حادثة العامل غانم تفضح العنصرية الإسرائيلية
نشر بتاريخ: 2020-03-24 الساعة: 15:22
رام الله - مراسل وفا- فضح تسجيل مصور للعامل مالك غانم الذي ألقته سلطات الاحتلال أمس، على قارعة الطريق قرب حاجز بيت سيرا العسكري، في ظروف صحية صعبة، بحجة الاشتباه بإصابته بفيروس "كورونا"، الأكاذيب الإسرائيلية التي روج لها عبر وسائل الإعلام، بأنها ستعامل العمال الفلسطينيين بإنسانية وستوفر لهم أماكن المبيت الملائمة.
بددت قصة الشاب مالك (29 عاما) من قرية صرة بمحافظة نابلس المزاعم الإسرائيلية عن توفير السكن للعمال الفلسطينيين، لمدة أقصاها شهرين، لمنع تفشي فيروس كورونا، وأظهر الفيديو العنصرية تجاه العامل الفلسطيني.
بدأت حكاية مالك الذي يعمل في ورشة بناء بمدينة تل أبيب قبل ثلاثة أيام عندما شعر بإرهاق وارتفاع في درجة حرارته التي وصلت إلى 40، لكنه استمر في عمله دون مراعاة من قبل مشغله الإسرائيلي في نقله إلى مركز طبي، من أجل معالجته.
ويوضح مالك في حديث لـ"وفا"، أن مكان المبيت الذي كان يتواجد فيه مع عدد من العمال، عبارة عن شقة سكنية لا يوجد فيها أبواب ولا شبابيك، ويتوفر لهم فقط بعض الأغطية والفراش، ما يصيبهم بالبرد في ساعات الليل.
ويتابع: يوم أمس أنهكني المرض واستمرت حرارتي في الارتفاع، حينها اتصل زملائي بالإسعاف الإسرائيلي، من أجل نقلي إلى المستشفى، لكن طلبهم قوبل بالرفض، ما اضطرهم لدفع مبلغ 400 شيقل لسيارة إسعاف لنقلي لمركز طبي في مدينة تل أبيب.
وقال مالك: "عندما وصلت المركز الطبي رفض الأطباء إدخالي إلى المستشفى واكتفوا بإجراء فحوصات لي عند المدخل، ويبدو أن الأطباء أبلغوا الشرطة الإسرائيلية بذلك والتي وصلت للمكان وقامت بتكبيلي من يدي وقدمي غير مكترثة بوضعي الصحي".
ويشير إلى أن عناصر الشرطة الإسرائيلية الذين اعتقلوني وألقوني بعيدا عنهم في المركبة قالوا لي: "دع السلطة توفر لك مكان للحجر الصحي، هنا لا يوجد لك مكان".
ويضيف مالك: "أنزلني عناصر الشرطة الإسرائيلية بالقوة عند حاجز بيت سيرا، وأمروني بالابتعاد عن الحاجز، ولم أتمكن من السير على قدميي واضطرت للزحف من أجل الوصول إلى أبعد نقطة عن الحاجز.
مالك 29 عاماً ومتزوج ولديه طفلين توأمين عانى سابقاً من تضخم في الكبد والغدد وخضع للعلاج في مستشفى المطلع بمدينة القدس، وما زال يعاني من تبعات ذلك حيث أن لديه مناعة ضعيفة، الأمر الذي يعني بأنه من السهل إصابته بالأمراض.
يرقد مالك الآن في المستشفى الوطني بمدينة نابلس، وأظهرت الفحوصات الطبية بأنه يعاني من أنفلونزا حادة ويحتاج للعلاج عدة أيام.
وحسب رئيس نقابة العمال شاهر سعد فإن ما حدث مع مالك يؤكد أن الجانب الإسرائيلي لم يلتزم ولم ينفذ أي من التعهدات التي قطعها على نفسه أمام الجانب الفلسطيني، بأنه سيوفر للعمال أماكن سكن ملائمة، وصحية، ومنظفات ومعقمات.
ويقول: العمال هم ما قاموا باختلاق أماكن للنوم لديهم داخل ورش البناء، فمنهم من وضع الكرتون والخشب حتى يريحوا أجسادهم عليها، وحتى أن الحمامات غير متوفرة حيث يلجئوا للطرق البدائية لقضاء حاجتهم.
ستنعكس حادثة مالك حسب سعد، عاملاً سلبياً على العمال الذي اضطروا للابتعاد عن عائلتهم لمدة شهرين من أجل لقمة عيشهم، حيث وجدوا معاملة تفتقر لأدنى مقومات الإنسانية، ولا يعرف إلى متى يمكنهم الصمود على هذه الحال.
ويضيف سعد: التفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قضية إغلاق المعابر بفتح ثغرات في الجدار الفاصل بمنطقة بئر السبع وسمحت لعدد كبير من العمال بالدخول ابتداءً من يوم أمس، وحتى أنها وفرت لهم حافلات تنقلهم إلى أماكن عملهم، ويبدو أن ستفعل أي شيء في سبيل استمرار عمل ورش البناء لديها، دون مراعاة للظروف المعيشية والصحية للعمال.
وقال: اضطر عدد كبير من العمال العودة إلى بلداتهم وقراهم نظراً للواقع الذي شاهدوه على الأرض، حتى أن بعض المشغلين الإسرائيليين حاولوا إجبارهم على تنظيف أماكن الحجر الصحي، وطردوا عدد من الذي رفضوا القيام بذلك.
وناشد سعد العمال الذين يعملون المستوطنات بمغادرة أماكن عملهم لأنها أصبحت أماكن موبوءة، لأن الإسرائيلي لا يفرق عليه كثيراً بأن ينتقل الوباء للمجتمع الفلسطيني، كما أنه لا يتم توفير أي من المستلزمات الوقائية للعمال، إضافة إلى أهمية رفض تنظيف أماكن الحجر الصحي لأن ذلك من اختصاص طواقم مجهزة ومدربة.
بدوره، وكيل وزارة العمل سامر سلامة، قال: سنجند لجان الطوارئ في البلدات والقرى، من أجل حصر العمال الذين يتواجدون حالياً داخل إسرائيل، وسيكون دور هذه اللجان أيضاً تبليغ الجهات المختصة لفحص العمال، وإلزامهم بالحجر الصحي، لسلامتهم وسلامة عائلاتهم.
وعن حادثة العامل مالك غانم، أوضح أن العامل اتصل بأحد أقاربه الذي تواصل معنا بعد نحو نصف ساعة من إلقائه على قارعة الطرق قرب حاجز بيت سيرا، وتواصلنا مع الهلال الأحمر الذي وصل إليه بعد الحصول على التنسيق اللازم.
وأشار سلامة إلى أن هناك جمعيات فلسطينية وإسرائيلية تتابع شؤون العمال في إسرائيل، ونفكر دائماً بأفضل الطرق من أجل حمايتهم، وحماية شعبنا من إمكانية انتقال العدوى إليه، كما أن هناك الكثير من العمال أكدوا أن الأماكن التي وعد بها الجانب الإسرائيلي كانت غير لائقة للعيش الآدمي.
m.a