رصد التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية
نشر بتاريخ: 2020-04-13 الساعة: 11:02مراسل وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وســائل الإعلام الإسرائيلية في الفترة ما بين 5.4.2020-11.4.2020.
وتقدم "وفا" في تقريرها الـ(146) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيليّ.
ويعرض التقرير جملة من المقالات الإخبارية التي تحمل تحريضا على السلطة الفلسطينية في سياق جائحة كورونا.
وجاء على صحيفة "مكور ريشون" مقالا تحريضيا للصحفي أساف جيبور ضد السلطة الفلسطينية في سياق جائحة كورونا، قال فيه: "تنشر حركة فتح قواتها في قرى يهودا والسامرة، بأمر من السلطة الفلسطينية وبالتنسيق مع إسرائيل، وذلك بمحاولة لمنع انتشار وباء كورونا في مناطق السلطة. تم نشر بعض الممثلين المحليين في بعض القرى لتطبيق أوامر وزارة الصحة الفلسطينية بكل ما يتعلق في كورونا".
وأضاف: "يلبس الممثلون سترات باللون الأصفر وعليهن شعار حركة فتح والسلطة الفلسطينية، ووظيفتهم هي التأكد من ان تبقى الحوانيت مغلقة ما عدا حوانيت الخدمات الضرورية مثل الصيدليات والبقالة. تلقى ممثلو السلطة الفلسطينية في القرى أمرا آخرا مفاده منع اليهود من الاقتناء من الحوانيت المحلية، على سبيل المثال في قرية فندق المتاخمة للمستوطنتين "كرني شومرون" و"كدوميم". أقامة السلطة الفلسطينية حواجز استفسار على القرى المتاخمة للمستوطنات حيث يتم استجواب الفلسطينيين بهدف منع نقل الوباء".
وتابع: "قام رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية، وشخصيات أخرى في السلطة بتوجيه اتهاما نحو المستوطنات على انها بؤرة مركزية لنشر وباء كورونا بين الفلسطينيين. جاء في تقرير أعده "المكتب القومي لحماية الأرض ومناهضة المستوطنات" ان مرضى كورونا الفلسطينيين هم كانوا بقرب المستوطنات الأمر الذي يُعزّز من الادعاء ويستوجب اتخاذ خطوات احترازية في نقاط التماس بين الفلسطينيين والمستوطنين. واستند المكتب على حالة عدوى 15 عاملا فلسطينيا في مصنع الدجاج في المنطقة الصناعة "عطاروت"، دون الاخذ بعين الاعتبار ان أولئك العاملين لم ينصاعوا لأوامر وزارة الصحة الإسرائيلية وأقاموا تجمعات كبيرة قبل انتشار العدوى بينهم".
في هذا المقال التحريضي، يستعرض الصحفي أساف جيبور سلسلة من الخطوات الاحترازية التي تتخذها السلطة لمنع انتشار الفيروس، ويظهرها على انها مُجحفة بحق المستوطنين، كما واتهم السلطة بتوجيه اتهامات باطلة لإسرائيل، ونسي أنه عند الاعلان عن إصابة مجموعة السائحين اليونانيين، أعلن وزير الجيش الإسرائيلي نفتالي بينيت فرض طوق على مدينة بيت لحم ومنع دخول أي شخص من الأراضي الفلسطينية إلى أراضي الـ48.
وفي مقال آخر، نشر على صحيفة "يسرائيل هيوم"، أدعى كاتبه: "في حين ان إسرائيل تمد يد العون للفلسطينيين، تقوم السلطة الفلسطينية باتهامها بنشر الفيروس أمام المجتمع الدولي. بعث الممثل الفلسطيني في الأمم المتحدة، رياض منصور، قبل بضع أيام، برقية لمجلس الأمن تحمل اتهاما لإسرائيل بأن الأخيرة تمس بمحاولات السلطة بمحاربة انتشار كورونا في مناطقها. ادعى، أيضا، ان إسرائيل تستغل حالة الطوارئ لكي توسّع من مخططات البناء في المستوطنات".
وقال: "عاد منصور على ذات الادعاء في برقيته التي بعثها إلى دول مجلس الامن مفادها ان الجنود يبصقون عمدا على مركبات الفلسطينيين وأبواب البيوت لهدف ترهيب السكان المحليين. كما وادعى انه تم منع مواد مُعدّة لبناء خيم مساعدة أولية لمرضى كورونا. يشير الممثل الفلسطيني لاحقا انه بواسطة حالة الطوارئ والاغلاق الحالي "إسرائيل تعمل في الضفة الغربية وشرقي القدس كما وتسرّع مخططات بناء غير قانونية والتي تحمل هدم لبيوت الفلسطينيين".
وأضاف: "كما هو معروف، نتحدث عن اتهامات باطلة، حيث ان إسرائيل تساعد الفلسطينيين بشكل واسع النطاق وعلى عدة أصعدة مثل الصعيد اللوجستي، المهني والاقتصادي. نقلت إسرائيل أيضا للسلطة الفلسطينية 120 مليون شيقل كميزانية مساعدة للتعامل مع الأزمة".
الصحفي أمير أفيفي، كتب مقالا تحريضيا عنصريا نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، بعنوان: "فرض النفوذ مهم للغاية، الآن"، قال فيه: "تقف إسرائيل في مفترق طرق تاريخي. لأول مرة منذ سنوات، تعرض قائدة العالم الحرب، الولايات المتحدة، مخططا سياسيا يسمح لإسرائيل ان تفرض نفوذها على الحدود الشرقية – الأغوار – وعلى المستوطنات في يهودا والسامرة. هذه فرصة نادرة لفرض حدود ثابتة وواضحة تضمن أمن إسرائيل على المدى البعيد. ولكن للأسف، الذين يتسابقون لمنع خطوة كهذه هم رجال أمن مخضرمين سابقين والذين يجزمون انّ "فرض النفوذ بشكل أحادي الجانب قد يمسّ بالعلاقات مع الأردن ويمكنه ان يقوّض السلطة الفلسطينية". يستيقظ كبار التخويف كل مرة تنوي إسرائيل على اتخاذ خطوة صهيونية. لم يحذر أولئك الجنرالات من عواقب خطط الانسحاب غير المدروسة. بالرغم من هذا، هل أمننا تضعضع حين فرضنا نفوذنا على هضبة الجولان والقدس؟ الجواب هو لا. العكس صحيح، كلنا يعرف ماذا حصل لأمننا حين قمنا بالانسحاب من أماكن معينة".
وأضاف: "الواقع في الشرق الأوسط يحتاج إلى عمليات فرض نفوذ أحادية الجانب، كما حصل على هضبة الجولان والقدس. الادعاء انه هنالك حاجة لموافقة جوانب أخرى غير الولايات المتحدة، هي ادعاءات تهرّب وانفصال عن الواقع الإقليمي، حيث انه اثبت لنا مرارا وتكرارا انه لا شريكا لنا لأي عملية سياسية".
وتابع: "تعزز الأزمة الحالية (كورونا) الحاجة الماسة لوضع حدود شرقية واضحة وثابتة، ما سيشكل فاصلا بين إسرائيل والشرق الأوسط الهائج. يمكن لدولٍ مثل الأردن ان تتدهور أوضاعها ونظامها في حال لم يتم لجم انتشار وباء كورونا. يستوجب عدم الاستقرار هذا من تعزيز البنية التحتية الأمنية في الأغوار وبناء جدار فاصل يمنع تسلل الإرهاب او عوامل أخرى تشكل خطرا علينا".
وكتب الصحفي يشاي فريدمان في صحيفة "مكور ريشون"، خبرا تحريضيا على فلسطيني الـ48، قال فيه: الحركة النسوية التابعة لحزب الجبهة الديمقراطي للسلام والمساواة تبكي على موت خاطفة "سافانا". تريز هلسة، احدى المخربات من تنظيم "أيلول الأسود" الذين اشتركوا بالعمل الإرهابي خطف طائرة "سافانا"، توفيت الأسبوع الماضي. اشتركت هلسة، في أيار من عام 1972، بعملية خطف الطائرة ولكن تم احباط العملية من قبل دورية هيئة الأركان. جُرحت في العملية مري أندرسون، عضو في "كيبوتس لوحامي هجيتاؤوت"، وقد توفيت لاحقا متأثرة بجراحها. بنيامين نتنياهو، والذي كان محاربا آنذاك في دورية هيئة الأركان، أصيب من طلقة جندي آخر في الدورية. حُكم على هلسة بالمؤبد ولكن تم تسريحها لاحقا باتفاقية تبادل أسرى. هلسة كانت مخربة فلسطينية، وفي العالم العربي والعالم الفلسطيني على وجه التحديد هي تُعتبر بطلة اشتركت في عملية جريئة. يبدو ان هنالك في إسرائيل أيضا منظمات تعتقد ان هلسة بطلة وتستحق فائق التقدير".
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، حرض هو الآخر على فلسطينيي الـ48، وكتب على موقعه على "فيسبوك" "حادثة إطلاق النار التي وقعت اليوم في رهط ضد مركبات الشرطة هو خطير للغاية وانا أدين ذلك بشكل قطعي. لن تُظهر دولة إسرائيل أي صبر حيال مهاجمة رجال الشرطة الذين يدافعون عن المواطنين. تحدّثت مع وزير الامن الداخلي حول الحادثة وطلبت مجازاة مثيري الشغب".
السياسية عنات بيركو كتبت على "فيسبوك"، "تريز الإرهابية، والتي توفيت منذ فترة، لم تكن الأم تريزا بالتأكيد. لم تكن هي المرة الأولى التي نكشف بها العلاقة بين الحركات العربية اليهودية وبين دعم الإرهاب العربي ضد اليهود. هذه الإرهابية هي ابنة لأب أردني، عاشت في الأردن وتم اطلاق سراحها عام 1983 عقب عملية تبادل أسرى، وكانت قد توفيت مؤخرا".
سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دنون، كتب على "فيسبوك" محرضا ضد السلطة الفلسطينة: " اختشوا!. في الوقت الذي يتلقوا به مساعدات إنسانية تنقذ الحياة، بعث الفلسطينيون توجه للأمم المتحدة مدّعين ان الجنود يمسّون بجهود السلطة الفلسطينية في محاربة وباء كورونا كما ويبصقون عمدا على مركبات الفلسطينيين بهدف إخافتهم. حتى في وقت الأزمة العالمية، تستمر القيادة الفلسطينية بإطلاق الأكاذيب للمجتمع الدولي وتسجّل قمة جديدة بنكران الجميل.
m.a