مصلحة نتنياهو .. وحقيقة الطعم في الحقائب
نشر بتاريخ: 2020-02-25 الساعة: 09:21 موفق مطر قد يكون اجتماع رئيس الموساد الاسرائيلي يوسي كوهين مع اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في العاصمة القطرية في الاسبوع الأول من شباط ( فبراير ) الحالي حدثا مهما للغاية عندما يتم تأكيده من واحد من الأطراف الثلاثة: حماس، منظومة الاحتلال (اسرائيل الناقصة) وجهات الاختصاص في الدولة المضيفة قطر، خاصة وان الأمر يتعلق بضمان سلاسة تطبيق اتفاق التهدئة بين منظومة الاحتلال الاسرائيلي وجماعة حماس، وتمكين الأخيرة من ترسيخ سيطرتها على قطاع غزة وتمكينها من ضبط (الجهاد الاسلامي) ومنع تمدده وتوسيع قواعده في القطاع، عبر التعهد باستمرار تدفق الدعم المالي عبر (الحقائب) لحماس في غزة، ولكن بما أن تـأكيداً لم يصدر حتى الساعة – رغم صدور تقارير صحفية باللغات الثلاثة تؤكد الحدث - فإن الأحداث والمعلومات الخاصة والإعلامية كذلك ما بعد هذا التاريخ وما قبله ستبقى الأهم، الى حين ظهور الحقائق والوقائع جلية كما قال اجدادنا في المثل الشعبي:" بكرا بيدوب الثلج وببان المرج " ونحن لا نستبعد الأمر إذ نراه بمنظور التفاهمات على المصلحة المشتركة بين حماس ومنظومة الاحتلال... أما العرابون المعنيون فهم كثر، ولن تفاجئنا الأيام بان احدهم لقب بمفكر قومي، فيما الفكر الوطني والعروبي منه براء.. !!.
قبل ايام وفي اطار معركة كسر العظام في ملحمة الانتخابات للكنيست حيث يسعى كل طرف الى كشف عورة خصمه ولو على حساب الملفات السرية لمنظومتهم (اسرائيل) كشف رئيس حزب ما يسمى "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان عن مرافقة قائد الجبهة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي "هرتسي هيلفي"، الضابط المسؤول عن العمليات العسكرية في قطاع غزة لرئيس الموساد اثناء زيارته الى الدوحة التي لم تنف ولم تؤكد أقوال ليبرمان الذي اراد بيان حرص نتنياهو على تأمين لقاءات قادة (الموساد والجيش) السرية هذه، وسعيه لتأمين وعلى استمرار الدعم المالي لحماس، لضمان سيطرتها على قطاع غزة كسلطة حاكمة.. أما الإجابة على سؤال: ما مصلحة نتنياهو من هذه السياسة فإننا نقرأها في دراسة صدرت في الخامس من شهر نوفمبر - 2019عن معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب لباحثين هما (كوبي ميخائيل ويوحنان سوريف) حيث أقرا فيها:"إن إسرائيل معنية بـتكريس الانفصال بين قطاع غزة والضفة ولذا عليها ضمان الهدوء الأمني في المنطقة، ونتيجة لذلك التوصل لاتفاق تسوية مع حماس مقابل تسهيلات في الحصار المفروض على القطاع". ثم كتبا في الدراسة: “مثل هذه التسوية تلزم إسرائيل بإبقاء حماس قادرة على ممارسة حكمها ولجم بقية الفصائل الراغبة بعدم احترام التسوية".
خيار التسوية هذا هو الأقل اشكالية فالباحثان خلصا الى أن:" تفاهمات اسرائيلية مع حماس حول هدوء أمني ستساعد في تنفيذ خطوات لتحسين حقيقي للواقع الإنساني داخل القطاع وفي لجم حركة “الجهاد الإسلامي” وتقليص نفوذ إيران في غزة".
أما الجنرال غيرشون هكوهين فقد كتب في منتصف العام 2017 في صحيفة (إسرائيل اليوم) حول مصلحة اسرائيل من انقلاب حماس ما يلي:" من الأفضل لاسرائيل من الناحية الرسمية ألا تعلن موقفها من الانقسام لكنه من الناحية الفعلية مصلحة إسرائيلية لا بد من المحافظة عليها.
تنفيذا لتوجيهات وسياسات رئيس حكومة منظومة الاحتلال الاسرائيلي نتنياهو، الذي يعتقد أن ضمان وصول الأموال الى حماس وإعطاء جرعة مقوية للاقتصاد المنهك في القطاع، وبعد نجاح سلطة حماس في اختبار مباشر على الأرض اثناء وبعد (اغتيال قائد سرايا القدس بهاء ابو العطا ) ورغم معارضة الشاباك الاسرائيلي.
سمحت سلطات الاحتلال بدخول 5000 مواطن فلسطيني من سكان غزة للعمل بتصاريح مخصصة في الأصل للتجار، مقابل هدوء تؤمنه حماس في القطاع.
ما يجب ان يعلمه ويعرفه شعبنا عموما ومنه اخوتنا في قطاع غزة أن الأمر أكبر من لقاء في الدوحة، ومن حقائب اموال، ومن تهدئة، ومن تصاريح عمل، وتوسيع مساحة الصيد.. فما يحدث مقدمات وإرهاصات مادية لتقسيم الوطن الى قطع منفصلة تسهل على ( حوت الأوركا ) الأميركي - الاسرائيلي التقامها وبلعها، بعد اطلاق هذا الوحش في محيطنا الفلسطيني العربي تحت مسمى خطة ترامب ( صفقة القرن ) وفي هذه اللحظة المصيرية لن ينفعنا إلا اعتلاء مركب النجاة، مركب الهوية الوطنية الفلسطينية والقرار الوطني المستقل، ومن يظن النجاة بمركب الاحتلال العنصري هذا فإنه اول الغارقين حتما.
ملاحظة: حوت الأوركا هو أشرس كائن مرئي ملموس في البحر والبر والجو عرفته البشرية.