الرياح العاتية تضرب مزارع الأغوار في مقتل
نشر بتاريخ: 2020-03-15 الساعة: 15:59الأغوار - مراسل وفا- لم تعرف، على وجه الدقة، حجم الخسائر في ممتلكات المزارعين بالأغوار الشمالية بسبب الرياح العاتية التي صاحبت المنخفض الجوي الأخير، والذي ولّى صباح يوم السبت، إلا أن مزارعين من الأغوار الشمالية قالوا لمراسلنا: "إن الخسائر الأولية تقدر بعشرات آلاف الشواقل".
لكن، بشكل عام تظهر الأرقام لدى وزارة الزراعة أن ما نسبته 8% من مساحات الزراعة المغطاة تضررت على مستوى الضفة الغربية.
في الساعات الأولى من نهار اليوم الأحد، باشرت طواقم مديرية زراعة طوباس، بحصر الأضرار الناتجة عن المنخفض. وبحسب مدير الدائرة في طوباس، جعفر صلاحات، فإن الأرقام سترفع إلى الوزارة الجهة المخولة بكشف النتائج النهائية.
بعدما انتهى تيسير دراغمة، وهو أحد المزارعين المقيمين في منطقة "الدير"، من قطف ثمار الباذنجان المعلق داخل الدفيئات البلاستيكية، قال وهو يضرب كفا بكف: "أنتج الدونم الواحد اليوم 30 صندوقا (..)، إنها نصف الكمية التي كان ينتجها بالظروف الطبيعية". وتابع: حتى الكمية المقطوفة كانت جودتها أقل لأن الثمار تعرضت للهواء الشديد.
ويمكن مشاهدة عدد من الدفيئات البلاستيكية التي مُزق غطاؤها البلاستيكي بفعل الرياح الشديدة التي صاحبت المنخفض على مدار ليلتين متتاليتين، وكذلك الأمر بالنسبة لمساحات زراعية مغطاة باللاستيك على سطح الأرض.
قال دارغمة: "هذه ثمانية دونمات من الدفيئات البلاستيكية قد تضررت... كان الدونم الواحد ينتج سبعين صندوقا من الباذنجان الجيد". ثم بدأ الرجل يصف لمراسل "وفا"، قوة الرياح التي صاحبت المنخفض، بقوله: "الرياح كادت أن تقتلع التلال". بالنسبة لدراغمة، وهو من سليل عائلة تمتهن الزراعة ما قبل العام 1967، فإن الخسائر تزداد بازياد المساحات المزروعة ككل، وأن جُل مزروعاته الكلية التي تتجاوز 500 دونم تقريبا قد تضررت.
وبعملية حسابية صغيرة أجراها وهو يحدق بإحدى الدفيئات المتضررة، قال: كل دونم يحتاج فقط لإعادة سقفه بالبلاستيك، 4800 شيقل، دون النظر إلى خسائر المحاصيل ذاتها. ثم أردف: "الخسائر المباشرة وغير المباشرة كبيرة جدا.. إنها عشرات آلاف الشواقل"، لافتا إلى أن 150 دونما من محصول الحمص خاصته تضرر بفعل الرياح.
بالنسبة لدراغمة فإن الضرر الذي وقع على محصول الحمص، وهو من المحاصيل البعلية التي تزرع كثيرا في الأغوار، يمكن تفاديه برشه بأدوية خاصة لتدارك تفاقم الوضع فيه، لكن النبتة داخل الدفيئات التي دمرت أصابها المرض.
"الشتلة مثل الطفل الرضيع اذا ما تعرضت للبرد والرياح حتما ستمرض"، على هذا النحو وصف دراغمة الوضع.
منذ صباح الأمس، شرع دراغمة، وعائلته بإصلاح ما يمكن إصلاحه من الأضرار، لكن الرجل قال إنه رغم ذلك إلا أن الوقت يداهمهم قبل المنخفض المقبل المتوقع أن يصل مساء الثلاثاء، ويستمر ليومين.
على أرض الواقع هناك في الأغوار الشمالية، يمكن مشاهدة عشرات العمال وهم يعملون على إصلاح الأضرار في أراضيهم الزراعية، سواء في الدفيئات أو خارجها، في سباق مع الزمن قبل مجيء منخفض آخر في الأيام المقبلة.
m.a