبان في شهر آب من العام الماضي.

وأيسر، أسير محرر، اعتقل عام 2014 وأمضى ثلاث سنوات ونصف في سجون الاحتلال، ويقبع حاليا في سجن عوفر غرب رام الله. 

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024