"الإخوان المسلمون في إسرائيل " يكافئون نتنياهو!!!
نشر بتاريخ: 2020-03-03 الساعة: 09:06موفق مطر حتى كتابة هذه السطور لم تتسرب أي أرقام أولية عن عملية الانتخابات للكنيست الاسرائيلي، لكننا مؤمنون بفوز غير مسبوق للقائمة المشتركة، فالجماهير العربية الفلسطينية في الداخل باتت قوة انتخابية عريضة، تمتلك امكانيات وقدرات تمكنها من تثبيت حقائق وجودها التاريخي والثقافي وهويتها الوطنية، وانتزاع الحقوق الطبيعية من براثن المنظومة الاسرائيلية العنصرية الحاكمة.
اخوتنا في القائمة المشتركة لا يشاركون في الانتخابات للكنيست ليكونوا جزءا من نظام الدولة الصهيونية العميقة في اسرائيل، أو يحظون بحقائب وزارية في حكومة يعرفون سلفا انها ستكون اداة تنفيذية في يد ادارة دونالد ترامب لتنفيذ خطته الاستعمارية الجديدة، فالنواب في القائمة المشتركة يدركون انهم والجماهير العربية وناخبوهم سيكونون أول ضحايا المشروع الاستعماري الجديد، لذا فإنهم ومن موقعهم المتقدم ومعهم البرلمانيون الاسرائيليون انصار السلام سيحاولون التصدي لهذه المؤامرة وإفشالها وإجهاضها في رحمها، وستكون مشكلته الذاتية من لا يعرف أن الكنيست هو الممر الاجباري لهذه المشاريع، وان العامل الرئيس لمنعها أو عرقلتها على الأقل يكمن فيه ايضا.
كلنا رأينا وسمعنا النائب الدكتور احمد الطيبي وهو يتحدث عن خطة ترامب ويمزق الجزء المتعلق بضم منطقة المثلث من شمال فلسطين الى مناطق فلسطينية في الضفة الغربية واعتبار المثلث جزءا من دولة فلسطينية ممزقة كان الرئيس محمود عباس في خطابه الأخير امام مجلس الأمن الدولي قد اعلن باسم الشعب الفلسطيني رفضه نقل فلسطيني واحد من مكانه التاريخي والطبيعي الى أي منطقة اخرى، فالفلسطيني المتجذر في ارضه وبيته هو الدليل الأبدي الأعظم على حق الشعب الفلسطيني التاريخي والطبيعي بأرض وطنه فلسطين، ولا يقبل فلسطيني وطني خدش هذا الحق او تحريفه مهما كانت المغريات.
نواب القائمة المشتركة هم الصوت الرسمي التمثيلي للجماهير الفلسطينية العربية (20%) تقريبا من تعداد السكان في اسرائيل، سيدافعون عن حق حوالي مليوني فلسطيني في التعليم والصحة وتطوير البلديات، وسيعملون على اسقاط مشاريع القوانين العنصرية، لن ينسحبوا، ولن يتركوا الميدان فارغا لأحزاب اليمين المتطرف والأحزاب الصهيونية التي مازالت مشبعة بمفاهيم التفوق العرقي، وتجسدها بالسلوك العنصري والسياسة الداعمة للاحتلال والاستيطان والتوسع الاستعماري.
ستثبت الانتخابات هذه المرة أن الجماهير الفلسطينية ضمن حدود العام 1948 قادرة على التحرر من اغلال ( الاسلامويين ) أو ما يسمى الحركة الاسلامية في اسرائيل ( الاخوان المسلمين )، وأنها على درجة عالية من الوعي الوطني تمكنها من رؤية العلاقة العضوية والمصالح الرابطة بين جماعات الاسلام السياسي واليمين الاسرائيلي المتطرف الذي يقوده بنيامين نتنياهو، واستيضاح الهدف الخفي وراء دعوة هؤلاء لمقاطعة الانتخابات.
لم يعد خافيا على واحد في هذا العالم العلاقة الحميمية والقواسم المشتركة بين المشروعين الصهيوني والاخواني، حيث يمهد كل منهما للآخر سبيله للوصول الى نقطة ارتكاز متفق عليها، ثم يكمل احدهما تمهيد البيئة الملائمة لتمدد الآخر، لتكون الصورة في المحصلة سيطرة على الأرض من الصهيوني المستعمر العنصري، وسيطرة على الوعي الوطني ومقومات الثقافة الانسانية العربية الوطنية الفلسطينية من الاخواني المنحرف أصلا ومحرف العقيدة ومزورها.
نعرف ويعرف اخوتنا في الداخل أن مواقف الجماعات والتنظيمات الاسلامية مرشدها واحد، ويعلم الكل انهم يعتبرون رفع مصلحة فرع ما لجماعة الاخوان المسلمين امرا مقدسا فكيف اذا كان الأمر متعلقا باستمرار سياسة نتنياهو المتعلق بضمان سيطرة فرعهم المسمى حماس على قطاع غزة وإصراره على تمويل سلطة الانقلاب بحقائب الأموال ، ونعلم كلنا أن سياسة نتنياهو وتماهي وانسجام حماس معها يعني ضربة قاضية للقضية الفلسطينية، لذا فإن دعوة مشايخ الجماعات الاسلاموية في اسرائيل للجماهير العربية لمقاطعة الانتخابات هي في الحقيقة مكافأة لنتنياهو، تضاف الى مكافأة حماس الميدانية التي تجسدت في موقف المتفرج على آخر حملتين حربيتين استهدفتا تنظيم الجهاد الاسلامي وقادته وقدراته العسكرية في غزة.
إننا على يقين بأن هذا المستوى العالي من الوعي الوطني والعمل باخلاص ومصداقية سينتصر ويسود كالذي جسدده النائب عن حزب التجمع الوطني "مطانس شحادة" الذي اكد على وجوب :" تنظيم الجماهير العربية في مشروع سياسي وطني لجميع مكونات المجتمع العربي وزيادة التمثيل العربي بالبرلمان، لزيادة التأثير بالكنيست وأن تكون القائمة المشتركة قوية وتحظى بأوسع تأييد جماهيري، لتكون قادرة على مواجهة التحديات التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني بالداخل، وذلك في ظل محاولات الليكود ومعسكر اليمين تجريم العمل السياسي لفلسطينيي 48 وإقصاء الأحزاب العربية عن المشهد السياسي في إسرائيل".