معاذ.. عين الحقيقة لن تنطفئ
نشر بتاريخ: 2019-11-16 الساعة: 11:59بيت لحم - مراسل وفا- بينما كان المصور الصحفي معاذ عمارنة يضبط عدسته لالتقاط مشاهد الاعتداءات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا في بلدة صوريف شمال غرب الخليل، الذين خرجوا للدفاع عن أراضي البلدة ضد محاولات الاستيلاء عليها، حتى باغته أحد الجنود بشظية رصاص "التوتو" استقرت في عينه اليسرى.
الطواقم الطبية والصحفية نقلت معاذ إلى المستشفى، وهناك كانت الصدمة، بعدما تبين بعد الفحوصات فقدان بصره في عينه نهائيا، رغم أنه كان يرتدي زي الصحافة، ووقوفه في مكان مناسب، بعيدا عن المواجهات.
معاذ (32 عاما) من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، يعمل مصورا في وسائل الإعلام المحلية، وكان أول من وثق بكاميرته مشاهد جريمة قتل الاحتلال للشاب عمر البدوي في مخيم العروب شمال الخليل قبل أيام.
يقول معاذ: اعتداءات الاحتلال متواصلة بحقنا فمنذ استشهاد الشهيد البدوي ونحن في دائرة الاستهداف المباشر من قبل جنود الاحتلال، كانوا في كثير من الأحيان يوجهون الرصاص نحونا مباشرة، كنا نشعر بأن أرواحنا على أكفنا.
ويضيف: "قبل بدء المواجهات واثناء توجهنا الى صوريف، اوقفني جنود الاحتلال، وقاموا بمضايقتي واستفزازاي، وحجزوا مركبتي لمدة قبل أن يعيدوها لي، رغم إبراز بطاقتي الصحفية لهم، غير أنهم لم يكترثوا لذلك، وعمدوا إلى تأخيري عن الفعالية".
رغم أن الفاتورة التي دفعها معاذ كبيرة، لكنه بدا متماسكا وظل طوال الوقت مبتسما، وقال إنه لن يستسلم، وسيعود للميدان حال تماثله للشفاء لفضح الاحتلال وجرائمه، "وعيني لن تكون أغلى من فلسطين".
صحفيان: استهداف متعمد للمصور عمارنة
وفي شهادة الصحفيين الذين تواجدوا في الميدان لحظة استهداف معاذ، يقول زميله رائد الشريف لـ"وفا": "كنت على مقربة من عمارنة، لتغطية المواجهات في منطقة القرينات من أراضي صوريف، شاهدت قناصا على الأرض، كنا بعيدين عن المواجهات، فجأة سمعت صوت معاذ يصرخ بأنه أصيب، وكان وجهه مغطى بالدماء".
وأكد الشريف أن هناك استهدافا واضحا ومتعمدا للصحفيين، ترتفع وتيرته بعد كل توثيق لجرائم القتل المتعمدة بحق المواطنين، والتي كان آخرها جريمة قتل الشهيد عمر البدوي في مخيم العروب.
بدوره، يشير الصحفي المصور في الوكالة الأوروبية (Apa) عبد الهشلمون إلى ان جنود الاحتلال أعاقوا وصول معاذ إلى المستشفى، حيث قاموا بملاحقة الزملاء الصحفيين الذين كانوا يحاولون نقله من مكان الإصابة، وحاول أحد الجنود الاستيلاء على كاميراتهم بالقوة، وقام بتصويرهم مدعيا ان المصاب ليس صحفيا إنما مواطن عادي متنكر بزي الصحافة.
الطبيب المعالج: لقد فقد عينه
يؤكد الطبيب في مستشفى الجمعية العربية للتأهيل في بيت جالا هيثم عيسى، الذي أشرف على حالة معاذ، أنه فقد عينه بالكامل نتيجة لإصابة مباشرة فيها، حيث استقرت الشظية بمسافة لا تبعد على الدماغ بـ3 ملم.
وأضاف ان خطورة وضعه تكمن في إزالة الشظية وتنظيف العين المصابة، لان غير ذلك سيؤثر مباشرة على العين الأخرى.
نقابة الصحفيين تستنكر
واستنكرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في بيان لها الاعتداء الذي استهدف المصور الصحفي معاذ عمارنة، مؤكدة أنها قامت بمتابعة ذلك مع الاتحادين العربي والدولي، لحثهما على إصدار موقف تجاه جرائم الاحتلال التي تستهدف الصحفيين الفلسطينيين.
واكد رئيس لجنة الحريات في النقابة محمد اللحام، ان هناك استهدافا واضحا من قبل قوات الاحتلال بحق الجسم الصحفي.
وأوضح أن 606 حالات اعتداء وثقت بحق الصحفيين حتى شهر تشرين الثاني/ أكتوبر المنصرم، موزعة ما بين إصابة بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز والصوت، واعتداء بالضرب، واستدعاء للتحقيق، وإصابة معدات، واقتحام فعالية إعلامية، وفرض إقامة جبرية، ومنع تغطية، وحذف واغلاق حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، واحتجاز، ومنع السفر، وتحويل للمحاكم، واعتقال، واحتجاز، وشهداء.
m.a