"ملائكة الرحمة" بلسم مدينة السلام
نشر بتاريخ: 2020-03-08 الساعة: 15:05بيت لحم - مراسل وفا- تحضّرت بيت لحم قبل نحو أسبوع للاحتفال بيوم المرأة وتكريم العاملات في القطاع الصحي على وجه الخصوص، لاختيار أفضل ممرضة للعام المنصرم، لتعلن وزارة الصحة الخميس الماضي، عن وجود إصابات في محافظة بيت لحم، وإعلان حالة الطوارئ فيها.
ويأتي يوم المرأة هذا العام في ظل حالة الطوارئ التي أعلنها رئيس الوزراء لمنع تفشي المرض.
تكاتفت الطواقم الطبية التابعة لمديرية صحة بيت لحم لتقديم الخدمات الصحية المناسبة للجمهور في ظل هذه الظروف الصعبة، والتي عملت طيلة الشهر الماضي على عقد دورات توعية وارشادات في المدارس والمراكز الطبية التابعة لوزارة الصحة لكيفية التعامل مع الفيروس في حال الاصابة به.
وتقول المديرة الإدارية في صحة بيت لحم وفاء عوده إن المرحلة الصعبة التي نعيشها اليوم، بدأت منذ يوم الأربعاء الماضي بعد أن أبلغتنا الوزارة بوجود إصابات كورونا في أفراد وفد سياحي يوناني الذي تواجد في فندق "آنجل" بمدينة بيت جالا، مضيفة أنه على الفور تم أخذ عينات للعاملين في الفندق وفي صباح يوم الخميس كانت نتيجة أربع إصابات إيجابية أي مصابة بالفيروس.
وتابعت على الفور تم إلغاء حفل تكريم الممرضات لمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي كان مقررا ظهر الخميس، وكان هناك تكريما لأفضل ممرضة للعام المنصرم، لكن سرعان ما تحولت التجهيزات للاحتفال إلى غرفة عمليات لمحاولة حصر عدد الأشخاص الذين تواصلوا مع الأشخاص المصابين في أسرع وقت.
وتضيف "هذا أسوأ يوم مرأة يمر علينا"، وذلك بسبب الضغط النفسي الكبير والتخوفات من تفشي الفيروس وتحوله لوباء، مشيرة إلى تضاعف تخوفاتها كونها أم لخمسة أطفال فتركهم في هذه الظروف ليس سهلا خاصة أن الاشاعات وانتشارها كالنار في الهشيم تنشر حالة من الذعر بين الناس، خاصة بين عائلات الاشخاص الذين يعملون في مديرية الصحة بسبب تخالطهم مع أعداد كبيرة من الناس، وهم مسؤولون عن جمع العينات من الأشخاص الذين احتكوا بأشخاص مصابين.
وتُبين عودة أن طبيعة عملها منذ الإعلان عن وجود حالات مصابة في بيت لحم هي تأمين الأمور اللوجستية في الدائرة، من خلال تأمين سيارات للأطباء للوصول إلى الحالات المشتبه بها، وتأمين الأدوات والمواد اللازمة لأخذ العينات وإرسالها للمختبر المركزي، مؤكدة أنه رغم أن ساعات الدوام امتدت خلال الثلاثة أيام الماضية إلى ساعات متأخرة إلا أن الواجب الوطني يحتم علينا أن نبقى في الميدان نحارب هذا الفيروس.
بدورها، قالت مديرة التمريض في صحة بيت لحم فريال ياسين إنه منذ إعلان حالة الطوارئ يجري العمل على قدم وساق من خلال جمع المعلومات عن الأشخاص المصابين وتعبئة استمارات خاصة بعيناتهم.
وأكدت أن العالم يحتفل في يوم المرأة العالمي هذا العام في ظروف صحية صعبة، مشيرة إلى أن أكبر حفل بالنسبة لها هذا العام هو درء فيروس كورونا والتخلص منه لما سببه من ذعر ورعب لدى المواطنين.
وتابعت أن المميز هذا العام هو تلبية نداء الإنسانية والواجب الوطني الذي يلزم كل فلسطيني بأن يكون جنديا كلٌ حسب موقعه واختصاصه، مضيفة أنه لم يهمها أن تجلس بين عائلتها في عطلتها الاسبوعية، بل فضَّلت التواجد إلى جانب زميلاتها وزملائها في المديرية لتخفف من وطأة وآثار الوباء.
وأكدت ياسين ضرورة الالتزام بقواعد السلامة العامة كالتعقيم وعدم التجمهر وعدم التنقل من مكان إلا للضرورة القصوى مع أخذ كافة الاحتياطات الصحية.
من ناحيته، قال مدير صحة بيت لحم عماد شحادة إن الطواقم الطبية تعمل على مدار الساعة من زميلات وزملاء منذ الاعلان عن وجود إصابات بفيروس كورونا في بيت لحم، مؤكدا أن الطبيبات والممرضات استطعن اثبات جدارتهن في التعامل مع هذه الأزمة بمستوى عال من المسؤولية والمهنية.
وتابع "ليس بالغريب على فارسات الطواقم الطبية أن تتصدر الميدان في كل أزمة، فاستطعن أن يلبين النداء الوطني في أحلك الظروف في الانتفاضة الأولى والثانية، وكان منهن الشهيدة والجريحة، وكل هذا لم يثنيهن عن تقديم رسالتهن الانسانية".
m.a