الرئيسة/  مقالات وتحليلات

القدس في الانتخابات وحسابات (المُستَخدَمِين)

نشر بتاريخ: 2019-12-29 الساعة: 09:44

 موفق مطر نعتبره عربون موافقة على صفقة ترامب، وإشهار رغبة التسجيل في قائمة المتنافسين على الحصول على رتبة (مُستَخدَم) في فروعها المحلية والإقليمية، كل تفسير يعتبر اصرار الرئيس محمود عباس ومعه القيادة الفلسطينية على ضمان اجرائها في القدس قبل اصدار المرسوم الرئاسي محاولة للالتفاف على الانتخابات أو الغائها، فرائحة نفس هؤلاء المشبعة بميكروبات وبكتيريا المؤامرة للقضاء على المشروع الوطني تسبق جعجعة أصواتهم فتفضح نواياهم مهما حاولوا اشباع كلامهم بمصطلحات مسروقة من قاموس السياسة وكتب التربية الوطنية.. لكنا في الحقيقة نرى استعجالهم في ركوب موجة الانتخابات التشريعية الفلسطينية لضمان مكانتهم كمستخدمين لدونالد ترامب ونتنياهو قبل حدوث تسونامي سياسي سيغير صورتي نظامي واشنطن وتل ابيب.
ينشر هؤلاء الاشاعات بين الجمهور الفلسطيني حول قدراتهم الخارقة في المشي على حبل واحد بدون قصبة في ايديهم للتوازن حتى، يعلمون ويدركون ما يفعلون، لكنهم يعرفون انهم إن لم يغتنموا كل لحظة من مسابقة الرماية على شرف الوطنية الفلسطينية (القدس) فإنهم سيصبحون خارج الحسابات، فمهندسو الحملة الاستعمارية الجديدة يحتاجون الى (مستخدمين مستترين) يفتحون بوابة قلعة الوطنية في فلسطين من الداخل!!.
اجراء الانتخابات التشريعية بدون مشاركة المقدسيين بكل متطلباتها القانونية كالترشح والتصويت في مناطقهم سيكون بمثابة (بصمة) فلسطينية رسمية على قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة للدولة القائمة بالاحتلال والاستيطان (اسرائيل) وبمثابة ضغطة على زر جهاز تفجير ينسف كل قرارات الشرعية الدولية والمجتمع الدولي المتعلقة بالقضية الفلسطينية منذ نشوئها حتى الآن ...فالانتخابات في القدس مظهر سيادي يؤكد حقنا التاريخي والطبيعي في القدس، ويثبتها عاصمة ابدية لفلسطين حتى وإن كانت محتلة، فالاحتلال لن يغير من هذه الحقيقة مهما بلغت شدة وسعة جرائمه ضد الانسانية فيها وفي كل انحاء فلسطين.
لم نأخذ اذناً ولم نستجد واحداً في هذا العالم عندما أطلقنا ثورتنا الفلسطينية المعاصرة قبل 55 عاما، ولم نسمح لنظام أو دولة اقليمية أو كبرى لأن يسيطر على عجلة قيادة سفينة حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، أما القرار الوطني المستقل فقد افتديناه بأرواحنا لمنع قراصنة (اسرائيل) المستترين بيافطات وشعارات وطنية وقومية من سرقته او اغتصابه أو المس بشرفه، ونعتقد في هذا السياق ضرورة تذكير (المستخدمين) بان الزعيم ياسر عرفات- رحمه الله- قد دعا كلينتون للمشي في جنازته عندما حاول توظيف قوة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في المنطقة للضغط عليه ليقبل حلا يتيح لدولة الاحتلال سيادة من نوع ما على القدس وكذلك تحت حرم المسجد الأقصى، ونحن على يقين وإيمان عظيمين بأن محمود عباس أبو مازن رئيس الشعب الفلسطيني قائد حركة التحرر الوطنية رئيس دولة فلسطين، ما طرح الموقف بخصوص الانتخابات في القدس إلا لاعتقاده ان الانتصار في معركة السيادة الفلسطينية على القدس العربية، هو الانتصار الحقيقي للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، فلا دولة ولا استقلال ولا سيادة ولا معنى للنظام السياسي الفلسطيني ما لم تكن القدس روح وجوهر كل هذه المعاني العظمى في فكر الفلسطينيين الفردي والجمعي... وهذا انعكاس طبيعي لارادة وعقيدة الشعب الفلسطيني السياسية، أما الانتخابات فإنها من امهات كتاب الديمقراطية الفلسطينية مارسناها نظريا وعمليا في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وأطرنا التنظيمية واتحاداتنا ونقاباتنا، حتى باتت علاماتنا المضيئة المميزة لنا في محيطنا العربي الى جانب علامة الفداء والوعي الوطني والوحدة الوطنية، ونعتقد في هذا المقام أن المتحدث عن: "استسلام للموقف الاسرائيلي وإلغاء بند الانتخابات من القاموس الفلسطيني "إما جاهل لا يعرف مواقف الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية من القضايا الجوهرية وحقوق المواطن الأساسية، أو مبتدئ بمدرسة السياسة الوطنية الفلسطينية مازال يحتاج للكثير من العلم والتجارب لبلوغ مراتبها العليا، أو انه ارتضى لعب دور المستخدم!.. فنحن قد كتبنا قاموس النظام السياسي الفلسطيني بكفاحنا ودمائنا وعرقنا وآلامنا وصمودنا وعقولنا وحكمتنا وواقعيتنا، ونحترم كل فكرة تعزز، وننبذ كل ادعاء من شانه التفريق بين شعبنا او يحبط او يشكك بوفائنا للوطن (ارضنا فلسطين وشعبنا) فنحن اقسمنا بالإخلاص لفلسطين، ففلسطين بدون القدس كجسد بلا روح، وما تمسكنا بروحنا (القدس) إلا لأنها روح الله على الأرض.
يعيش هؤلاء المستخدمون في مركز مدن تكنولوجيا الاتصال والتواصل في بلاد العالم، ويتحدثون عن انجازاتهم وعن مئات شهادات البراءة لاختراعاتهم! لكنهم في لحظة الانغماس والسقوط كالعمي في مستنقع أهوائهم ورغباتهم الشخصية السلطوية يبدون كمن يعيش في الأدغال، يجهل أو لا يريد ان يعلم أن القدس كانت ومازالت اول بند في اجندة العمل الوطني والعربي والدولي للرئيس وقيادة منظمة التحرير وقوى الشعب الفلسطيني ومؤسساته، لإدراك الجميع بان معركة القدس هي معركة وجود، وليست كعروض ازياء موسمية كما يحلو للبعض اتخاذ القضايا والمعاركة المصيرية.
نتمنى على اصحاب الاختراعات والإبداعات والديباجات الساخنة تقديم اقتراحاتهم وأفكارهم بخصوص كيفية اجراء الانتخابات في القدس، ولا بأس أن يكون ذلك على الهواء مباشرة وفي وسائل الاعلام والاتصال والتواصل، شرط ألا تنتقص من مضمون وهدف الانتخابات، وإن لم يفعلوا وظلوا يدعون الرئيس لإصدار مرسوم الانتخابات دون ضمان ترشح وتصويت المقدسيين سنبقى نراهم يدورون في فلك صفقة العار.

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024