حتى يظلوا (مصلحة) لمنظومة الاحتلال إسرائيل!!!
نشر بتاريخ: 2020-02-16 الساعة: 08:45موفق مطر ظن مشايخ الاخوان المسلمين فرع فلسطين المسمى (حماس)– وظنونهم آثمة دائما- أن الرئيس أبو مازن في ضائقة نظرا لمحاولة بلفور الثاني دونالد ترامب القضاء نهائيا على العملية السياسية السلمية بوابل سهام خطته الاستعمارية الجديدة، وربما فهموا كلامه عن استعداده لإرسال وفد من المنظمة من الغد إلى قطاع غزة بأنه هروب ومحاولة لجوء إليهم وتسليم بانقلابهم وسياستهم، وخياراتهم، حتى أنهم راحوا يروجون لدعاية انتظروا وصول الرئيس أبو مازن إلى قطاع غزة.
لم يفهموا أن الرئيس أبو مازن يدرك أبعاد خطة ترامب الاستعمارية، وأن فصل قطاع غزة عن الضفة كما تم فصل القدس عن الضفة يتطلب تحركا وطنيا سريعا لمنع تجسيم هذا الجزء من خطة ترامب، لذلك تحدث عن وفد للمنظمة لا عن وفد من فتح، فالقضية وطنية وعلى الجميع تحمل المسؤولية، لكن مشايخ حماس الغارقين حتى أنوفهم في مشروع (الدويلة) لم يكن بوسعهم التوافق مع مسعى الرئيس أبو مازن لتشكيل حالة وطنية فلسطينية تتحمل أوزار التصدي للمؤامرة، لسبب بسيط للغاية، وهو أن منظومة الاحتلال سترفع الغطاء عنهم، ويصيروا خارج المصلحة الاسرائيلية كما اعتبرهم نتنياهو ذاته ومسؤولو الاستخبارات الاسرائيلية، وهذا سيترتب عليه منع حقائب الأموال القطرية وغيرها عنهم، لذا فإن مشايخ حماس لن يفرطوا في موضعهم تحت المظلة الاسرائيلية وبكونهم مصلحة لمنظومة الاحتلال الاسرائيلي، ما دام الأمر يضمن بقاء سيطرتهم على قطاع غزة مهما كانت الخسائر الوطنية الفلسطينية، فدولة الاحتلال إسرائيل معنية بدويلة في قطاع غزة تروج على أنها دولة الفلسطينيين لأن مخطط المستعمرين المحتلين الاسرائيليين السيطرة على كل الضفة ومنع نشوء أي دولة حتى لو كانت كبقع الزيت في البحر!!
نعتقد أن مشايخ حماس قد أحرجتهم مبادرة الرئيس أبو مازن لإرسال وفد منظمة التحرير إلى قطاع غزة عقب إعلان خطة ترامب الاستعمارية البلفورية الثانية، لذا تماطلوا في إعلان استعدادهم للقاء الوفد، وبدأوا يروجون أكاذيب وإشاعات تحمل حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح والرئيس شخصيا مسؤولية التأخير، لكن هؤلاء الذين منعوا وصول الجماهير من مدن القطاع إلى مدينة غزة للتعبير عن رفضهم لخطة ترامب، لم يكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية التي تتطلبها اللحظة، وتنكروا لزيارة عضوي اللجنة المركزية لحركة فتح روحي فتوح والحاج اسماعيل، (فمشايخ حماس) كانوا على يقين أن قادة فتح قد حضروا لغزة لإحداث خرق إيجابي في موقف حماس السلبي لصالح موقف وطني فلسطيني شامل في هذه اللحظة التاريخية المصيرية، وبرنامج وطني ناظم لعمل جبهة مواجهة مع المشروع الاستعماري الجديد.. لكن مشايخ حماس أثبتوا انسجامهم وتماشيهم مع خطة تقطيع الضفة الغربية، عبر إبقاء قطاع غزة مقطوعا عن المشروع الوطني الفلسطيني، وخارج جغرافية دولة فلسطين المستقلة.
نعتقد أن بلفور الثاني دونالد ترامب قد قدم وعدا مزدوجا هذه المرة، واحدا للإخوان اليهود (منظومة الاحتلال في اسرائيل)، والآخر للإخوان المسلمين وفرعهم في فلسطين (حماس) منظومة الانقلاب المسيطرة على غزة، وعد يقضي بتثبيت أوضاعهم وابقائها على حالها مع الحصول منهم على ضمانات بالحفاظ على أمن المستوطنين في غلاف غزة، وأبعد من ذلك، وقد أثبت ناظمو خطة ترامب حسن نواياهم مقدما وأبرزوها جلية في مشروع الأبارتهايد الأميركي الاسرائيلي الذي نخر أراضي الضفة الغربية وحولها إلى جزر مقطعة تربطها شوارع وممرات فيما خريطة قطاع غزة تم ابقاؤها على حالها.
بعد فترة وجيزة قد نشهد تدفق أموال تحت عنوان مشاريع اقتصادية وتطوير البنية التحتية في قطاع غزة، هي في الحقيقة جزء من خطة كوشنير الاقتصادية التي عرضها في الورشة الأميركية في المنامة عاصمة مملكة البحرين، ولم لا فإنشاء المستشفى العسكري الأميركي على أرض اقتطعت من أراضي بيت حانون شمال قطاع غزة كان بمثابة دفعة أولى على الحساب، كان مقابلها قرار حماس إلغاء مسيرات العودة والجهر بجواز الهدنة والتهدئة مع الاحتلال وتصنيفها ضمن الجائز شرعا!!
يظن مشايخ الاخوان المسلمين فرع فلسطين المسمى حماس، بإمكانية الاستفادة من صفقة القرن بما يخدم مشروع دويلتهم الانفصالية، فخطة ترامب الاستعمارية الجديدة لم تبق على خريطة غزة وحسب بل أضافت لها مساحات سال لها لعاب مشايخ (حماس) الذين يرونها فرصة مناسبة لتعويض فشل خططهم التي رسموها مع رئيس الاخوان المسلمين السابق (محمد مرسي) لإخراج دولة فلسطينية في غزة وجزء من شمال سيناء ترضى عنها منظومة الاحتلال في تل ابيب.