عمّار هو البداية
نشر بتاريخ: 2020-02-16 الساعة: 07:49بكر أبو بكر في رسالة توق للّقاء، الى شقيقي الشهيد عمار الذي لقي ربه باسما، وهو يوجه بندقيته "الكلاشينكوف" صوب الاحتلال الغاشم الذي اقتحم معتديا على متن دباباته مدينة جنين عام 2002، وبمناسبة كتب كتاب (زواج) ابنه البِكر قصي في 13/2/2020
كان عمّار هو البداية
وكان معه الثلجُ والنار يتعايشان
ومع عمّار كان الثمرُ يزهر
براعمًا نمت، وطالت
وشمخت واستقرت
فكان قصيّ.
ومع عمار كانت الدنيا تفاحة
لم يقضمها إلا من استلذ البقاء
وهو رماها بعيدا
وآثر الصعود.
فمع الصعود طهارة ونبالة
وعرق ميرمية وعجين أمي وخبر جدتي
وكثير من ألق...وآيات
وسطوع نجم أبي، وعمي منجد
أولئك كتبوا على جبين الزمن الوضّاح
قصيدة حبّ أبدي
لم، ولا تنتهي بفلسطين.
مع عمار في المعركة
كانت الأيدي ترتجف
والأنفاس تتقطع
وكان الدخان يتصاعد
والأرجل تسابق العمر
هناك لا مفر، بل صمود وكرّ
وكانت القلوب معلّقة بين أصبعي الرحمان
لكنه لم يرتجف، ولم يتراجع
وهكذا كان حال صحبِه
هولم يجعل من مركّب الفشل يتسرب الى قلبه
بل انغمر بالورود، والهالات البيض
وتراءى له النصر في آخر النفق
فأقدم على ما لا بدّ منه.
ولبس جناحيه وطار.
مع الشهيد الخالد عمار
الذي لحق الشهيد محمود أبوبكر والدنا
واللذان لحقا بالعم منجد علي ناصر أبوبكر
كانوا يمدون يد العون لنا
لنقطع المفازة الواسعة
والأيام الثقيلة الطويلة
ويترقبوننا عند الحوض
لعلّنا نستطيع أن نعبر بهم وبشفاعتهم السراط .
مع عمار الأول وعمار الثاني
وعمار الثالث أخي وشقيقي
كنّا نتوق للهيب الذي يدفيء الحنايا
ويجعل من الصدور فناء رحبًا لما كان، وسيكون
هو الذي آثر أن يسبقنا ويقطع الطريق
فيهزم الدبيب
ويقتل الصداع
ويطلق غضبه وغضبنا في وجه العلوج
فهذه فلسطين إن كنتم لا تعلمون
هو الآن يتوسد الأرائك مغتبطا
على مقعد بين الشهداء والنبيين والصديقين.
مع عمّار كانت البداية
بداية الصعود
لمن آمن
لمن جاء يحمل في قلبه بعضًا من النار
أو يحفظ قليلا من النشيد
فالشهيد لا يموت
بل هو فينا يحيا
وهو في قصيّ البهي الجميل
قصي الأنيق ذو العنفوان ورائحة البنفسج والربيع يعود
عمارنا يعود
كلما ألقت الشمس علينا تحية الصباح
وعمار يعود كلما كان اللحنُ يتدفق في الأذن المصغية
وعمار يعود مع قصيّ ومسلم وهاجد (أبنائه)
ومع اخوانه، وسدنة المعبد من الثوار.
عمار لا يغيب!
فكيف للشمس أن تأفل! الا قليلا.
وكيف لفلسطين أن تنسى؟
وكيف لنا ألا نضع في أيدينا خاتم الخلود!
هناك مع عمار.
واليوم...مبارك للنور المطلّ من بين عيني قصي
ومبارك لمن كان له من الضياء أن فتّت الظلمة
وقعد للعتمة
حتى زالت
فبدأ حياة جديدة نحو الشمس
فلسطين شمسنا التي لا تغرب
ونحن لها قادمون
وكان الصبح يرسم في الأفق معنى الحياة.
anw