اليائس نتنياهو ليس أمامه سوى تصعيد العدوان
نشر بتاريخ: 2020-02-25 الساعة: 09:12يحيى رباح نتنياهو الذي يقود حكومة تصريف أعمال، مهدد بألا يتمكن في الانتخابات الإسرائيلية القادمة التي تجري خلال أيام من تشكيل حكومة ائتلاف وطني، وهو يحاول في هذه الأثناء تصعيد عمليات ضم الأراضي في القدس والضفة الغربية بناء على الخرائط التي أقنع بها دونالد ترامب، ولكن هذه الخرائط أمام صلابة الرفض الفلسطيني وأمام عدم الاستجابة لها دولياً واستمرار تمسك العالم بمرجعيات القانون الدولي والمرجعيات الدولية، باستثناء دونالد ترامب الذي لا يعرف حرفاً واحداً من الصفقة التي أعلنها في واشنطن قبل أيام وسط تصفيق مبالغ فيه من نتنياهو الذي كاد يقول: انظروا ها هو رئيس أميركا يستجيب بالكامل لأفكاري، وفي مواجهة هذا الفشل، فقد تسرب اليأس إلى نتنياهو، موعد ذهابه للمثول أمام القضاء بشأن القضايا التي يعرفها القاصي والداني تحدد بشكل نهائي، وهو منتصف الشهر القادم، فماذا يفعل هذا الفاسد العنصري؟؟ بحسب ثقافته فليس أمامه سوى التصعيد ضد الفلسطينيين في قطاع غزة الذي حاول أن يخدعهم بخدع صغيرة من بينها التهدئة، وتوسيع قطاع الصيد البحري، والحديث الهش المتكرر عن ميناء عائم، وعن و عن... ولكنها أوهام لا أساس لها، وخاصة في هذه الأيام التي رأينا فيها حركة الجهاد الإسلامي في القطاع المكلوم تضاعف من حجم ردودها على استفزازاته، وهكذا دخل نتنياهو على الخط، وأجرى عدة اتصالات مباشرة، وتليفونية مع قادة أجهزته الأمنية، أعتقد أنهم نصحوه بأن يبقي عقله في جمجمته، فالموضوع ليس بسيطاً، وكل فعل له رد فعل، ومن يدري فقد يكون رد الفعل الفلسطيني اكثر من المتوقع، حينئذ سينقلب السحر على الساحر وتتبخر أوهام نتنياهو بأن يفلت من السجن الذي يفتح أشداقه في انتظاره.
وخاصة أن الجيش الإسرائيلي ارتكب منذ يومين، ما يعتبر عملاً منحطاً، و عاراً أسود سيلاحق الجيش الإسرائيلي، عندما قام هذا الجيش بإصدار أوامر، لجرافاته بالعبث بجثمان الشهيد الناعم الذي سقط أخيراً شهيداً بطلقة من أحد جنود هذا الجيش.
نتنياهو لا يسقط وحده، بل سيسقط معه الجيش الإسرائيلي الذي لكثرة تجاوزاته أصبح مشهوراً، بمجافاة الأخلاق في ممارساته ضد الشعب الفلسطيني، و لكن هل هذا الأسلوب ينجح في جعل هذا الجيش يحقق أي شيء، أم أن النتيجة تكون وصمة العار الذي يلاحقه؟؟؟ من يغرق في الأخطاء و الخطايا يفقد القدرة على إنقاذ نفسه لأنه يفقدها، الصفقة الأميركية التي أعلنها ترامب ثبت أنها ليست أميركية برغم تبني أميركا لها، صفقة ساقطة بامتياز يواجهها شعب على رأسه قيادته الشرعية، لهم من الوعي والتجربة ما يؤكد لهم أن ليس هناك احتلال في التاريخ أفلت من العقاب.