الحاجة نوال .. ثبات فوق الأرض رغم وبائي الاحتلال و"كورونا"
نشر بتاريخ: 2020-03-29 الساعة: 15:51
نابلس - مراسل وفا- بعد سنوات هجرة قضتها المواطنة نوال عبد الجليل (67 عاما)، في عدد من البلدان العربية، حققت حلمها بالعودة إلى مسقط رأسها في بلدة قريوت جنوب نابلس، وامتلاكها أرضا تقضي غالبية وقتها فيها.
في العام 2005 ورثت المواطنة عبد الجليل من عائلتها ما يقارب ستة دونمات، والتي كانت بمحاذاة مستوطنة "شافوت راحيل" جنوب نابلس.
المواطنة عبد الجليل تشد من همتها كل صباح، وتخرج إلى أرضها لتتفقد مزروعاتها من الزعتر الفلسطيني، والتنظيف تحت أشجار الزيتون، وتقول: "كل يوم لدي هو يوم الأرض".
وتضيف "لا يمنعني عن الوصول إلى الأرض سوى الشدائد، حتى في أيام ماطرة نذهب إليها، رغم أنها ملاصقة لسياج المستوطنة، حتى أن الاحتلال نصب الكاميرات بداخلها".
وتؤكد عبد الجليل أن "امتلاك الأرض ليس على الأوراق بل يجب أن يكون بالفعل والعمل والاعتناء بها، مهما كانت الظروف، هذا الحلم الذي تحقق بعد سنوات من الغربة، لا يمكن التخلي عنه مهما كانت الظروف".
وبسبب الظروف التي تمر بها فلسطين كباقي دول العالم، في مواجهة تفشي فيروس كورونا، واتخاذ التدابير اللازمة وفرض حظر التجوال على المواطنين، تقرر تأجيل فعاليات يوم الأرض الذي يحيه الشعب الفلسطيني في الثلاثين من آذار منذ العام 1976، واقتصاره على الفعاليات الرقمية والمنزلية.
انتشار كورونا الذي تعرف عنه المواطنة عبد الجليل، لم يمنعها من الذهاب إلى أرضها، رغم أنها قريبة من المستوطنات التي يمكن أن يكون الوباء متفشي فيها، فإرادة الله فوق كل شئ، على حد تعبيرها.
وتؤكد أن مضايقات المستوطنين وجنود الاحتلال لها مستمرة ومتعددة الأشكال، ولكن هذا لن يجعلها تتقاعس يوما عن العناية بأرضها.
مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، أكد لـ"وفا"، أن حكومة الاحتلال ومستوطنيها يستغلون الظرف الحالي وانشغال العالم بمكافحة فيروس كورونا، من خلال الاستيلاء على المزيد من الأراضي وتجريف مساحات شاسعة من الدونمات لصالح توسيع المستوطنات، خاصة في ريف نابلس الجنوبي كما في قرى جالود، وقريوت، وقصرة، وجوريش".
وقال دغلس: "تحل الذكرى الـ44 ليوم الأرض التي اعتاد أبناء شعبنا على إحيائها، فوق الأراضي المهددة والتي جرى الاستيلاء عليها من قبل الاحتلال، ونقاط التماس مع الاحتلال، ولكن هذا العام كان لها خصوصية بسبب تفشي فيروس كورونا ومنع التجمعات".
وتابع: الفعاليات ستقتصر على نشاطات وفعاليات رقمية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما دعت اليها لجنة المتابعة العربية، بسبب الظروف الصحية الخطيرة والقاهرة، الناشئة عن انتشار الفيروس.
وشدد دغلس على أنه رغم تفشي الفيروس، إلا أن ذلك لن يمنعنا عن الدفاع عن حقنا في الأرض، وتجربة بلدة بيتا في مواجهة أطماع المستوطنين كانت حاضرة، وتدرس في كافة البلدات التي تواجه خطر الاستيطان.
وأكد تصاعد اعتداءات المستوطنين، كما أن عمليات التجريف مستمرة، وقال: "هم لا يعطون بالا للجائحة التي تجتاح العالم، بل أن بعضهم يمارس أفعالا بهدف ضرر الفلسطينيين، كما شهدنا في بعض المدن والبلدات".
وكانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، دعت أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده، لإحياء يوم الأرض، بسلسلة نشاطات رقمية ومنزلية، بسبب الظروف الصحية الخطيرة والقاهرة، الناشئة عن انتشار الفيروس.
وقالت المتابعة في بيانها: إن هذه الخطوة تأتي "من أجل الحفاظ على ديمومة إحياء الذكرى الخالدة ليوم الأرض، وفي ذات الوقت الحفاظ على سلامة الجمهور العام".
يذكر أن أحداث يوم الأرض كانت العام 1976، وجاءت بعد استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين داخل أراضي الـ 48، وعم وقتها إضراب عام، ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.
m.a