محاولات متواصلة من الاحتلال لضرب "جدار المناعة" الذي سيّجته الحكومة لحماية شعبنا
نشر بتاريخ: 2020-03-29 الساعة: 13:42رام الله - اعلام فتح - في محاولة احتلالية جديدة لمحاربة الإجراءات الوقائية والاحترازية التي انتهجتها الحكومة الفلسطينية وكافة أذرعها الطبية والأمنية والمجتمعية، لحماية أبناء شعبنا من تفشي وباء "كورونا"، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على خطوة جديدة تمثلت بفتح البوابات الحديدية والحواجز المقامة على جدار الضم والتوسع العنصري شمال الضفة الغربية، بهدف تهريب عدد من العمال الفلسطينيين إلى داخل أراضي الـ48.
شكّلت هذه الخطوة، إرباكا للطواقم الأمنية والطبية المنتشرة على مختلف الحواجز ونقاط التماس، لاستقبال العمال الفلسطينيين العائدين من أراضي الـ48، تلبيةً لدعوة الحكومة لهم بالعودة إلى بيوتهم وعائلاتهم بعد تفشّي وباء كورونا بصورة متصاعدة في صفوف الإسرائيليين.
تعمل الطواقم الأمنية والطبية على فحص العمال للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس، قبل تقديم كافة المعلومات الوقائية لهم وتوجيههم للحجر المنزلي لمدة 14 يوما، لضمان سلامتهم وسلامة عائلاتهم وأطفالهم.
محافظ قلقيلية رافع رواجبة، قال لـ "وفا"، إن الاحتلال يهدف بهذه الخطوة ضرب الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها الحكومة الفلسطينية، من خلال فحص العمال العائدين واخضاعهم للحجر المنزلي، داعيا المواطنين وخاصة العمال إلى توخّي الحذر، والالتزام بقرارات الحكومة، لكونها الأحرص على صحتهم وأمنهم.
أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد، أكد أنّ العديد من البوّابات المتاخمة لأراضي الـ48 تم فتحها من قبل الاحتلال بهدف تهريب العمّال"، مُشددًا على أنّ "الاحتلال يحاول تخريب قرارات الحكومة الفلسطينيّة".
وأشار سعد إلى أنهم تفاجأوا بفتح هذه البوابات، خاصة أن الاحتلال يضع كافة الحواجز والعراقيل لإذلال الفلسطينيين ومنعهم من التنقل والوصول إلى داخل أراضي الـ48.
ومنذ بدء المعركة الفلسطينية لمواجهة انتشار الوباء، وإعلان الرئيس محمود عباس حالة الطوارئ في فلسطين، وما تبع ذلك من إجراءات استباقية للحكومة الفلسطينية لحماية أبناء شعبنا، أطل الاحتلال الإسرائيلي بوجهه القبيح في محاولة منه لإحباط كافة الجهود والإجراءات الوقائية والاحترازية الفلسطينية والالتزام الشعبي الفلسطيني بها، والتي تفوقّت على إجراءات حكومة الاحتلال البطيئة والمستهترة.
واقترب عدد المصابين الإسرائيليين بفيروس كورونا من حاجز الـ4 آلاف حالة، مع تصاعد أعداد المصابين بصورة مرعبة يوميا.
في القدس المحتلة، حاولت قوات الاحتلال إحباط الجهود الفلسطينية في تعقيم عدد من المؤسسات والمرافق والأحياء في المدينة، واعتقلت عددا من الشبان من أبناء حركة فتح الذين تطوعوا بما يملكونه من إمكانيات بسيطة لحماية أبناء شعبنا في المدينة المقدسة من هذا الوباء، في ظل إهمال الاحتلال للأحياء الفلسطينية في إجراء مخالف لكافة القوانين والشرائع والمواثيق الدولية التي تفرض على القوة القائمة بالاحتلال "إسرائيل"، أن توفّر الحماية والرعاية الصحية للشعب الذي يرزح تحت احتلالها.
أمين سر حركة فتح في القدس شادي مطور قال لـ "وفا"، إن شباننا قاموا بدورهم الوطني لحماية أبناء شعبنا في مدينة القدس في ظل إهمال وتقصير واضح من بلدية الاحتلال.
في الخليل، منعت قوات الاحتلال متطوعين تم تدريبهم من قبل وزارة الصحة على طرق التعقيم وتنفيذ حملات توعية من تنفيذ حملة توعية وتعقيم في البلدة القديمة والمناطق المغلقة قرب الحرم الإبراهيمي للوقاية من فيروس "كورونا".
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث أقدم العشرات من جنود الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام على "البصق" على مركبات المواطنين، ومقابض أبواب المنازل، والجدران، ما أثار هلع المواطنين خشية أن يكون الجنود مصابين بفيروس "كورونا"، ويحاولون نقل العدوى للمواطنين.
وانتشر مقطع فيديو على التواصل الاجتماعي، أظهر الجنود وهم يبصقون في كل مكان بأحياء عدة من الخليل، الأمر الذي دفع المواطنين إلى تنظيف الشوارع وتعقيمها بالمواد الكيماوية.
رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة قال، لــ"وفا"، إن الاحتلال يحاول ضرب حالة التماسك والاستقرار التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في مواجهة فيروس "كورونا".
وفي بلدة حوارة جنوب نابلس، اقتحم مستوطنون البلدة وتحركوا بشكل مريب ومشبوه حول الصرافات الآلية، والمحلات التجارية، مستغلين التزام المواطنين بمنازلهم، عقب إعلان حالة الطوارئ منعا لانتشار العدوى، ما دفع المواطنين أيضا لتعقيم الأماكن التي تواجد بها المستوطنون.
الناطق الإعلامي باسم لجنة الطوارئ في حوارة عواد نجم أكد لـ"وفا"، أن المستوطنين ترجلوا من مركباتهم، وحاولوا اقتحام المحال التجارية، كما مسحوا بأيديهم على الصرافات الآلية للبنوك في البلدة، وإثر ذلك قامت اللجنة بتعقيم تلك الأماكن خشية أن يكون المستوطنون قد رشوا مواد مشبوهة قد تنقل فيروس "كورونا" أو الأمراض المعدية.
هذه المحاولات الخبيثة التي أقدم عليها الاحتلال وقطعان مستوطنيه، ليست بجديدة، بل تأتي ضمن مسلسل الإرهاب المتواصل ضد أبناء شعبنا، حتى في ظل محاربتهم للأوبئة.
المتحدث الرسمي باسم الحكومة ابراهيم ملحم ، قال إن "هذه الممارسات ليست غريبة على المستوطنين وجنود الاحتلال، فهم يهدفون إلى تفشي الوباء في فلسطين، إضافة لمحاولة اختلاطهم واقترابهم من عمالنا بهدف نقل العدوى لهم".
أما الناطق باسم وزارة الداخلية غسان نمر فقال لــ"وفا"، إنه رغم محاولات الاحتلال النيل من قدرات شعبنا وقيادته "إلا أننا استطعنا أن نثبت للعالم أننا قادرون على مواجهة هذا الوباء".
وأضاف إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اتخذت جميع الإجراءات التي من شأنها حفظ سلامة المواطنين، وهي تعمل جاهدة في ظل هذه الظروف الحالكة على فرض الأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار.
m.a