ردود دولية رافضة لـ"صفقة القرن" ومؤكدة على الشرعية الدولية
نشر بتاريخ: 2020-01-28 الساعة: 22:27رام الله-اعلام فتح- لاقى اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول "صفقة القرن"، رفضا من العديد من دول وحكومات العالم التي أكدت أن تحقيق السلام في المنطقة يجب أن يكون وفق الشرعية الدولية وحل الدولتين وبرضى الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.
روسيا ردا على "اعلان ترمب": واشنطن ليست من يتخذ قرار التسوية
وقالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الثلاثاء، إن اقتراحات الولايات المتحدة بشأن التسوية في الشرق الأوسط، هي واحدة من المبادرات، وليست واشنطن من يتخذ قرار التسوية.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، أن روسيا ستدرس "صفقة القرن"، وأن الأهم هو موقف الفلسطينيين منها.
تركيا: خطة ترمب "ولدت ميتة" والقدس خط أحمر
بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو، إن خطة السلام المزعومة للولايات المتحدة الاميركية، ولدت ميتة.
وقال وزير الخارجية التركي، في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، إن هذه "الصفقة" هي خطة ضم تهدف إلى قتل حل الدولتين والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.
واكد أنه لا يمكن شراء الشعب الفلسطيني وأراضيه بالمال، وان القدس خطنا الأحمر، ولن نسمح بخطوات لتبرير الاحتلال والاضطهاد الإسرائيليين.
وقال: "سنكون دائما مع الشعب الفلسطيني الشقيق، وسنواصل العمل من أجل فلسطين المستقلة، ولن ندعم أي خطة ترفضها فلسطين، لا يمكن للسلام أن يأتي إلى الشرق الأوسط دون إنهاء الاحتلال."
الصفدي: حل الدولتين الذي يلبي حقوق الشعب الفلسطيني السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم
من جهته، أكد الأردن أن حل الدولتين الذي يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، خاصة حقه في الحرية والدولة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق المرجعيات المعتمدة وقرارات الشرعية الدولية، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم.
وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، مساء اليوم الثلاثاء، في بيان، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ما يسمى "صفقة القرن"، إن المبادئ والمواقف الثابتة للمملكة الأردنية الهاشمية إزاء القضية الفلسطينية والمصالح الوطنية الأردنية العليا، هي التي تحكم تعامل الحكومة مع كل المبادرات والطروحات المستهدفة حلها.
وأضاف الصفدي ان القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية العربية المركزية الأولى، وان الأردن سينسق مع الأشقاء في فلسطين والدول العربية الأخرى للتعامل مع المرحلة المقبلة في إطار الإجماع العربي، لافتا إلى أهمية الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية السبت المقبل في هذا السياق.
وحذر من التبعات الخطيرة لأي إجراءات أحادية إسرائيلية تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض، مثل ضم الأراضي وتوسعة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانتهاك المقدسات في القدس، مشددا على إدانة الأردن لهذه الإجراءات واعتبرها خرقًا للقانون الدولي وأعمالا استفزازية تدفع المنطقة تجاه المزيد من التوتر والتصعيد.
وأكد أنه بتوجيه مباشر من الملك عبد الله الثاني، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ستستمر المملكة بتكريس كل إمكاناتها لحماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، والحفاظ على الوضعين التاريخي والقانوني القائمين، وحماية هويتها العربية الإسلامية والمسيحية.
وقال الصفدي إن السلام العادل والدائم الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق هو خيار استراتيجي أردني فلسطيني عربي، وإن الأردن سيستمر في العمل مع الأشقاء والاصدقاء في المجتمع الدولي على تحقيقه على الأسس التي تضمن عدالته وديمومته وقبول الشعوب به.
وأضاف ان الأردن يدعم كل جهد حقيقي يستهدف تحقيق السلام العادل والشامل الذي تقبله الشعوب، ويؤكد ضرورة إطلاق مفاوضات جادة ومباشرة تعالج جميع قضايا الوضع النهائي، في إطار حل شامل هو ضرورة لاستقرار المنطقة وأمنها، وفق المرجعيات المعتمدة ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
وتابع: "تريد المملكة سلاما حقيقيا عادلا دائما شاملا على أساس حل الدولتين، ينهي الاحتلال الذي بدأ في عام 1967 ويحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، ويضمن أمن جميع الأطراف، ويحمي مصالح الأردن، بما فيها تلك المرتبطة بقضايا الوضع النهائي".
برلين: السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني "حل يقبله الطرفان"
من جهته، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن الحل "المقبول من الطرفين" هو وحده يمكن أن "يؤدي الى سلام دائم بين الاسرائيليين والفلسطينيين".
وأضاف الوزير ماس تعقيبا على خطة الرئيس الاميركي دونالد ترمب، في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، أن "الاقتراح الأميركي يثير أسئلة سنناقشها الآن مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي".
الاتحاد الأوروبي يؤكد التزامه الثابت بالتفاوض على أساس حل الدولتين
وجدد الاتحاد الأوروبي، مساء اليوم الثلاثاء، التزامه الثابت بحل الدولتين عن طريق التفاوض.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان باسم دول التكتل، بعد وقت قصير من اعلان ترمب "خطته للسلام"، إن الاتحاد "سيدرس ويجري تقييما للمقترحات المقدمة".
وأضاف أنه سيفعل ذلك على أساس ما أعرب عنه سابقا، داعياً إلى "إعادة إحياء الجهود اللازمة بشكل عاجل" بهدف تحقيق هذا الحل التفاوضي.
خادم الحرمين يؤكد في اتصال مع الرئيس: فلسطين قضيتنا وقضية العرب والمسلمين
تلقى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء اليوم الثلاثاء، اتصالا هاتفيا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وشدد خادم الحرمين الشريفين، للرئيس عباس، ان موقف المملكة لن يتغير من القضية الفلسطينية حفاظًا على حقوق الشعب الفلسطيني.
وقال: "قضيتكم هي قضيتنا وقضية العرب والمسلمين، ونحن معكم"، ودعا الى وجوب تحقيق السلام الشامل والعادل على اعتبار ان السلام خيار استراتيجي، بما يؤدي الى حل نهائي يحقق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني".
بدوره، شكر الرئيس، خادم الحرمين على مواقف المملكة الثابتة لتجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
تواصل المواقف اللبنانية المنددة بإعلان ترمب
فيما تواصلت المواقف اللبنانية المستنكرة والمنددة بإعلان ترمب عن "صفقة القرن".
وفي هذا السياق، أكد مستشار رئيس الجمهورية أمل أبو زيد أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب هو خطة لتدمير السلام، ستكون لها مخاطر وتداعيات سلبية على لبنان وكيانه وديموغرافيته، من خلال محاولة تنفيذ المخطط القديم الجديد بتوطين اللاجئين الفلسطينيين.
وجدد أبو زيد، في سلسلة تغريدات له على "تويتر" رفض لبنان لـ"صفقة القرن"، ورفض أي لعبة دولية وأي مؤامرة على حساب لبنان ومصلحته العليا مهما كلف الثمن، مشددا على حق لبنان المشروع في الدفاع عن سيادته والتمسك بما ورد في مقدمة الدستور اللبناني الذي نص صراحة أن لا توطين ولا تجزئة ولا تقسيم.
بدوره، أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق نجيب ميقاتي أن لا سلام يرتجى إذا لم ينل الفلسطينيون حقهم في دولة مستقلة عاصمتها القدس، وكل ما عدا ذلك مشاريع لن يكتب لها النجاح، ولا يمكن فرضها بقوة الواقع أو واقع القوة.
كذلك، اعتبر "تيار المستقبل" في بيان له، ألا حق يعلو "الحق الفلسطيني في رفض (صفقة القرن) التي لا يمكن أن تمر على حساب الشعب الفلسطيني ونضاله التاريخي للدفاع عن أرضه ومقدساته، وتثبيت حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس".
وأكد أن الوقوف خلف وحدة الشعب الفلسطيني وقيادته في رفض هذه الصفقة التي تستند إلى وعد بلفور، هو واجب عربي وقومي وأخلاقي وإنساني، في ظل الخشية من تصفية القضية الفلسطينية وما تعنيه بالنسبة إلى الشعوب العربية والإسلامية في كل أصقاع العالم".
ودعا "تيار المستقبل" العالمين العربي والإسلامي إلى أوسع تضامن مع القضية الفلسطينية، واعتبار هذه الصفقة بمثابة صفعة لكل مساعي الوصول إلى سلام عادل، وتأكيد رفض أي نوع من أنواع التوطين، والتمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهذا ما نتمسك به في لبنان، في ظل الإجماع على رفض التوطين واعتبار حق العودة حقا مقدسا".
من جهته، قال النائب في البرلمان اللبناني محمد سليمان: "أضم صوتي إلى صوت الرئيس محمود عباس بأن صفقة العصر لن تمر، وستبقى القدس عاصمة فلسطين، ولن نسمح بالتفريط بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وأن مخططات تصفية القضية الفلسطينية إلى فشل وزوال".
من ناحيته، قال النائب علي حسن خليل، عبر حسابه على موقع " تويتر" إن "صفقة القرن ليست مصيرا محتوما لنا وللقضية الفلسطينية. وحدتنا ستفشلها وتسقط ما يرسم لنا منها، ووحدة الفلسطينيين تحميهم وتحصن حقوقهم. لن تمر الصفقة طالما أننا نقاومها متحدين. الوحدة سلاحنا الأول بوجه ترمب".
كما قال النائب وليد البعريني: "أمام عجز الأمة عن قضيتنا المركزية فلسطين تبقى الكلمة واجبة في زمن الصفقات المشبوهة.. ولا شيء يدنس مسرى حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ومهد السيد المسيح عليه السلام..وستبقى فلسطين عربية الهوى والهوية".
من جهته، استنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، بشدة، في تصريح له، ما يسمى "صفقة القرن التي نعتبرها صفقة عار تهدف بالدرجة الأولى إلى تصفية القضية الفلسطينية وتكريس التوطين كأمر واقع يلغي حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وأرضهم في فلسطين".
وأكد أن القدس كانت ولا تزال عاصمة أبدية لدولة فلسطين العربية، وستبقى هويتها عربية (إسلامية ومسيحية)، وهي عصية على غطرسة الاحتلال ومحاولات التهويد، وتأبى كما كل أرض فلسطين أن يظل الاحتلال جاثما فوق ترابها".
وتوجه الخطيب بتحية إكبار إلى الشعب الفلسطيني المضحي والصامد بوجه الاحتلال وغطرسته، مشيدا بالموقف الفلسطيني الموحد والرافض لـ"صفقة القرن".
الأمم المتحدة تؤكد تمسكها بحدود 1967 لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
و قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، مساء اليوم الثلاثاء، إن المنظمة تتمسك بقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الثنائية حول إقامة دولتين، فلسطين واسرائيل، "تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود معترف بها على أساس حدود عام 1967".
وقال دوجاريك في بيان "لقد تم تحديد موقف الأمم المتحدة من حل الدولتين على مر السنين بموجب القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة التي تلتزم بها الأمانة العامة".
واضاف: "إن الامم المتحدة تظل ملتزمة بمساعدة الفلسطينيين والاسرائيليين على حل الصراع على اساس قرارات الامم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية".
اسطنبول: وقفة أمام السفارة الأميركية رفضا لـ"صفقة القرن"
ونظمت، مساء الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام السفارة الأميركية في مدينة اسطنبول التركية، رفضا لـ "صفقة القرن" التي أعلن عنها الرئيس ترمب.
وعبر المشاركون في الوقفة عن رفضهم "صفقة القرن" وأنها ستسقط ، مشددين على أن الرئيس ترمب يسعى إلى المزيد من العبث بأمن واستقرار المنطقة، وعلى العالم أن يقف في وجه هذه الصفقة.
anw