الرئيسة/  عربية ودولية

يوهانيس يتصدر بفارق كبير الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا

نشر بتاريخ: 2019-11-11 الساعة: 10:08

تصدّر كلاوس يوهانيس المؤيّد لأوروبا الأحد بفارق كبير نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسيّة في رومانيا، على أن يُواجه رئيسة الوزراء السابقة الاشتراكيّة الديموقراطيّة فيوريكا دانسيلا في الدورة الثانية، وذلك بحسب ما أظهرت النتائج الجزئيّة.

وبعد إغلاق مكاتب الاقتراع الساعة 19,00 ت غ، أظهرت النتائج الجزئيّة إثرَ فرز الأصوات في أكثر من 90% من تلك المكاتب، أنّ يوهانيس، الرئيس الليبرالي المنتهية ولايته، نال أكثر بقليل من 36 في المئة من الأصوات مقابل 24 في المئة لدانسيلا.

وقال يوهانيس (60 عامًا) أمام أنصاره الذين تجمّعوا في مقرّ حملته "انتصرنا. لقد تغلّبنا على الاشتراكيّين الديموقراطيّين". وتدارك "لكنّ الحرب لم تنته، علينا أيضاً تجاوز مرحلة جديدة بعد أسبوعين" في الدورة الثانية.

من جهتها، قالت دانسيلا التي هيمن حزبها على الحياة السياسيّة طوال ثلاثين عاماً وكان يخشى ألا تنتقل إلى الدورة الثانية "أنا سعيدة (...) نحن حاضرون في الدورة الثانية. شكر من القلب لمن أدلوا بأصواتهم".

وأدلى الناخبون في رومانيا الأحد بأصواتهم في الدورة الأولى من انتخابات رئاسيّة شهدت تعبئة للّيبراليين في مواجهة صعود التيّار القومي في أوروبا.

وبعد ثلاثين عاماً على سقوط الشيوعيّة، ركّز السياسي الستّيني الذي ينتمي إلى الحزب الليبرالي والمتحدّر من الأقلّيّة الألمانيّة، في حملته على الدّفاع عن دولة القانون التي يرى أنّها مهدّدة من الاشتراكيّين الديموقراطيّين الذين أسقط البرلمان حكومتهم الشهر الماضي.

وقال يوهانيس الذي كان انتُخب مرّة أولى في 2014، للصحافيّين بينما كان يُدلي بصوته إنّ "الرومانيّين يقرّرون اليوم مستقبل بلدهم للسنوات المقبلة".

ويمكن أن يعزّز فوزه في الدورة الثانية من الانتخابات التي ستجرى في 24 تشرين الثاني/نوفمبر التيار الليبرالي في شرق الاتحاد الأوروبي في مواجهة الأحزاب السيادية، بعد نجاح تقدميين في سلوفاكيا والمجر هذا العام.

فقد انتخبت سوزانا كابوتوفا رئيسة لسلوفاكيا في آذار/مارس الماضي، بينما انتزع المجري غيرغيلي كاركسوني رئاسة بلديّة بودابست مطلع تشرين الأوّل/أكتوبر بعد نجاحه في تجميع المعارضة لرئيس الوزراء فيكتور أوربان حول القيَم التقدّمية.

وصوّت يوهانيس صباح الأحد في مدرسة في بوخارست تحمل اسم جان مونيه أحد "الآباء المؤسّسين لأوروبا"، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.

وكان أستاذ الفيزياء السابق دعا في اليوم الأخير من حملته، إلى التصويت ضدّ اليسار وريث النظام السابق الذي هيمن على الحياة السياسيّة منذ 1989 ومتّهم بالفساد.

ويعتقد مراقبون أنّ الانتخابات قد تشكّل نهاية حقبة. فللمرّة الأولى منذ عودة التعدّدية الحزبيّة، بدا الحزب الاشتراكي الديموقراطي وريث الشيوعيّة والذي يشكّل سكّان الأرياف والمسنّون قاعدته الأساسيّة، غير واثقٍ من الوصول إلى الدورة الثانية.

وأشارت استطلاعات سابقة للرأي إلى أنّ مرشّحته رئيسة الوزراء السابقة فيوريكا دانسيلا (55 عاما) تتنافس على المرتبة الثانية مع دان بارنا (44 عاما) ممثّل حزب فتي موال لأوروبا.

وقالت أمام عشرات من مؤيّديها "أعطيتُ صوتي لرومانيا الرّخاء (...) لرومانيا آمنة ومحترمة".

ولم تشهد رومانيا التي تضمّ 19,7 مليون نسمة، عودةً للتيّار القومي مثلما حدث في المجر وبولندا. لكن عند عودته إلى السلطة في 2016، حاول الحزب الاشتراكي الديموقراطي إسكات القضاء، كما يقول معارضوه والمفوّضية الأوروبية. وهذا الحزب قدّم نفسه على أنّه المدافع عن المصالح القوميّة في مواجهة مؤسّسات الاتّحاد.

وذكر الخبيران مانفريد سابر وفولكر فايكسل في العدد الأخير من النشرة الألمانيّة "أوست-اوروبا" أنّه "بينما فاز الحزبان الحاكمان في بولندا والمجر بعد حملة معادية للمفوضية الأوروبية، عاقب الرومانيون حكومتهم ووجّهوا رسالة تأييد لأوروبا".

- انتخاب مستقبل -

قام الرومانيون بتعبئة على شبكات التواصل الاجتماعي لإقناع السكان بالتصويت. وقال الكاتب والفيلسوف المحترم ميهاي سورا (103 أعوام) "لا ننتخب رجلا فقط بل ننتخب مستقبلنا". وقد أصبح الناطق باسم عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين نزلوا باستمرار إلى الشوارع في السنوات الأخيرة احتجاجًا على "تجاوزات" اليسار ودفاعًا عن قضاء مستقلّ.

ويتوقّع أن يصوّت الرومانيّون في الخارج لمصلحة المعسكر الليبرالي. وقد فتحت الخارجيّة الرومانيّة عددًا من مراكز الاقتراع في الخارج أكبر بثلاث مرّات من عددها في الانتخابات السابقة.

وصوّت أكثر من 300 ألف من هؤلاء صباح الأحد في عدد قياسي لدورة أولى للانتخابات

khl
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024