مشاتل قلقيلية مهددة بالقرارات الاستيطانية
نشر بتاريخ: 2019-12-23 الساعة: 14:19قلقيلية - وفا- تتواصل الإجراءات التعسفية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإن اختلفت أشكالها ومواقع ارتكابها، لكنها تصب في خدمة المشروع الاستعماري الاحلالي الذي يسعى للسيطرة على الأرض بعد تفريغها من سكانها الأصليين تمهيدا لإقامة البؤر والتجمعات الاستيطانية لتصبح أمرا واقعا في أية تسوية مستقبلية.
قرارت الاستيلاء ووضع اليد لم تتوقف في مختلف محافظات الضفة، بشكل يضرب بعرض الحائط كل القرارات والمعاهدات الدولية الاتفاقيات الموقعة، لم تحترم إسرائيل أي شرعية على هذا الكوكب، وتمارس ما تشاء متجاهلة كل المواقف الرافضة والمنددة محليا وعربيا ودوليا، مدعومة بالتأييد المطلق من الإدارة الأميركية التي تسعى لنسف الحقوق الفلسطينية المشروعة وتكريس الاحتلال الإسرائيلي.
ففي محافظة قلقيلية توالت القرارات الاستيطانية، فلم يمض شهر على قرار تمديد وضع اليد على 2975 دونما من المحافظة، ليتبعه قرار الاستيلاء وتجريف نحو 27 دونما تتبع لقرية كفر لاقف شرق المدينة، ثم قرار آخر يقضي بالاستيلاءعلى عشرات الدونمات الزراعية في المحافظة.
وبموجب قرارات الاستيلاء والسيطرة الإسرائيلية أصبحت عشرات المشاتل الزراعية الواقعة جنوب المدينة وتحديدا خلف جدار الفصل العنصري رهينة للاحتلال بعد صدور قرار يهدف لتوسعة الشارع الاستيطاني، رقم "55"، بالقرب من مستوطنة "الفي منشيه"، ما يهدد قطاع الاشتال الزراعية بالمحافظة.
وفي هذا الاتجاه قال نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة وزراعة قلقيلية كمال السبع لـ "وفا"، إن قلقيلية تنتج 80% من الأشتال الزراعية في فلسطين، فهي تنتج نحو 10 ملايين شتلة سنويا، من 53 مشتلا زراعيا.
نجاح قطاع الأشتال وازدهارها ساعده وجود المساحات الزراعية، وتوفر المياه، والمناخ والبيئة الساحلية المعتدلة.
وتابع: إن 50% من الانتاج يسوق في الضفة الغربية، و40% في أراضي 1948، و10% يصدر للخارج، ويحاول المزارعون تذليل عقبات التسويق والشروط التعجيزية التي يضعها الاحتلال للتصدير، إلى جانب فرض الضرائب الباهظة، الأمر الذي بات يهدد مصادر دخل عشرات العائلات التي تعتمد في معيشتها على العمل في المشاتل.
ظهرت مهنة انتاج الأشتال في محافظة قلقيلية، في ثلاثينات القرن المنصرم، واقتصرت على انتاج أشتال الخضراوات والحمضيات، والجوافة، ثم تطورت الى انتاج مختلف أنواع الأشجار المثمرة، ثم الى أشتال الزينة، حسب المتحدث باسم أصحاب المشاتل في قلقيلية حسن شقيرو.
وقال: نعمل حاليا على دعم مختبر لزراعة الأنسجة النباتية في المدينة، من شأنه انتاج نباتات بأعداد هائلة بوقت قياسي، ذات جودة عالية وخالية من الأمراض، وتستطيع أن تتأقلم مع البيئة، لتعزيز قطاع الاشتال وازدهاره.
وأشار مدير عام مديرية زراعة قلقيلية أحمد عيد لـ "وفا"، إلى أن المشاتل الزراعية تقام على مساحة أرض تتراوح ما (1000-1500) دونم، معظمها تقع خلف جدار الضم والتوسع منذ عام 2000م، وتوفر المشاتل (250-300) فرصة عمل .
وتطرق إلى معاناة المزارعين في الحصول على المياه بسبب تحكم الجانب الإسرائيلي في مصادرها، إلى جانب المعاناة الحقيقية في الحصول على التصاريح اللازمة للوصول إلى المشاتل الواقعة خلف الجدار.
وتابع: إلى جانب تأثر قطاع الأشتال، سيتأثر القطاع المائي بالمحافظة، فالمخطط بالاضافة الى سلبه اراضي زراعية، سينسف بئرا ارتوازية، وسيشتكي المزارعون خلف الجدار حينها من عدم وفرة المياه، ليس فقط لمشاتلهم وانما لمحاصيلهم الزراعية، وستتولد هنا مشكلة عصية في الحصول على المياه، وربما يعزف المزارعون عن أراضيهم، ويهجرون زراعتها، وهو ما يخدم أطماع الاحتلال في السيطرةعلى الأرض ونهبها .
وتمثل قلقيلة قطاعا زراعيا ومائيا غنيا، فهي تحتوي على 72 بئرا ارتوازية، محفورة منذ عام 1967، 10 منها متوقفة عن العمل بفعل اجراءات الاحتلال الاسرائيلي، الذي يرفض تشغيلها ويمنع صيانتها، فيما تقع 12 بئرا خلف الجدار، ويمنع الاحتلال وصول الكهرباء اليها، فيما يضطر المواطنون الى تشغيلها باستخدام الديزل وبيعها بسعر باهظ.
ولا يكتفي الاحتلال باصدار القرارات الاستيطانية، بل ترافقه اعتداءات لمستوطنيه على قرى وبلدات المحافظة، فالأسبوع الماضي اطلق المستوطنون النار صوب منزل في قرية جيت شرق قلقيلية، وأحرقوا الجمعة الماضية مركبتين وخطوا شعارات عنصرية في فرعتا شرق المدينة .
m.a