الرئيسة/  مقالات وتحليلات

نتنياهو.. النهاية أقرب من حبل الوريد

نشر بتاريخ: 2019-11-26 الساعة: 09:56

باسم برهوم لا أحد يمكنه الجزم باللحظة التي سينتهي فيها نتنياهو ويغادر مكتب رئاسة الحكومة في اسرائيل. فمثل هكذا سياسي لا يقيم وزنا للاخلاق والقانون يمكن ان يماطل ويناور حتى النفس الاخير، حتى هدمت هذه المماطلة المعبد على الجميع وفي مقدمتهم حزبه حزب الليكود.
ومن استمع لخطاب نتنياهو، يوم الخميس الماضي، والذي كان يرد فيه على لوائح الاتهام التي تقدم بها المستشار القانوني للحكومة، يلاحظ مدى أنانية هذا الرجل الذي سمح لنفسه ان يتهم الدولة، شرطة وقضاء بالفساد من أجل أن يستمر في منصبه. فهو يحاول استنفاد ما يمنحه القانون من فرص البقاء على حساب البعد الأخلاقي، وهو البعد الاهم لأي نظام ديموقراطي وللفكرة الديموقراطية المستندة لمبدأ العقد الاجتماعي، فالتفويض الشعبي ليس شيكا على بياض يعطيه الشعب للحاكم وان المسألة مرتبطة اساسا بالبعد الاخلاقي وبالابتعاد عن اي تورط في الفساد.
السؤال المهم اليوم، والذي من شأنه ان يحدد قرب أو بعد النهاية، وهو الى اي مدى يمكن لإسرائيل التي تتغنى انها الديموقراطية الوحيدة بالشرق الاوسط بان تقبل برئيس حكومة متورط بالفساد وان تقبل الطبقة السياسية والليكود تحديدا بهذا الواقع؟
القانون يعطي لنتنياهو الحق بالبقاء حتى تثبت التهم عليه، ولكن المشكلة هي في تعايش اسرائيل مع سقوط الورقة الاخلاقية عنها، خصوصا انها امام العالم دولة احتلال، دولة تنتهك القانون الدولي والشرعية الدولية وهي دولة عنصرية بامتياز بعد إقرارها لقانون يهودية الدولة، الورقة الاخلاقية الكاذبة التي كانت اسرائيل تخفي وجهها القبيح بها تسقط اليوم مع اصرار نتنياهو الاستمرار بالحكم مع اتهامه لجهازي الشرطة والقضاء بالفساد...فأي دولة هذه؟
المسألة الاخرى، الى متى ستقبل اسرائيل برئيس حكومة كان غير مرغوب فيه من معظم زعماء العالم، باستثناء ترامب، بسبب مواقفه العنصرية المتطرفة والشعبوية، واليوم وبعد لوائح الفساد سيصبح اكثر عزلة ومنبوذا على الساحة الدولية، فالسياسة متغيرة وتتعامل مع الوقائع.
مصير نتنياهو اليوم هو بين يدي أقطاب وقيادات الليكود، فهل سيقبل هؤلاء بأن يأخذهم نتنياهو الى الهاوية أم سنشهد عن قريب تمردا في هذا الحزب اليميني الليبرالي الذي تحكمه الغرائزية الى حد كبير، هنا مؤشرات خجولة ولكن الامور هي كذلك في مثل هذه الحالات فما ان تبدأ كرة التمرد بالتدحرج حتى تأخذ معها نتنياهو الى الهاوية، لذلك نرى هذا الأخير يلجأ للقوى الاكثر يمينية بحزبه ومن خارجه في أحزاب اليمين المتطرف. ومهما بدا عليه الامر، ومهما قاوم نتنياهو فان نهايته قد تكون اقرب اليه من حبل الوريد.

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024