لبنان: عودة الهدوء في محيط البرلمان بين محتجين وقوات الأمن بوسط بيروت
نشر بتاريخ: 2020-01-20 الساعة: 09:54عاد الهدوء في محيط البرلمان في وسط بيروت مساء أمس الأحد، بعد مواجهات استمرت أكثر من 5 ساعات بين متظاهرين وقوات مكافحة الشغب وأسفرت بحسب "الصليب الأحمر اللبناني" عن إصابة العشرات من المدنيين.
وجاءت خاتمة هذه المواجهات بعد قيام اعداد كبيرة من عناصر مكافحة الشغب بمؤازرة قوة من الجيش اللبناني باطلاق القنابل المسيلة للدموع باتجاه المتظاهرين الذين تراجعوا من محيط مبنى البرلمان.
ولم يتدخل الجيش اللبناني في المواجهات لكنه بقي متأهبا حال تطلب الوضع تدخله كما ركز نقاطا أمنية في عدد من شوارع وسط بيروت حصرا لاعمال الشغب والتعدي على الاملاك الخاصة.
بدوره، أدى التساقط الكثيف للامطار إلى افراغ شوارع وسط بيروت من المتظاهرين الذين كانوا اقدموا على رشق عناصر مكافحة الشغب بالحجارة والمفرقعات النارية، وحاولوا اقتلاع سياج حديدي يفصلهم عن العناصر الأمنية ويقفل الطريق المؤدي لمقر البرلمان.
وبعدما حذرت قوى الأمن المتظاهرين من انها ستكون مضطرة لردع مثيري الشغب ووقف التعدي وفقا للقانون دعت في بيان المتظاهرين إلى الإبقاء على الطابع السلمي للتظاهر والابتعاد عن الاعتداء على الاملاك الخاصة والعامة والتهجم على العناصر الامنية.
واستخدمت القوى الامنية لإبعاد المتظاهرين المحتجين عن مدخل البرلمان القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه.
وأكدت تسجيلات تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي قيام اعداد من المتظاهرين بتحطيم واجهات بعض المحال التجارية واقتحام وتحطيم ونهب مكتب شركة "ألفا" المشغلة لإحدى شبكتي الهاتف الخلوي في لبنان.
وكانت مواجهات مماثلة بين المتظاهرين وقوى الامن قرب مقر البرلمان في وسط بيروت ليل السبت قد أدت إلى اصابة نحو 377 شخصا بجروح بينهم 142 من قوى الأمن.
ويأتي تصاعد وتيرة التظاهر خلال الاسبوع الماضي الذي اطلق عليه المتظاهرون "اسبوع الغضب" في ظل عدم تاليف حكومة جديدة وتردي الوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي.
من جهة أخرى، استعرض الرئيس اللبناني ميشال عون مع رئيس الوزراء المكلف تأليف الحكومة حسان دياب حصيلة الاتصالات والتفاصيل المتعلقة بتشكيل الحكومة.
وقال بيان صدر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية في بيان إنه كان تم الاتفاق على نقاط وأخرى سيستكمل البحث حولها.
وأشار البيان إلى أن عون سيترأس اليوم الإثنين، اجتماعا أمنيا يحضره وزيري الدفاع والداخلية وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية لبحث "التطورات الأمنية والإجراءات الواجب اتخاذها للمحافظة على الاستقرار والهدوء في البلاد".
وأشارت معلومات صحفية إلى أن عون كان يرغب بعقد اجتماع للمجلس الأعلي للدفاع لكن تحفظ رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري عن حضور مثل هذا الاجتماع دفع عون لاستبداله باجتماع أمني.
وتشهد مختلف المناطق اللبنانية احتجاجات متواصلة منذ 17 أكتوبر الماضي أفضت إلى استقالة حكومة سعد الحريري في التاسع والعشرين من ذلك الشهر.
ويطالب المحتجون بتشكيل حكومة اختصاصيين من غير السياسيين لتقوم بالانقاذ الاقتصادي ومكافحة الفساد وصولا إلى الدعوة إلى تنظيم انتخابات نيابية مبكرة.
وكان الرئيس اللبناني قد كلف حسان دياب في 19 ديسمبر الماضي تشكيل حكومة جديدة اثر استشارات برلمانية ملزمة لكن دياب لم يتمكن من تأليفها حتى الان في ظل وضع اقتصادي ومعيشي ومالي مضطرب.
khl