الرئيسة/  عربية ودولية

ترمب يسعى لاحتكار لقاح فيروس "كورونا" بعد اتهامات الصين لبلاده بالوقوف وراء انتشاره

نشر بتاريخ: 2020-03-17 الساعة: 12:06

رام الله-وكالات- أيام قليلة فصلت بين تلميح بكين بأن واشنطن، هي من تقف وراء تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19" في الصين، ومنها الى العالم على شكل "جائحة" ضربت حتى اللحظة 162 دولة، وبين سعي إدارة ترمب الى الاستحواذ على اللقاح واحتكاره.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو لي جيان الخميس الماضي، إن الجيش الأميركي ربما جلب الفيروس إلى مدينة ووهان الصينية، التي كانت الأكثر تضررا بسبب التفشي.

وتساءل جيان في تغريدة له، عن تاريخ تسجيل أول إصابة بكورونا في الولايات المتحدة، وعدد المصابين به، وأسماء المستشفيات التي حُجزوا فيها.

الخارجية الأميركية استدعت يوم 13 آذار/ مارس، السفير الصيني لدى واشنطن تسوي تسيانكاي، بسبب ما وصفته بـ"الحملة الوقحة لتضليل المعلومات"، التي اتهمت الصين بشنها ضد الولايات المتحدة.

إلا أن المتحدّث باسم الخارجية الصينيّة جيان، عاد وتمسّك بروايته الأولى، وأعلن أول أمس عن وجود إثباتات تؤكد أن الفيروس تم اختراعه وتطويره من قبل علماء أميركيين عام 2015، وأن مجلة Nature Medicine  الأميركية، أكدت في بحث نشرته في أحد أعدادها في العام ذاته، أن علماء في الولايات المتحدة تمكنوا من الحصول على نوع جديد من فيروس "كورونا" له تأثير خطير على الإنسان.

وأضاف ان جنودا أميركيين شاركوا في دورة الألعاب العسكرية العالمية، التي جرت في مدينة ووهان التي تنافس فيها 10 آلاف عسكري من مختلف أنحاء العالم في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، هم الذين نقلوا الفيروس إلى هذه المدينة.

ويرجع بعض متبني هذا الرأي الى استمرار الولايات المتحدة، في محاولة زعزعة استقرار الصين كجزء من الاستراتيجية العامة المعتمدة من قبل إدارة ترمب، لاحتواء صعودها المذهل، من رعاية الثورة الملونة في هونغ كونغ، إلى تأجيج قضية الإيغور واستغلالها.

واللافت هو اشتراك قطاع واسع من النخب الأميركية والغربية، بأجنحتها "الليبرالية" من جهة، واليمينية شبه الفاشية من جهة أخرى، في الحملة على الرئيس الصيني شي جين بينغ، كحال جورج سوروس الملياردير الذي دعم ومول العديد من الثورات الملونة في بلدان كصربيا، وجورجيا، وأوكرانيا، وغيرها.

ترمب الذي تجري بلاده، التجارب على البشر للوصول إلى لقاح محتمل لعلاج فيروس كورونا المستجد، بحسب وكالة أنباء بلومبرغ، يجهد الى وضع يده على أي لقاح أو علاج للمرض واحتكاره، حيث عرض مبلغا خياليا على الشركة الألمانية "كيور فاك" مقابل انتقالها إلى الولايات المتحدة، وجعل نتائج اختباراتها المعملية الطبية المتقدمة التي توشك على إنتاج "مصل" ودواء لعلاج ضحايا فيروس الكورونا الجديد، "حصريا" لأميركا فقط، هذا العرض المالي يؤكد أيضا نظرية المؤامرة.

ألمانيا: بلادنا ليست للبيع واللقاح سيكون للعالم كله

وأكد زيهوفر صحة معلومات نشرتها صحيفة "دي فيلت" الألمانية في اليوم نفسه حول محاولة قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لوضع يده على المختبر الألماني من خلال عرض مبلغ مالي ضخم عليه.

وقال خلال مؤتمر صحفي: "كل ما يمكنني قوله، هو انني سمعت مرارا اليوم من أعضاء في الحكومة أن هذا صحيح".

وعلق زيهوفر بالقول: "إن ألمانيا ليست للبيع، وإن بلاده تريد إنتاج هذا اللقاح المضاد ليكون للعالم كله"، مشددا على أن الشركة ستبقى على الأرض الألمانية.

الشركة الالمانية تقيل رئيسها التنفيذي للقائه ترمب

بدورها، أقالت شركة CureVac AG الألمانية للأدوية البيولوجية، رئيسها التنفيذي دانيال مينيشيلا من منصبه، بعد أيام من لقائه ترمب لبحث تطوير لقاح لفيروس كورونا.

وشدد المؤسس والرئيس التنفيذي الجديد للشركة إنغمار هوور على أنها ستستمر في التركيز بشكل كامل على بلوغ المرحلة التالية، وتطوير خط المنتجات السريرية بهدف الوصول إلى لقاح ضد فيروس كورونا المستجد.

وقال هوور: "بالنيابة عن مجلس الإشراف، أود أن أشكر دانيال مينيشيلا جزيل الشكر على المساهمات الرائعة التي قدمها لـCureVac في السنوات الأخيرة".

وأضاف: "مينيشيلا بدأ كرئيس أعمال في CureVac AG والرئيس التنفيذي لشركة CureVac الأميركية الفرعية قبل تعيينه في منصب الرئيس التنفيذي عام 2018، وقام بتطوير أعمالنا بما في ذلك المرحلة الأولى من برنامج مكافحة داء الكلب CV 7202 الخاص بنا، والتجربة الأولى لعلاج الأورام المناعية، بالإضافة إلى برنامج لقاح فيروس كورونا المستجد".

وفي التفاصيل التي سبقت إقالة الرئيس التنفيذي، قالت الشركة إن دانيال مينيشيلا ناقش تطوير لقاح فيروس كورونا مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأعضاء فريقه بالبيت الأبيض.

وأضافت في بيان نشرته على موقعها، انه قد تمت دعوة مينيشيلا إلى البيت الأبيض، لمناقشة الاستراتيجيات والفرص للتطوير وإنتاج لقاح لفيروس كورونا.

وبينت أن مينيشيلا صرح خلال اللقاء، بأنه واثق جدا من قدرة شركته على تطوير لقاح فعال في غضون بضعة أشهر، وأنه يمكن الاعتماد على بيانات دراسة داء الكلب في مرحلته الأولى، حيث تم تحصين جميع المتطوعين بعد تناولهم جرعة منخفضة للغاية.

وتابع: "على هذا الأساس نعمل بشكل مكثف لتحقيق جرعة منخفضة جدا للقاح CoV أيضا"، مشيرا إلى أن شركة CureVac تمتلك منشأة إنتاج معتمدة تمكن من إنتاج ما يصل إلى 10 ملايين جرعة لقاح دفعة واحدة.

وذكرت الشركة أنها تقوم حاليا باختيار متطوعين للقاح بناء على معايير الجودة والنشاط البيولوجي، كما أكدت أنها تنسق تطوير برنامجها مع معهد Paul Ehrlich الألماني من أجل التطوير السريري السريع للقاح، بالإضافة إلى وجود مناقشات مع السلطات الصحية الأوروبية الأخرى.

وأفادت أيضا بأن هذه الخطوات ستتيح بدء التجارب السريرية في أوائل الصيف، وأنه قد تم تحديد مركزين للدراسة الأولية وهما قيد الإعداد.

anw
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024