الرئيسة/  مقالات وتحليلات

غزة الوطنية .. وعي ذهبي

نشر بتاريخ: 2020-01-06 الساعة: 10:05

موفق مطر نتوقع انطلاق عملية عدائية عدوانية تشنها القوى المضادة للوطنية الفلسطينية المحلية التابعة من ألفها الى يائها لقوى اقليمية، ومن دولة الاحتلال الاستعماري (اسرائيل الناقصة) بعد ان صاغ مناضلو حركة فتح وأنصارها في قطاع غزة في الفاتح من هذا العام احدث مشهد للوعي الوطني بلغة جماهيرية كانت أبلغ من أي خطاب سياسي .. فالوطنية الفلسطينية التي تجلت في ابهى معانيها في المهرجان الوطني الفتحاوي بمناسبة دخول الثورة الفلسطينية العام ال55 كان لها تأثير مباشر على القوى المضادة للمشروع الوطني داخليا وإسرائيليا وإقليميا ودوليا، فمنهم من ادرك مكانة حركة التحرر الوطنية الفلسطينية في وجدان وضمير الشعب الفلسطيني، ومنهم من اعتبرها خطرا مباشرا على مشروعه الانفصالي كحماس ومن يدور في فلكها، ومنهم من رآها كسهم اصاب مشروع الدويلة البديلة كإسرائيل وإدارة ترامب فهؤلاء قد عملوا وما زالوا يعملون على انشائها نتنياهو لتمكين ادواتهم المحلية المستترة بقناع الجهاد والمقاومة من السيطرة على مفاصلها .
ما كان لجماهير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة اخراج الصورة التي شاهدها العالم لولا جذور الانتماء الوطني الذي ثبت لكل باحث سلامتها رغم كل محاولات قطعها واجتثاثها من ارضها الطبيعية وبيئتها، فغزة كأي مكان في الوطن لا تنبت ولا تنمو في ارضها إلا شجرة الخلد الوطني، وما عداها فطفيليات ليست اكثر من ظواهر، عمرها قصير جدا.
مشاهد الزحف الوطني الفلسطيني للاحتفال بانطلاقة حركة فتح اجابت على اسئلة مراقبين عرب وأجانب حول مكانة الرئيس محمود عباس في قلوب وعقول الجماهير الفلسطينية الوطنية الانتماء، وأكدت مدى تفاعل وانسجام القيادات والقواعد الشعبية على حد سواء مع توجهات وفلسفة الرئيس السياسية الوطنية والخارجية، فالى جانب الأداء التنظيمي، والتنظيم الذي ادى لنجاح المهرجان فإن الثقة اللامحدودة برئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية قد برزت بوضوح في الهتافات والشعارات المستقاة من كلمات الرئيس وخطاباته ومواقفه، ولاءات التحدي الكبرى العظيمة التي اطلقها بوجه اصحاب المشروع الاستعماري الجديد، أما الصور الجدارية فإنها تعبير عن محبة الجماهير وثقتها اللامتناهية بقائدها ورئيسها المتمسك بالثوابت الوطنية ، فمعيار الجماهير صائب دائما ولا يخطئ ابدا.
دفعت الجماهير الوطنية المحتفلة بعيد ثورتها الكثير من اصحاب القرار في بعض دول العالم الى اعادة صياغة رؤيتها للحالة الفلسطينية، وإعادة ترتيب اوراق التعامل مع القيادة الفلسطينية، اذ اخذ بعضها الاتجاه الايجابي لتطويرها، فيما اتخذ بعض آخر وهو قليل جدا الاتجاه السلبي لغاية تضييق الحصار على القيادة والشعب والزج بأدوات وأساليب ووجوه جديدة تنفذ خريطة المؤامرة ، معززة بقوة ومنهج بطش للفتك بمبدأ الانتماء الوطني باعتباره رافعة لمشروع التحرر والحرية والاستقلال تعمل بطاقة مستمدة من ارادة الشعب الذي كلما تعرض للضغط اكثر تضاعفت طاقته وقدراته.
ثبت للعالم أن وعي جماهير الشعب في غزة محصن، لا يمكن للعدوان والحصار الاسرائيلي وقمع وظلم ودكتاتورية ودموية حماس النيل منه أو حتى خدشه، ونعتقد أن تفاهمات (اسرائيل حماس) قد قامت على اعتقاد بان جماهير غزة الوطنية قد اصابها الوهن وأعيتها المعاناة والمآسي، لكن المشهد الوطني العظيم في شوارع قطاع غزة عموما ومدينة غزة بالتحديد سيرغم (المتفاهمين) على التريث، وإعادة طرح خطط جديدة بأهداف جديدة، تحقق ما عجزوا عن تحقيقه خلال ثلاثة عشر عاما من عمر الانقلاب والعدوان والحروب على شعبنا في القطاع.
حسمت جماهير الشعب الفلسطيني الوطنية في قطاع غزة امرها، وأعلنت موقفا أذهل الصديق قبل العدو أو الخصم، وهذا محسوب على من لا يعرف جماهير غزة أما من يعرفها وأنا منهم فإننا نقول للعالم نيابة عنهم: لا تستغربوا فالوعي الوطني لشعبنا كالذهب كلما طرقته لمع أكثر.

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024