التجاذبات بين الديمقراطيين والجمهوريين بشأن محاكمة ترامب توسع الفجوة بين الأميركيين
نشر بتاريخ: 2019-12-25 الساعة: 09:20رام الله-وكالات- دخلت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، في مشاحنات كلامية مع زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونل، الاثنين/ 23 كانون الأول 2019، حول إجراءات محاكمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتهمتي استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس.
وقالت بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي الذي يسيطر عليه الديمقراطيون بأغلبية 232 مقابل 198 جمهوريا، والذي صوت لعزل الرئيس دونالد ترامب الأربعاء الماضي (18/12/2019)، إنها لم تستكمل بعد تشكيل فريق عملها لمواكبة محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ.
وكتبت في تغريدة "لا يمكن لمجلس النواب أن يختار ممثليه في إجراءات العزل قبل أن نعرف ماهية المحاكمة التي سيجريها مجلس الشيوخ".
وسيشكل مجلس النواب فريق ادعاء في محاكمة ترامب أمام مجلس الشيوخ التي من المقرر أن تبدأ في شهر كانون الثاني 2020 ، حيث يتمتع الجمهوريون بالغالبية في المجلس (53 مقعدا مقابل 45 ديمقراطيا) اضافة الى مستقلين اثنين.
وينص الدستور الأميركي على ضرورة تصويت 67 سيناتورا (من أصل 100) أي بالأغلبية المطلقة لخلع الرئيس من منصبه وهو الأمر المستبعد.
ولم تُسلم بيلوسي لائحة الاتهام التي صادق عليها مجلس النواب الأسبوع الماضي، وتشمل اتهامين لترامب، وسط خلاف مع ماكونل حول شكل المحاكمة.
ويطالب الديمقراطيون بإدلاء أربعة مستشارين، حاليين وسابقين للبيت الأبيض على صلة مباشرة بملف أوكرانيا، بشهاداتهم أمام مجلس الشيوخ وهم: كبير موظفي البيت الأبيض المناوب، ميك مولفيني، ومستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي السابق، جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبيو، ومسؤول البيت الأبيض مايك دفي الذي طلب من وزارة الدفاع الأميركية يوم 25 تموز الماضي تجميد المساعدات الأميركية، وذلك بعد 90 دقيقة من مكالمة ترامب الهاتفية مع الرئيس الأوكراني الجديد فلودمير زيلينسكي، كي تجري أوكرانيا تحقيقات ضد نائب الرئيس السابق، جو بايدن الذي يخوض المرحلة الأولية لمنافسة ترامب في انتخابات 2020 الرئاسية والذي يعتبر المنافس الأوفر حظا ضد ترامب.
وكان ترامب قد منع المستشارين الأربعة المعنيين من الإدلاء بشهاداتهم أمام مجلس النواب.
ويعتبر الديمقراطيون أن مثول هؤلاء سيعزز موقف الحزب في المحاكمة أمام مجلس الشيوخ، حيث يتطلب عزل الرئيس غالبية ثلثي المجلس.
وقالت بيلوسي، إن "الرئيس ترامب حجب شهوده ووثائقه عن مجلس النواب وعن الشعب الأميركي، على خلفية شكاوى زائفة من إجراءات مجلس النواب"، وتساءلت "ما هي حجته الآن؟".
بدوره اتهم ماكونل خلال مقابلة مع محطة "فوكس نيوز" التلفزيونية، الاثنين، بيلوسي ، باتخاذ "موقف سخيف"، واصفا إياها بأنها "تحاول بوضوح إخبارنا بكيفية إجراء المحاكمة." وتابع قائلا: "لم نستبعد (مثول) الشهود"، مشيرا الى أنه يريد تطبيق القواعد نفسها التي اعتمدت في محاكمة الرئيس الأسبق بيل كلينتون.
وشرح ماكونل: "يتم الاستماع للمرافعات الافتتاحية، ثم هناك فترة أسئلة مكتوبة، وفي تلك المرحلة من محاكمة كلينتون، توصلنا لقرار بشأن الشهود المرجح استدعاؤهم".
وأضاف "ما كان يصلح بالنسبة للرئيس كلينتون سيكون صالحا للرئيس ترامب".
وهاجم ماكونل بيلوسي لعدم إرسالها حتى الآن اللائحة الاتهامية إلى مجلس الشيوخ قائلا، إن "الأوراق يجب أن تسلم إلى مجلس الشيوخ، ولا يمكننا المضي قدما إلى أن تقوم رئيسة مجلس النواب بهذا الأمر".
وتابع الزعيم الجمهوري "لست متلهفا لإجراء هذه المحاكمة. إذا كانت تريد عدم تسليم الأوراق، فلتفعل ذلك".
وتابع ماكونل "أفترض أنها سترسلها عاجلا أم آجلا"، مضيفا "يبدو لي الموقف عبثيا ألا ترسل الاوراق الى مجلس الشيوخ بعد إطلاق إجراءات العزل بحق الرئيس لإجراء المحاكمة التي ينص عليها الدستور".
بدوره هاجم ترامب الذي يمضي عطلة عيد الميلاد في منتجعه الخاص "مارالاغو" في ولاية فلوريدا رئيسة مجلس النواب وكتب في تغريدة على "تويتر" أن "بيلوسي تعطينا أكثر محاكمة غير عادلة في تاريخ الكونغرس الأميركي، وتتباكى الآن للمطالبة بمحاكمة عادلة في مجلس الشيوخ وتخرق كل القواعد".
anw