الرئيسة/  تقارير

الأطفال و"كورونا" .. بين الحصانة والحذر

نشر بتاريخ: 2020-03-18 الساعة: 14:39

 

طولكرم - مراسل وفا- حمل شفاء الطفلة ميلا شوكة (عام ونصف العام) التي كانت أصغر مصابة بفيروس "كورونا" من محافظة بيت لحم، الأمل والاطمئنان إلى أبناء شعبنا، رغم أن الفيروس ليس هينا.

العدد الإجمالي للإصابات بـ"كورونا" في فلسطين بلغ حتى صباح اليوم الأربعاء 44 حالة، بينهم الطفلة ميلا، في حين وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنه لم تسجل رسميا في العالم حالات كثيرة بفيروس كورونا المستجد بين صفوف الأطفال منذ بدء انتشاره نهاية كانون الأول/ ديسمبر في مدينة ووهان الصينية، حيث سجلت أصغر حالة لطفل صيني أصيب بالفيروس بعد 30 ساعة فقط من ولادته. 

وحول دائرة الأمان التي يمكن أن تبعد الأطفال عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد، أكد أخصائي طب الأطفال في طولكرم الدكتور محمد الحلتة لمراسلة "وفا"، أن الأطفال ينجون من الإصابة، وإذا ما أصيبوا بالفيروس فتكون نسبة الإصابة أقل بسبب مناعتهم القوية، مشيرا إلى أن جهازهم المناعي في أفضل حال وأن نسبة المقاومة لديهم أعلى من البالغين، لكن هذا لا يمنع من أخذ الاحتياطات اللازمة لحمايتهم من الإصابة.

وأوضح أن الطفل من عمر يوم إلى شهر أو شهرين نادرا ما يصاب بفيروس كورونا، بسبب اكتسابه المناعة من أمه إضافة إلى نسبة دمه العالية جدا.

وأشار إلى أنه رغم الحصانة التي يتمتع بها الطفل، إلا أنه يجب عدم إغفال إمكانية إصابته بالفيروس، من خلال العدوى من المقربين منه إذا ما أصيبوا بالفيروس، وبالتالي يصبح ممرا لنقل العدوى إلى الأكبر منه سنا.

وقال الحلتة "في هذه الحالة يجب التعامل معهم بالشكل المطلوب حتى لو لم تظهر عليهم أية أعراض، وهذا هو الشائع، وذلك من خلال حجره مدة 14 يوما مع الرعاية التامة والاهتمام بالنظافة والغذاء الجيد، مع أخذ الاحتياطات اللازمة لمن يتعامل معهم، إلى أن يعاد فحصه مرة أخرى بعد 12 يوما، للتأكد من خروج الفيروس من جسمه ليعود إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي.

ولحماية الأطفال من الإصابة بفيروس كورونا، شدد الحلتة على أهمية إبقاء الأطفال داخل المنازل، وضرورة تهوية المنزل وفتح النوافذ دائما، والاهتمام بالنظافة وغسل اليدين جيدا بالماء والصابون، دون المبالغة في استعمال جيل التعقيم خاصة بالنسبة للطفل، محذرا من أن كثرة استعماله يسبب حساسية وزيادة في السعال لديهم، وهذا ما حدث في الآونة الأخيرة حيث ازداد عدد المراجعين من الأطفال بسبب الاستعمال الزائد للمعقمات.

ودعا إلى الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات، وشرب السوائل خاصة الطبيعية من الحمضيات كونها أكثر المكونات التي تحتوي على فيتامين "سي"، الذي يساهم بدرجة كبيرة في رفع المناعة عند الأطفال والكبار معا، والتخفيف من حدة العدوى.

وتوصلت أحدث دراسة لانتشار الوباء نشرتها مجلة "الجمعية الطبية الأميركية"، وشملت تدقيقا للمرضى في مستشفى "جينيتان" في ووهان الصينية، المدينة التي كانت تعد مركز انتشار الوباء، إلى أن أعمار أكثر من نصف المصابين بالفيروس تتراوح بين الـ40 والـ59 عاما، وإلى أن 10% فقط من المصابين كانوا دون سن التاسعة والثلاثين، فيما أن الإصابات بين صفوف الأطفال كانت نادرة الوقوع، ولم تتعد نسبة إصابتهم 1%.

وأعلنت الصحة العالمية عدم تسجيل أي وفيات في صفوف الأطفال حتى الآن جراء "كورونا"، موضحة أنه لا يشكل خطرا كبيرا على الصغار، وقد يصاب الأطفال بالفيروس ويجعلهم ناقلين له، لكنه لم يفتك بأي ممن أصيبوا به.

ووفقا لمجلة الجمعية الطبية الأميركية "غاما"، لم تكن هناك أي حالة وفاة مرتبطة بفيروس كورونا بين الأطفال، كما أفاد موقع "ميد سكيب" المتخصص بالشؤون الصحية والطبية، فيما أكد عدد من العلماء سابقا، أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بالفيروس.

وأعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية في وقت سابق تيدروس أدهانوم، أن فيروس كورونا أصبح وباء حقيقيا للغاية، ومع ذلك سيكون هذا هو أول وباء في التاريخ يمكن السيطرة عليه.

m.a
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024