الدماء الفلسطينية "سمسرة في بورصة الانتخابات الإسرائيلية"
نشر بتاريخ: 2019-11-13 الساعة: 20:16رام الله - وفا- لطالما استبيحت الدماء في شوارع المدن الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة، الذي بات يتحول إلى مضمار سباق للانتخابات الإسرائيلية، وميدان للمنافسة على قتل الفلسطينيين.
وبات قرار الموت بحق مواطنيه، محكوم بتوقيت الانتخابات الاسرائيلية، وحجم الجريمة التي تقع عليه تحدد نتائجها، ليكون القطاع مسرحا للمزايدة من سماسرة الدم الاسرائيليين.
والتي كان آخرها استهداف قياديين في حركة الجهاد الإسلامي و19 آخرين خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الثاني، والذي يتزامن مع ما كشفته صحيفة "إسرائيل اليوم" بأن اغتيال القيادي البارز في الجهاد الإسلامي بهاء ابو العطا، وما أعقبه من رد صاروخي أثر بشكل مباشر على المنظومة السياسية في إسرائيل وفرضت واقعا جديدا قد يقود الى حكومة وحدة وطنية بين الليكود وبني غانتس ،وتراجع تحالف أزرق أبيض عن امكانية قيام حكومة أقلية يدعمها العرب.
وقالت الصحيفة إن رؤساء تحالف بني غانتس وموشيه يعلون وغابي أشكنازي قرروا التراجع عن خيار تشكيل حكومة أقلية بدعم العرب، والذهاب نحو حكومة وحدة مع بنيامين نتنياهو، لافتة إلى أن التقديرات تشير إلى أن رؤساء الحزب الثلاثة قبلوا بأن يتناوب نتنياهو وغانتس على رئاسة الحكومة على أن يترأس نتنياهو الفترة الأولى من التناوب.
وأكد المحلل السياسي انطوان شلحت لـ"وفا" أن نتنياهو ضرب خلال العملية العسكرية أكثر من "عصفور بحجر واحد"، مضيفا: أن نتنياهو مارس من خلال توقيت العدوان الضغط على "أزرق أبيض" في اتجاه حكومة وحدة.
وأضاف شلحت أن العملبة العسكرية كانت هروب للأمام من شبهات الفساد، ويأتي في اطار تصدير الازمة من خلال استعادة الاجماع الإسرائيلي الذي يتحقق بالمبررات الأمنية التي تجمع عليها الأحزاب الاسرائيلية رغم اختلافها.
ولفت إلى أن نتنياهو من خلال العدوان فرق جهود الحكومة الضيقة بدعم القائمة المشتركة، وتقلصت امكانيات تحققها.
ورأى أن التوقعات بانتخابات ثالثة تضاءلت بعد العداون على القطاع، مؤكدا أن الايام القليلة المقبلة ستكون مصيرية، وجميع الخيارات مفتوحة.
يشار إلى أن الانتخابات الثانية والعشرون للكنيست الاسرائيلية اعيدت في17 أيلول/سبتمبر الماضي وهي الانتخابات المبكرة الثانية، حيث أعلن عن عقدها وعن حل الكنيست الواحد والعشرون بعد فشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف حكومي بعد أقل من شهرين من الانتخابات السابقة، والتي عقدت في 9 نيسان/أبريل 2019.
وأظهرت النتائج النهائية حصول حزب "ازرق ابيض" على 33 مقعدا، و32 مقعدا لليكود. وفاز تحالف القائمة المشتركة للأحزاب ذات الأغلبية العربية بـ13 مقعدا، يليه حزب "شاس" 9 مقاعد، و"يهدوت هتوراة على 7 مقاعد. كما حصل "يسرائيل بيتينو" الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان على 8 مقاعد. وحصل "يمينا" بقيادة ايليت شاكيد على 7 مقاعد، وحزب العمل-غيشر 6 مقاعد، والمعسكر الديمقراطي ( تحالف ميرتس وايهود براك) على 5 مقاعد.
وتعتبر نتائج الانتخابات هزيمة لنتنياهو، إلا أن النتائج لم تحقق وصول أي من الحزبين إلى ائتلاف يضمن غالبية 61 مقعدا على الأقل من أصل 120.
وكان نتنياهو صرح قبيل الانتخابات الأخيرة بعد عودته من زيارة قصيرة إلى روسيا، بأن الحرب مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة قد تندلع "في أية لحظة".
بدوره، قال المحرر في الشؤون الإسرائيلية في تلفزيون فلسطين أنس أبو عرقوب، إن نتنياهو بادر لعملية اغتيال الشهيد أبو العطا لدوافع سياسية. وذلك ما أكده الخبراء العسكرييون والأمنيون الإسرائيليون بأن عملية الاغتيال قطعت الطريق على غانتس في استمالة القائمة المشتركة. مشيرا الى ما جاء على لسان السياسي الاسرائيلي عومر بارليف الذي اعتبر أن عملية الاغتيال تهدف للحيلولة دون نجاح حكومة "مقلصة" تستثنني حزب الليكود.
وأكد ابو عرقوب، أن خطوة نتنياهو حققت هدفين كونها أظهرت للقائمة المشتركة ان غانتس شريك بالعدوان على غزة، ودفع غانتس الى اللجوء لحكومة وحدة، خاصة وأنه لم يتبق أمامه سوى 5 أيام حسب المهلة، كما أن نتنياهو يريد من وراء العدوان وسفك دماء الفلسطينيين خدمة دعايته الانتخابية في حال اللجوء الى انتخابات ثالثة.
وكان رئيس الوزراء محمد اشتية أكد في بيان "أنه يجب عدم السماح للمتنافسين في الانتخابات الإسرائيلية باستخدام الدم الفلسطيني ك"ورقة انتخابية". مطالبا بتدخل دولي فوري لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وقال اشتية إن على إسرائيل وقف جرائمها ضد المدنيين فورا، داعيا الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى توفير الحماية للفلسطينيين في مواجهة انتهاكات الاحتلال، سواء في غزة أو الضفة الغربية.
وأوضح أن الرئيس محمود عباس والحكومة يجريان اتصالات إقليمية ودولية مكثفة "لمنع العدوان من التدحرج".
m.a