الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الانتخابات الثالثة قادمة

نشر بتاريخ: 2019-11-24 الساعة: 09:30

عمر حلمي الغول النظام الاستعماري الإسرائيلي يسير بخطى حثيثة نحو انتخابات ثالثة خلال اقل من عام بعد ان سلم بيني غانتس، رئيس تكتل "كاحول لافان" التكليف مساء الأربعاء الماضي الموافق 20/11/2019 لرئيس الدولة رؤبين ريفلين، لانه لم يتمكن من تشكيل حكومة موسعة أو مصغرة نتيجة تعنت بينامين نتنياهو، ورفضه التخلي عن تكتل اليمين، وإصراره على تولي رئاسة الحكومة أولا مع وجود تكتله المكون من أحزاب اليمين المتطرف والحريديم (55 مقعدا)، وأيضا بسبب رفض أفيغدور ليبرمان تشكيل حكومة أقلية بدعم القائمة العربية المشتركة، وبقي كلاهما زعيم الليكود وحزب إسرائيل بيتنا يناور حتى اللحظة الأخيرة. 
المسؤولان الأساسيان عن فشل تشكيل حكومة إسرائيلية حتى الآن، هما نتنياهو بالدرجة الأولى، وليبرمان بالدرجة الثانية، ولكل منهما حساباته الخاصة، ولا وجود لمصلحة الدولة في خياراتهما. فرئيس حكومة تسيير الأعمال الفاسد، والذي وجه له مساء الخميس الماضي الموافق 21 تشرين أول/ نوفمبر الحالي تهم الرشوة وخيانة الأمانة العامة والإحتيال في القضايا 1000 و2000 و4000، كان يريد تولي رئاسة الحكومة أولا مع إحتفاظه بكتلته اليمينية لتشكل خط دفاع اول في مواجهة التهم، ولمنحه قانون الحصانة الفرنسي، الذي يحول دون محاكمة أو إقالة رئيس الحكومة في حال وجهت له التهم. ومع ان رئيس تكتل أزرق ابيض وافق على توليه رئاسة الحكومة اولا شرط التخلي عن تكتله، لكنه رفض. وبقي يناور حتى الساعة الأخيرة من تكليف منافسه غانتس. 
كما ان زعيم حزب البيت اليهودي واصل عملية التحايل والإلتفاف على الجنرال غانتس لربع الساعة الأخيرة، رغم كل الإمتيازات، التي منحه اياها اثناء المفاوضات الثنائية المشتركة، وادعى انه يرفض تشكيل حكومة اقلية بحجة معارضته ورفضه لدعم "الطابور الخامس" اي القائمة العربية المشتركة، وحرض على قادة ونواب القائمة انسجاما مع موقفه العنصري والمعادي للفلسطينيين العرب. وفي اثناء تكليف زعيم الليكود لرئاسة الحكومة عرض عليه مجموعة من الإغراءات في عدد الوزارات، وموقع نائب رئيس الحكومة إلآ انه رفض بذريعة حرصه على تشكيل حكومة إجماع صهيونية. وبالنتيجة الواضحة والجلية فإن كليهما نتنياهو وليبرمان يتحملان المسؤولية عن الفشل، وهذا ما اكده آخر استطلاع بعد توجيه التهم لبيبي، حيث اكد 67% من الشارع الإسرائيلي ان رئيس الحكومة الحالي، هو المعطل الأول لتشكيل الحكومة، و27% حملوا ليبرمان المسؤولية الثانية، و7% قالوا ان غانتس هو من يتحمل المسؤولية عن الفشل في تشكيلها. 
إثر ذلك، قام الرئيس الإسرائيلي ريفلين لتحويل التكليف لرئيس الكنيست، ادلشتاين لتتولى الهيئة التشريعية تكليف من تراه مناسبا. ولتقدير واضح لدى رأس الدولة من ان الأمور تسير نحو طريق مسدود. وكونه لا يعتقد ان بإمكان اي نائب من تجاوز الاستعصاءات الماثلة في المشهد الحزبي والسياسي. 
نتيجة هذا المخاض العسير يبدو ان تشكيل حكومة إسرائيلية حاليا في ضوء عملية الاستقطاب والتجاذب بين التكتلين الرئيستين، وحسابات ليبرمان الشخصية بات من المرجح توجه المجتمع الإسرائيلي لانتخابات ثالثة، لا سيما وانه حتى اللحظة الراهنة لا يوجد نائب يمكنه جمع 61 نائبا خلفه لتشكيل حكومة اقلية. إلآ إذا تمت إقالة نتنياهو عن رئاسة الحكومة بعد التهم الموجهة له، وهو ما يفترض ان تقوم به محكمة العدل العليا الإسرائيلية، من خلال إصدارها قرارا بعزله عن سدة الحكم. عندئذ فقط، وفقط يمكن تجاوز عقدة تشكيل الحكومة والخروج من عنق الزجاجة. مازال من المبكر الجزم بما ستؤول إليه الأمور في المستقبل المنظور. الجميع في حالة انتظار لموقف المحكمة، خاصة وأن أقران نتنياهو في الليكود من جدعون ساعر إلى نير بركات ويسرائيل كاتس... إلخ لا يستطيعون التمرد على زعيمهم خشية منه، ومن كتلته الأقوى داخل الليكود. 
لكن كل المؤشرات تشير إلى ان إسرائيل الغارقة في ازمات عميقة ماضية قدما نحو الانتخابات الثالثة. الأمر الذي يفرض على الجميع الاستعداد لها منذ اللحظة. وكان رئيس حكومة تسيير الأعمال شرع بالاستعداد لها، ووضع كل السيناريوهات للمضي نحوها، لانها بالنسبة له افضل السبل لتجاوز أزمته، وتقديرا منه، أنه يستطيع ان ينتزع قرارا بالحصانة طالما هو على رأس الحكومة، وتفادي الذهاب إلى السجن لكن قرار المحكمة إن جاء في غير مصلحته، فإنه لا محالة سيقضي وقتا طويلا من عمره في السجن. 
[email protected] 

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024