ناجح- راسب ... تفعيل إضافي لمنظومة التعليم الالكتروني
نشر بتاريخ: 2020-03-26 الساعة: 15:00طولكرم - مراسل وفا- مع اعتماد الجامعات الفلسطينية مبادرة التعليم الالكتروني كبديل مؤقت لنظام التعليم الاعتيادي والبدء بتطبيقه، بعد إعلان حالة الطوارئ في الخامس من آذار/ مارس الحالي لمواجهة خطر انتشار فيروس كورونا المستجد، خرجت جامعتا فلسطين التقنية "خضوري" في طولكرم، وجامعة بيرزيت في رام الله يوم الثلاثاء الماضي، بقرارات موحدة، تضمن للطلبة استمرارهم في مسيرتهم الأكاديمية عن بعد، وإنجاز الفصل الدراسي الأكاديمي والحيلولة دون ضياعه.
وتضمنت هذه القرارات احتساب النتيجة النهائية للطالب في أي مساق من مساقات البكالوريوس والماجستير في الفصل الأكاديمي الحالي، إما ناجح أو راسب، وبالتالي لن يتم احتسابها في المعدل التراكمي.
وفي هذا الإطار قال رئيس جامعة خضوري نور الدين أبو الرب، إن الجامعة اتخذت هذا القرار بالتوازي مع ما تم اعتماده في جامعة بيرزيت والجامعة الأردنية والعديد من الجامعات العربية والعالمية.
وأضاف ان القرار يأتي سعيا من الجامعة لاعتماد توجه يحقق أعلى درجة ممكنة من الإنصاف، إذ إن النجاح مقترن بدرجة الجد والمثابرة والتفاعل، بحيث يتطلب النجاح في مساق الماجستير الحصول على مجموع لا يقل عن 70% في الواجبات والامتحانات الإلكترونية، في حين يتطلب النجاح في مساقات البكالوريوس الحصول على مجموع لا يقل عن 60% في الواجبات والامتحانات الإلكترونية، وفيما يتعلق باحتساب العلامات لطلبة الدبلوم فسيتم التشاور مع الوزارة بهذا الخصوص.
إلى ذلك أوضح رئيس جامعة بيرزيت عبد اللطيف أبو حجلة، أن الطالب سيحصل على علامة ناجح دون احتساب علامة المساق، شرط أن يقوم بعمل الحد الأدنى المطلوب لاجتياز المساق، كما ستحتسب الساعات المعتمدة لذلك المساق ضمن الساعات المطلوبة للتخرج.
وبين أن الطالب يستطيع الحصول على علامة غير مكتمل لاستكمال المساق عند طرحه مرة أخرى إذا لم يستطع تحقيق الحد الأدنى المطلوب، وبالنسبة للمساقات العملية فسيحصل الطالب على علامة غير مكتمل إلى أن يتم استكمال المساق العملي عند فتح الجامعة.
وترى الجامعتان أن آلية الاحتساب المعتمدة سيكون لها أثر إيجابي على عموم الطلبة وسيساعد الجزء الأكبر منهم على تجاوز أي إنذار أكاديمي، أما بخصوص الجانب العملي للمساقات التي لا يمكن إنجازها الكترونياً، فسيتم تنفيذ برنامج تعويض مكثف عند انتهاء حالة الطوارئ.
وأوضحتا أن أي مشاكل تواجه هذا النظام سيتم التعامل معها بكل إيجابية، مع الأخذ بعين الاعتبار ظروف الطلبة وذويهم، مع تعاطيها بمرونة وإيجابية مع أي رؤية تصدر عن مجلس التعليم العالي بما يتعلق بالتعليم والتعلم الإلكتروني، مع التأكيد على أن تطبيق هذه الرؤية سيتم بما لا يتعارض مع أي قرار يصدر من قبل مجلس التعليم العالي أو مجلس رؤساء الجامعات.
وتباينت ردود فعل الطلبة حول هذا القرار، إلا أنها تمحورت بالرضا بشكل عام، خاصة في هذا الوقت الصعب الذي يعيشه العالم بسبب فيروس كورونا وتخوفهم من ضياع الفصل الدراسي الثاني، وفي نفس الوقت طالبوا إدارة الجامعتين بمزيد من التوضيحات حول هذا الشأن خاصة فيما يتعلق بالخريجين والمساقات العملية، فيما كانت أسباب الرفض لدى بعضهم إما تقنية بسبب شبكات الانترنت التي في كثير من الأحيان لا تفي بالغرض، والآخر بسبب رغبته في رفع معدلاته، ويرى أن ذلك سيؤثر على معدله إذا اعتمد قرار ناجح- راسب.
وتقول الطالبة في السنة الثانية في هندسة الحاسوب في جامعة بيرزيت راية أبو حنيش، هذه أفضل طريقة عادلة لجميع المستويات وهي شاملة للجميع، وترى أن فكرة ناجح- راسب هي جيدة في هذا الوقت، لأنه على الأغلب لن يحرم أي طالب من حقه، ولكن في نفس الوقت لا يعني أن نهمل الدراسة بل بالعكس هذه فرصة ليتحقق النجاح لجميع الطلبة.
وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس مجلس التعليم العالي محمود أبو مويس قال لـ "وفا"، "في هذا الوقت الذي نعيش فيه حالة الطوارئ نحن نتعامل بمرونة في عملية التعليم الالكتروني، الهدف منها الرئيسي الإبقاء على ديمومة التواصل والحيوية التعليمية الفلسطينية، نريد التواصل بين الأستاذ والطالب بحيث تكون العملية التعليمية تفاعلية مع الفارق في قدرات الجامعات المختلفة، وفي نفس الوقت نبقي على الحيوية التعليمية للطالب، هذه ستفيد الجميع في حال العودة للجامعة نكون قد قطعنا شوطا جيدا".
وأضاف أن جامعتي خضوري وبير زيت تسرعتا في هذا القرار، خاصة وأن القرار خرج خلال أسبوعي الطوارئ التي تعتبر صعبة، والأمل لدى الجميع بأن تمر بسرعة وبسلامة حينها ستعود الدراسة كالمعتاد، هذا إذا لا قدر الله حدث أمر آخر يجعلها تطول.
وأشار أبو مويس إلى أن اعتماد نظام ناجح راسب، يثير بعض التساؤلات حول امتيازاته أو إذا ما كان لصالح الطالب أو لا، فكل هذه المعايير تؤخذ بالتفاهم، ويجب عندها مراعاة الموقف أي الظرف الصعب، والأهم أن يكون أي قرار في صالح الطالب مع المحافظة على الجودة والنوعية في إعطاء المساقات.
وأكد أن مرجعية كل الجامعات في اتخاذ أي قرار هي التعليم العالي التي تتابع كل شيء بدقة متناهية، وهناك تفاهم وتجاوب واحترام وجهات النظر ولا خلاف في ذلك والحوار مستمر معهم، وقال:" أي وجهة نظر نناقشها بهدوء ومن ناحية علمية ومهنية بحيث أن الكل يقتنع ويسير على الخط الصحيح، والجميع سيسير حسب الأصول لا يوجد أي مشكلة، ومن المبكر جدا الحديث عن هذا الموضوع لحين مرور هذين الأسبوعين وعودة كل شيء لوضعه الطبيعي، ما نريده الآن هو التكاتف أمام هذه الكارثة الإنسانية والخروج منها ونحن متعافين".
ونفى أبو مويس أن تتخذ بقية الجامعات نظام ناجح راسب، مشيرا إلى أنها تسير كالمعتاد وستعطي الامتحانات لطلبتها حسب المعايير التي تتفق عليها مع وزارة التعليم العالي.
وأشار إلى أنه يترك لكل مؤسسة تعليم عالي اختيار طرق التقييم الالكتروني المناسبة بما يحقق معايير التقييم الموثوق مع ضرورة التنسيق المسبق مع الوزارة في حال الخروج عن إطار التعليمات المعمول بها في مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية.
وبخصوص المساقات العملية أو الجزء العملي أو السريري من مساقات أخرى التي يتعذر تنفيذها حاليا فيتم تأجيلها لحين الانتهاء من حالة الطوارئ المفروضة والسماح للطلبة بالعودة للدوام كالمعتاد، فيما سينظر في اتخاذ القرار المناسب بخصوص الفصل الصيفي بناء على مستجدات المرحلة وسيتم الإعلان عن القرار في حينه.
ومنذ استشراف الخطر الذي واكب تمدد فيروس كورونا بذلت الجامعات الفلسطينية جهوداً حثيثة لعدم حدوث انقطاع أكاديمي متمثلة في اتخاذ التدابير اللازمة لإنجاح عملية التعليم والتعلم الالكتروني بهدف الوصول لأكبر درجة ممكنة من التفاعل بين أطراف العملية التعليمية بما يبقي الطالب محور العملية التعلمية، وبما ينسجم مع قرارات الحكومة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي أعطت الضوء الأخضر للجامعات لتبدأ بمحاولة تعويض الطلبة عما فاتهم".
وتسابقت الجامعات في إنشاء منصات إلكترونية، تقوم بإعداد المحاضرات ورفعها على الموقع الخاص بكل جامعة، وهو ما يمكن الطالب من العودة لمشاهدة المحاضرة مرة أخرى، وفي أي وقت يريده.
وأكد مجلس التعليم العالي استمرار مؤسسات التعليم العالي بالعمل ضمن منظومة التعليم الالكتروني ما دامت حالة الطوارئ المفروضة في البلاد قائمة عملا بقرار الرئيس وتعليمات رئيس الوزراء مع وجوب العودة إلى أنظمة التعليم المباشر (الوجاهي)عند انتهاء حالة الطوارئ والعودة إلى الحياة الطبيعية.
يذكر أن عدد الطلاب الذين يدرسون في الجامعات الفلسطينية (250) ألف طالب وطالبة، وأن عدد الجامعات 17 جامعة في الضفة وغزة .
m.a