مجلس النواب الأمريكي يوافق على إحالة ترامب إلى المحاكمة أمام مجلس الشيوخ

الولايات المتحدة-القدس دوت كوم- وافق مجلس النواب الأمريكي، فجر اليوم الخميس، على مساءلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب برلمانيًا، وإحالته إلى المحاكمة أمام مجلس الشيوخ، بعد أن صوت بالأغلبية على اتهامه بإساءة استخدام السلطة، وعرقلة عمل الكونغرس.

واتخذت هذه الخطوة ضمن الإجراءات الهادفة إلى عزله من الحكم. حيث صوت المجلس بالأغلبية على القرارين ضده، لتحال القضية إلى مجلس الشيوخ لبدء محاكمته أمامه في كانون الثاني/ يناير المقبل، وسط توقعات بأن تتم تبرئته نظرًا لهيمنة الجمهوريين على هذا المجلس بأغلبية 53 سناتوراً مقابل 47.

ووصفت الجلسة الخاصة بمجلس النواب بأنها تاريخية بعد أن تم الموافقة على الاتهامات الموجهة ضده، ليصبح الملياردير الجمهوري ثالث رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يطلق الكونغرس بحقّه إجراءً رسمياً لعزله.

وصوت لصالح القرار الأول المتعلق بإساءة استخدام السلطة، أغلبية أعضاء المجلس بـ 230 صوتًا هم أعضاء الحزب الديمقراطي الذين صاغوا القرار الاتهامي، مقابل معارضة 197 صوتًا هم من الحزب الجمهوري.

فيما صوت لصالح قرار عرقلة عملة الكونغرس 229، مقابل معارضة 198، وامتناع واحد.

ووصف ترامب إجراءات العزل التي أجراها مجلس النواب بأنها "مسيرة انتحار سياسي للديمقراطيين". متهمًا إياهم بأنهم يحاولون عزله منذ اليوم الأول له في السلطة، وأنهم يمارسون "الحقد" ضده.

وأضاف خلال تجمع انتخابي في ولاية ميشيجان: "لم نخطئ، ونحظى بدعم هائل من الحزب الجمهوري .. لا يبدو حقًا أننا سنُعزل".

وتابع "بينما نحن نخلق الوظائف ونقاتل من أجل ميشيغان، فإنّ اليسار الراديكالي في الكونغرس ينهشه الحسد والحقد والغضب، وأنتم ترون ما يجري الآن .. الديموقراطيين يحاولون إبطال تصويت عشرات ملايين الأميركيين". بالإشارة إلى من انتخبوه رئيساً في 2016.

وجرى نقاشًا استمر ساعات قبل بدء عملية التصويت على القرارات ضد ترامب.

وصرّحت الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي عند بدء النقاش "من المأسويّ أن تصرفات الرئيس الطائشة جعلت من الضروري البدء بإجراءات العزل"، مضيفة "ما نناقشه اليوم هو الحقيقة الراسخة بأنّ الرئيس انتهك الدستور. ومن المؤكد كحقيقة أنّ الرئيس يمثل تهديدا مستمراً لأمننا القومي ونزاهة انتخاباتنا".

ونفى المشرّع الجمهوري داغ كولينز ذلك وقال "الرئيس لم يرتكب خطأ". مضيفًا "إن الديموقراطيين "قالوا لأنفسهم، إذا لم نستطع هزيمته (في الانتخابات) فدعونا نحاكمه لعزله .. الأميركيون سيرون ذلك بوضوح".

أما ديبي ليسكو الجمهورية من اريزونا، فقالت ان ترامب يتعرض "لعملية هي الأكثر ظلما وتحيزا سياسيا شاهدتها في حياتي".

وأضافت "لا يوجد أي دليل على أن الرئيس ارتكب مخالفة توجب العزل .. هذه عملية عزل هي الأكثر حزبية في تاريخ الولايات المتحدة".

من ناحيته قال النائب الديموقراطي آدم شيف، الذي أشرف على التحقيق، إنّ الملياردير الجمهوري "كان مستعداً للتضحية بأمننا القومي (...) في سبيل تعزيز فرصه في إعادة انتخابه".

وأضاف من على منبر مجلس النواب "لقد حاول أن يغشّ وافتضح أمره"، مؤكّداً أنّ "الخطر ما زال قائماً".

وكان قبل بدء عملية التصويت، قال ترامب إنه لم يرتكب "أي خطأ"، وذلك غداة توجيهه رسالة إلى بيلوسي شبّه فيها الإجراءات بـ"محاولة انقلاب".

وقال على تويتر "هل يمكنكم تصديق أنه سيتم إطلاق إجراءات عزلي اليوم من قبل اليسار الراديكالي، (من قبل) الديموقراطيين الذين لا يقومون بشيء، بينما لم أرتكب أي خطأ! إنه أمر فظيع".

وكتب ترامب "يجب ألا يحصل هذا الأمر مع أي رئيس آخر".

وترامب متّهم بمحاولة الضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق بشأن خصمه الرئيسي في انتخابات 2020 جو بايدن، كما أنه متّهم بعرقلة الكونغرس عبر رفضه التعاون مع التحقيق الرامي لعزله، إذ منع موظفين من الإدلاء بشهاداتهم ورفض تقديم وثائق كأدلة.

وهناك حالة من الاستقطاب الحادّ بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في مجلس النواب انعكس على استطلاعات الرأي التي جرت أخيراً. حيث قال 50 بالمئة ممن شملهم استطلاع للرأي أجرته شبكة "فوكس نيوز" إنّهم يؤيّدون عزل ترامب من منصبه، في حين أبدى 41 في المئة رفضهم لعزله.

وفي استطلاع آخر أجرته شبكة "سي إن إن" قال 45 في المئة ممن شاركوا فيه إنّهم يؤيّدون عزل الرئيس بينما قال 47 في المئة إنهم يرفضون ذلك.

وسجّلت تظاهرات مؤيّدة لعزل ترامب في عدة مدن بينها نيويورك وبوسطن ونيو أورلينز ولوس أنجليس. حيث رفع المتظاهرون لافتات حملت شعارات موجهة للكونغرس على غرار "تخلصوا من ترامب" و"احموا ديموقراطيتنا".

وتمنت إحدى اللافتات لباقي المتظاهرين "عزلاً سعيداً" في إشارة إلى اقتراب عطلة عيد الميلاد.