سؤال عالماشي الفرصة التاريخية !!!
نشر بتاريخ: 2020-04-28 الساعة: 10:24موفق مطر
قد تكون لحظة اقرار الكنيست الاسرائيلي لقانون ضم المستعمرات في الضفة الغربية وشمال البحر الميت ومنطقة الأغوار ومناطق اخرى لحظة تاريخية ستغير وجه الصراع مع منظومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني الصهيوني ، ولن تكون " فرصة تاريخية لن تتكرر ولن تحصل إلا مرة واحدة في التاريخ " كما قال بنيامين نتنياهو " وهو يحاول خداع الجمهور الاسرائيلي ، الذي سيجد نفسه في خضم اكبر مكذبة في التاريخ الحقيقي ، وليس الوهمي المكتوب بلغة الغزو والعدوان والحروب الاستعمارية العنصرية . نعلم ويعلم العالم معنا مسئولية منظومة الاحتلال عن اغتيال الاتفاقيات مع منظمة التحرير الفلسطينية التي كان بموجبها سيشهد العالم قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية في نهاية العام 1999 ، لكن هذه المنظومة لم تعلن صراحة مسئوليتها عن اغتيال الاتفاقيات رغم سوابقها في تحد العالم والقانون الدولي والخروج على الشرعية الدولية ، وإنما تسعى لدفعنا لإعلان الغائها مرتكزة على رد فعل شعبي وفصائلي فلسطيني حتمي ، يستحضر قرارات المجلسين الوطني والمركزي والبدء بتنفيذ توصيات اللجان التي كلفت ببحث كيفية انهاء العلاقة مع سلطات الاحتلال والانفكاك عنها ..ولكن يجب على منظومة الاحتلال المرتدة على مبادئ السلام والمتمردة على ومواثيق وقوانين الشرعية الدولية الادراك أنها بإقرار الضم وفرض سيادة قوانينها على اراض فلسطينية احتلت في عدوان الخامس من حزيران من العام 1967 لا تعلن مرحلة جديدة من مخططها الاستعماري الاستيطاني العنصري الصهيوني على الشعب الفلسطيني وارض وطنه فلسطين وحسب ، بل أن هذا العدوان الجديد سيشمل المملكة الاردنية الهاشمية ، حيث ستصاب بالشلل التام والموت السريري إن لم تغتال اسرائيل معاهدة السلام الموقعة بين اسرائيل والمملكة في 26 اكتوبر من العام 1994 والمسماة معاهدة وداي عربة نسبة للمكان الذي وقعت فيه من الجانبين بشهادة رئيس الولايات المتحدة الأميركية آنذاك بيل كلينتون ، فقد نصت المادة الثالثة تحت عنوان الحدود الدولية على مايلي : 1- تحدد الحدود الدولية بين الأردن وإسرائيل على أساس تعريف الحدود زمن الانتداب البريطاني. 2- تعتبر الحدود (كما هي محددة في الملحق 1/1) الحدود الدولية الدائمة والآمنة والمعترف بها دولياً بين الأردن وإسرائيل، دون المساس بوضع الأراضي التي دخلت تحت سيطرة الحكم العسكري الإسرائيلي عام 1967. حظيت منظومة الاحتلال المسماة ( دولة اسرائيل ) بفرص تاريخية مع دولتين عربيتين مجاورتين لفلسطين المحتلة ، وحظيت باتفاق اوسلو مع منظمة التحرير باعتباره جسرا نحو اتفاق سلام نهائي فيه حل لقضية اللاجئين والقدس والحدود ، ونالت هذه الاتفاقيات مباركة العالم عبر منظماته الدولية ( الأمم المتحدة ) وكبرى الدول ن وصارت مثلا يحتذى ودروسا في كيفية انهاء الصراعات ، ووضع خيار المفاوضات لحلها بديلا عن عقلية الحروب والتدمير ، لكن جبهة العنصرية والاستبداد برئاسة نتنياهو في اسرائيل تأبى الانسجام مع اطروحات السلام ، وتتمسك بجذور المشروع الصهيوني الاستيطاني ألاحتلالي العنصري الذي منذ بداية تطبيقاته على ارض فلسطين بمركز الوطن العربي ، ووسط منطقة البحر ألأبيض المتوسط الحضارية ، وفي منطقة حساسة تلتقي فيها الثقافات الروحية السماوية من المنتشرة في قارات الأرض ، شهدت المنطقة حربا عالمية وحروبا اقليمية وحروبا قطرية وطائفية وعرقية دموية . كتب نتنياهو : " لأول مرة منذ قيام الدولة، صفقة القرن تمنح اعترافا أميركيا بسيادتنا على أقاليم الوطن هذه، المستوطنات اليهودية في يهودا والسامرة وغور الأردن، وهذا تطبيق للحلم الصهيوني". وكتب ايضا عن خطة ترامب الاستعمارية :" يجب أن لا نفوت مثل هذه الفرصة التاريخية، لدينا أعظم صديق تملكه إسرائيل على الإطلاق في البيت الأبيض، لذلك لدينا حاليًا أكبر فرصة على الإطلاق ولن تتكرر...هذه أكثر خطة ودية تجاه إسرائيل، وهي انقلاب تاريخي لمصير شعبنا. ولأول مرة، خطة ترامب تفعل العكس تماما لكل من تم طرحه في خطط سياسية سابقة... ومن دون علاقة بموافقة الفلسطينيين أو عدم موافقتهم " . نتنياهو يرى يستمد القوة وألأمل بتنفيذ الفرصة التاريخية من دونالد ترامب الفاشل في مواجهة وباء فايروس كوفيد 19 الكورونا المستجد ، ترامب الذي دعا الشعب الأميركي الى شرب سائل الكلور والمعقمات بعد وقوع حوالي مليون اصابة بينهم أكثر من خمسين الف ضحية ، ويخادع نتنياهو الموصوف في اسرائيل بالكذاب الجمهور الاسرائيلي بامكانيات جيش واستخبارات واقتصاد ودبلوماسية منظومته وبقدرتها مجتمعة على اخضاع الشعب الفلسطيني ومواجهة ضغوط الاتحاد الأوروبي والدول الصديقة لدولة فلسطين ، يخادع وهو يعلم أن الصمود الرسمي والشعبي الفلسطيني في وحدة موقف من قضية تهجير سكان قرية الخان الأحمر وتدمير قريتهم ومدرستهم كمثال على المواجهة على الأرض ، وفي قضية قرصنة الأموال الفلسطينية لمنع دولة فلسطين من الوفاء لذوي الشهداء والأسرى الى جانب ضغط دول اوروبية صديقة ، وموقف الجنائية الدولية كانت عوامل رادعة لمنظومته اجبرته على التوقف ، رغم علمنا ان ادارة ترامب كانت قد منحته الضوء الأخضر لفعل مايشاء لكنه خسىء وهذا ما يجب ان يعلمه الجمهور الاسرائيلي الذي سيكون ضحية رغبات نتنياهو السلطوية ، كما كان الشعب الأميركي ضحية ترامب المتغطرس ، وان الاصرار على تنفيذ خطة ترامب الاستعمارية سيدخله في دوامة صراع لا يعلم حدا لنهايتها في هذا العالم إلا الشعب الفلسطيني الذي سيواجه منظومة الاحتلال بكل قوة وشرف وطني ، فالشعب الفلسطيني منح العالم فرصة سلام تاريخية ، ولن يغفر لمن سيمنح اعترافه بالاستعمار والاستيطان الصهيوني الجديد ، ولا يتصدى معنا لجريمة اسرائيل ضد الانسانية التي ستكون اذا تمت جريمة اغتيال الفرصة الأخيرة للاستقرار والسلام في المنطقة والعالم ايضا .
m.a