لا نطلب المستحيل
نشر بتاريخ: 2020-01-29 الساعة: 09:40باسم برهوم الرهان الأول هو رهاننا على أنفسنا، على الشعب الفلسطيني، الذي كان باستمرار وعلى امتداد الصراع يفاجئ الجميع بقدرته على الصمود والتضحية، كما أننا نؤمن بالمثل القائل، "لا يحك جلدك إلا ظفرك"، وهنا فإننا نعتبر أن الجلد هو جلد الأمة العربية وأن الظفر هو ظفرها أيضا، أو هكذا يحب أن تكون عليه الأمور.
نخن ندرك جيدا واقع الأمة العربية اليوم، وهو واقع صعب ومفكك، بل ومتناحر مع بعضه البعض. وربما هذا ما شجع ترامب والصهيونية العالمية على إعلان الصفقة المشؤومة. لذلك، ولأن الأمر كذلك، فإننا لا نطلب المستحيل من الاشقاء العرب، ونود أن نذكرهم أن حالهم الراهن ما كان ليكون بهذا التدهور لو حافظوا على تضامنهم الذي كانت القضية الفلسطينية أساسه، فعندما ابتعدوا عن القضية ابتعدوا عن تضامنهم وذهبت ريحهم. نحن لا نبني مواقفنا من أشقائنا عبر ما يتم تناقله من إشاعات أو من خلال حملات التشكيك الذي تصاحب الصراعات المحتدمة بين المحاور الإقليمية والدولية في المنطقة، وإنما نبني مواقفنا من المواقف الرسمية للدول العربية.
ونعتقد أن للأمة العربية اليوم فرصة لاستعادة روحها وتضامنها بالحد الأدنى إذا ما التفت حول الموقف الفلسطيني الرافض للصفقة. وهنا لابد من التوضيح، أن الصفقة لا تمثل ضررا للشعب الفلسطيني وحده، لأن من يعتقد من العرب أن قبوله بالصفقة قد يوقف زحف المشروع الصهيوني عليه فهو واهم، أو أنه لا يعرف طبيعة هذا المشروع الجشع في رغبته في التوسع، فعين هذا المشروع بالتأكيد ليست على فلسطين وحدها بل على المنطقة كلها وبما فيها من ثروات وموقع استراتيجية.
إننا لا نشك بنوايا اشقائنا فلهم في فلسطين ما لنا من مقدسات وتاريخ وحضارة لذلك نشعر أنهم لن يخذلونا ويتخلوا عنا، فنحن وبالرغم مما نحن فيه من محن لن نتخلى عن أمتنا ونشعر بمحنها، ونحن متعلقون بوحدة الأمة وتضامنها. إن الظرف والمرحلة لا يسمح بمزيد من الفرقة والتناحر فمصيرنا كأمة في الميزان ومصير القضية الفلسطينية في خطر جدي وحقيقي.