حين يكون القيد نجاة
نشر بتاريخ: 2020-03-18 الساعة: 14:40بيت لحم - مراسل وفا- "الصبر والإرادة كانتا كفيلتين باجتياز مدة الحجر الصحي المنزلي على مدار 14 يوما، بهذا نستطيع التغلب على فيروس كورونا، بحمد الله سارت الأمور على ما يرام" هذا ما قاله الطبيب عماد شحادة من مدينة بيت لحم.
شحادة الذي يعمل طبيبا، ويشغل منصب مدير صحة بيت لحم، دخل الحجر الصحي المنزلي تحسبا من أن يكون فيروس "كورونا" المستجد انتقل له نتيجة مخالطته أشخاصا مصابين، وحفاظا على سلامته وسلامة الآخرين، دخل في الحجر، ويعتبر المواطن الأول الذي يخرج من حجره الصحي.
يقول شحادة، "بعد أن خالطت أشخاصا مصابين بفيروس كورونا، توجهت الى منزلي، والشك يرادوني بأن تكون العدوى انتقلت لي، لذا حجرت على نفسي خوفا من تنقل العدوى للمحيطين بي".
ويضيف، "طلبت من أسرتي تجهيز غرفة لأمكث فيها 14 يوما، كنت بعيدا عن جميع أفراد عائلتي، في البداية كانت الظروف صعبة، لكن كلما تذكرت أنني من الممكن أن اتسبب بأذى للمحيطين قويت إرادتي واصبحت أكثر راحة".
ولم يخف صعوبة اللحظات الأولى لدخوله الحجر المنزلي، خاصة انه لم يكن يقترب من أفراد عائلته، ويقول، "تشعر وكأنك تعيش في كوكب آخر، كنت أتواصل معهم من خلف الباب، وأعرف منهم مجريات ما يدور، وطوال الفترة كنت أضع الكمامة والقفازات، وهذا الحال نفسه لمن كان يحضر لي الطعام، وما أطلبه من مستلزمات ضرورية".
"أصعب ما يمكن حدوثه هو أن يقوم الإنسان بتقييد حريته بنفسه، وهذا ما يحدث مع أي شخص يدخل الحجر الصحي، لكن أمام مشهد الإصابات والوفيات في العالم، فإنك ملزم بالتحلي بنفسية قوية والالتزام بالتعليمات، وأنا اليوم أحصد نتيجة مُرضِية"، يتابع.
يؤكد شحادة "الفحص الأولي اظهر نتيجتي وكانت سلبية أي غير مصاب، لكن رغم ذلك دخلت في الحجر، وفي اليوم الـ14 أجريت فحصا آخر وجاءت النتيجة سلبية أيضا، فخرجت من الحجر.
يشير إلى أنه استطاع التغلب على حالة العزلة من خلال ممارسة عمله من داخل الحجر، وإصدار توجيهات وتعليمات للطاقم الموجود في مديرية الصحة، ويوميا كنت على اتصال بهم، كذلك تواصلت مع جميع المحجورين في فندق انجل لتقوية عزيمتهم، وكنت أنشر يومياتي على صفحتي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأطلع على ما يجري حولي من أحداث خارج "سجني الصغير"، كما كنت أتلقى اتصالات من أشخاص كثر للاطمئنان عليّ، كل ذلك ساهم في توفير حالة نفسية قادرة على التغلب على هذه الفترة".
ويعتبر شحادة أن أكبر علاج في هذه الظروف هو العامل النفسي، الذي كلما كان قويا انعكس ذلك على مناعة الجسم، وقدرته على قهر المرض.
"الأيام تمضي بسرعة وعلى الجميع الصبر، وهذا في مصلحتكم أولا ومصلحة الآخرين ثانيا، ومنعا لتفشي الفيروس، يجب أن نكون على قدر المسؤولية"، يؤكد شحادة.
يشار إلى أن بيت لحم ظهر فيها 40 إصابة بوباء فيروس كورونا من مجموع 44 في فلسطين، فيما يوجد نحو 3 آلاف في الحجر الصحي المنزلي.
m.a