الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الحلّ السّحريّ لمواطني الامبراطوريّة

نشر بتاريخ: 2020-01-06 الساعة: 10:04

محمد علي طه سواء وافقنا رئيس حكومة إسرائيل ذا اليدين النّظيفتين مثل أنامل الحمامة، واللسان الصّادق أو عارضناه، علينا أن نعترف بأنّ إسرائيل هي الامبراطوريّة الثّامنة، والدّليل على ذلك أنّ يدها طويلة وتضرب من تشاء ومتى تشاء وأينما تشاء، في العراق وسوريا واليمن والسّودان وتونس وغزّة والمخفي أعظم، ولا تحسب حسابًا للعرب والعجم، وترفس القانون الدّوليّ والرّأي العامّ العالميّ، كما أنّ دولًا هامّة مثل روسيا وعُمان والهند والبحرين تريد رضاها ولا يمكن أن تزعلها. ويبدو أنّ رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي غلطان عندما قال بأنّ "الثّروة الاستراتيجيّة المركزيّة لإسرائيل هي الظّهر أي الدّعم الأميركيّ" ولم يعِ بأنّ الثّروة الاستراتيجيّة لأميركا هي إسرائيل فهؤلاء العساكر لا يفقهون بالسّياسة حتّى لو تزّعموا حزبًا لونه "أزرق أبيض" أو "أحمر أخضر" أو حزب بلا لون بتاتًا.
ولأنّ إسرائيل امبراطوريّة سابعة أو ثامنة فهي لا تخاف من المحكمة الدّوليّة سواء كان اسمها محكمة هاج أو محكمة لاهاي لأنّها تعرف أن حكومات العالم من لندن حتّى مسقط تثرثر فقط، وأن كل من يعارض سياسة الامبراطوريّة أو يخالفها لا ساميّ وعدوّ للبشريّة. واكرامًا لإسرائيل ودليلًا على الإخلاص لها شرعنت حكومتا ألمانيا وفرنسا قانونين ينصّان على أنّ من ينتقد الاحتلال الاسرائيليّ أو ينبس ببنت شفة ضدّ الاستيطان لا ساميّ حتّى لو كان نازلًا من ظهر سام بن نوح.
إسرائيل امبراطوريّة متنوّرة ولا تخاف أحدًا لأنّها لا تقتل انسانًا بريئًا ولا تصادر أرضًا ولا تهدم بيوتًا بل هي ضحيّة يتّهمونها بأمورٍ بعيدة عن الحقيقة مثلًا أنّ طائراتها قصفت بيت عائلة سواركة المبنيّ من التّنك وقتلت أفرادها ولا يحمّلون المسؤوليّة للسّلطة الفلسطينيّة الّتي لم تبنِ بيتًا عصريًا من الحجر والاسمنت المسلّح للعائلة، فإسرائيل رغبت بأن تخلّص العائلة من فقرها، كما يتّهمون الجيش بقتل مئات الشّبان والأطفال الفلسطينيّين ولا يعترفون بأنّ هؤلاء كانوا يحملون السّكاكين والبراغي لقتل اليهود ومن باب الشّفقة والرّحمة أرداهم الجيش قتلى كي لا يتحوّلوا الى سجناء.
ويتّهمون إسرائيل بأنّها تصادر الأراضي الفلسطينيّة ولا يعترفون بأنّها تنازلت عن الضفة الشّرقيّة بل تنازلت عمّا وهب الله تعالى سيّدنا إبراهيم حينما وقف على الجبل.
ويتّهمون إسرائيل بارتكاب مجازر فكيف يتّهمون الدّولة الديمقراطيّة الوحيدة في الشّرق الّتي لا تميّز بين مواطنيها، فلا فرق فيها بين شوشانا وزهرة وبين أحمد وموشيه وبين أميركيّ وأثيوبيّ ومغربيّ.
هاج أو لاهاي بكرا في المشمش فالعقل اليهوديّ وجد حلًّا سحريًّا لهذه المشكلة وهو ألّا يسافر بعد اليوم وزيرٌ اسرائيليّ أو جنرال الى الخارج، وهذا أمرٌ مفيد جدًّا لأنّه سيوفر على خزينة الدّولة أموالًا طائلة ولن يبذّر مواطنوها نقودهم من أجل رفاهيّة "ألغوييم".

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024