الرئيسة/  مقالات وتحليلات

أين كان عسكر حماس والجهاد؟!

نشر بتاريخ: 2020-02-24 الساعة: 10:10

موفق مطر لا جديد في جريمة جيش الاحتلال الاسرائيلي في جنوب خانيونس في المحافظات الجنوبية ( قطاع غزة ) سوى أنها مدعومة ومغطاة ومحمية من رأس منظومته السياسية فهذا نفتالي بينيت وزير الحرب في حكومة بنيامين نتنياهو يتحدى العالم ويؤكد مسؤولية نظام تل أبيب السياسي برمته عن جريمة التنكيل بجثمان المواطن الفلسطيني الشهيد محمد علي الناعم بعد اطلاق النار عليه ، وأثناء محاولة شبان فلسطينيين مدنيين اخلاء جثمانه من مكان استشهاده ...لكن الجديد هو العمى ، والصمم الذي اصاب "المقاومين"، الذين يفترض أن جريمة المحتلين قد حدثت في مرمى انظارهم ، وكأن صواريخ الحمساوي فتحي حماد الدقيقة والموجهة، والكورنيت وغيرها لا تطلق إلا على الحافلات العسكرية الاسرائيلية الفارغة ولا يستهدف بها إلا المناطق الخالية ؟!.
لا يعنينا الى أي تنظيم أو فصيل ينتمي الشهيد فهو أولا وأخيرا فلسطيني ابن فلسطيني ، والجريمة ارتكبت بحق انسان بن انسان ، وانتهكت كرامة جسد فارقته الروح ابدا .. لكن ترك الشاب وحيدا بدون تغطية عسكرية تكفي لانسحابه حيا، او سحب جثمانه شهيدا تدفعنا قسريا للسؤال : أي عبث هذا بأرواح أبناء هذا الشعب ، خاصة وان حركة الجهاد الاسلامي نشرت صورة للشهيد بزي سرايا القدس ، وأعلنت في المساء اطلاق عشرين صاروخا كرد فعل وانتقام !!! ما يعني أن العملية مخطط لها ، إلا اذا كان الناعم ينفذ عملية بدون علم قادته ، ما يوحي بوجود خلافات حادة حول قضية التهدئة، أو أن سرايا القدس تعمل منفردة ولا تشارك ما يسمى غرفة العمليات المشتركة التي تقودها حماس، المعلومات عن أي فعل مسلح ضد الاحتلال ، أما الاحتمال الأخير فقد يكون أن عسكر حماس المعنيين بالتهدئة مع الاحتلال و(المرابطين ) من اجل حمايتها المنتشرين على طول الحدود كانوا على علم مسبق بأن منفذ العملية مقاتل في سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الاسلامي لذلك أفرغوا ما في عروقهم من دماء، أو جمدوها الى درجة 100 تحت الصفر ، حتى لا تتأثر التهدئة مع سلطات الاحتلال بأي حرارة انفعال وطني مهما بلغت ذروتها ، التهدئة التي كلفوا بحمايتها ولو على حساب مصير مجموعة شبان فلسطينيين ارتفعت درجة حرارة اخلاقهم الوطنية حتى كادوا يدفعون ارواحهم ثمنا لعملية سحب جثمان الشهيد حتى لا يقع فريسة بين مسننات وجنزير جرافة جندي مجرم في جيش الاحتلال ... أما عملية اغتيال بهاء ابو العطا قائد سرايا القدس وتواطؤ حماس فيها ما زالت ماثلة في ذاكرتنا وتجعلنا مرغمين على رؤية الأمور بهذا المنظور .
الضابط الاسرائيلي العنصري المجرم المحتل الذي أمر بالاستيلاء على جثمان المواطن الفلسطيني الشهيد محمد علي الناعم بواسطة مسننات جرافة عسكرية جنوب خانيونس ، ينتمي لجيش ومنظومة احتلال ارهابي مجرم ، كان قد ارتكب جريمة مشابهة بحق المتضامنة الأميركية الشهيدة راشيل كوري عندما اكدت التحقيقات ان سائق الجرافة المجرم تعمد دهسها مرتين أثناء محاولتها ايقاف تقدم الجرافة لهدم بيوت مواطنين في حي السلام في مدينة رفح ، فجرافة الاحتلال الاسرائيلي لمن لا يعرف رمز الجريمة والحرب ضد الانسانية التي تتوالى حلقاتها منذ اكثر من سبعين عاما ، جريمة الارهاب والتدمير والتهجير والتقتيل والترويع.
شهدت بأم عيني سادية وعنصرية المحتلين الغزاة المجرمين جنود جيش الاحتلال الاسرائيلي اثناء حملاتهم التدميرية على المخيمات الفلسطينية في رفح وخانيونس ، ووثقت بعدستي جرائم يمكن اعتبارها جرائم حرب ، فأضخم الجرافات في العالم كانت بين يدي مجرم في جيش الاحتلال كلعبة لكنها فتاكة ، مدمرة ساحقة ، حتى أني لأشهد على لحظة تدخل فيها الجرافة البيت الأول من صف البيوت المتواضعة في مخيم للاجئين في رفح ولا تتوقف إلا بعد تحويل عشرات البيوت في الحي الواحد إلى ركام
بعدها بأيام قرأت ترجمة عن الصحافة العبرية قال فيها المجرم سائق الجرافة : كنت اتمنى لو أنهم لم يخرجوا منها – يقصد سكانها الأبرياء – كنت اشعر كشخص منتعش من شرب الخمرة وأنا اهدم بيوتهم التي كانت تنهار وقال انه في ذلك اليوم الرهيب كان ثملا حقا .
دق الرومان اقدام وكفوف المسيح ورفعوا جسده المثخن بالجراح على صليب، اما الغزاة المحتلون فقد دقوا الرصاص في قلب المواطن الفلسطيني حتى سالت دماؤه ثم رفعوه على مسننات جرافة.. انها الهمجية يبعثونها في القرن الواحد والعشرين

anw
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024