الرئيسة/  مقالات وتحليلات

حماس تركب فكرة الانتخابات

نشر بتاريخ: 2019-11-05 الساعة: 09:03

باسم برهوم من يراقب إعلام حماس، سواء الرسمي منه أو مواقعها الإلكترونية المحسوبة عليها وعلى جماعة الاخوان، يصاب بالدهشة ويعتقد أن حماس هي من طالب وضغط ودفع الرئيس محمود عباس للقبول بمبدأ الانتخابات. وتحاول حماس استغباء المواطن الفلسطيني وتمسح من ذاكرته انها هي من انقلب على العملية الديمقراطية، عندما قامت بانقلاب عسكري وسيطرت على قطاع غزة بالقوة والعنف في صيف عام 2007، وهو الانقلاب الذي قاد الى الانقسام المشؤوم على امتداد اكثر من 12 عاما.
دعوني اذكر هنا ان حماس عندما قامت بانقلابها في غزة كانت هي من يرأس حكومة الوحدة الوطنية، كان اسماعيل هنية من يرأسها شخصيا. ألم يكن بامكان حماس الصبر لموعد الانتخابات التي تليها، أو أن تستجيب الى الدعوات لاجراء انتخابات مبكرة وبشكل ديمقراطي للخروج من المأزق في حينه. ودعوني أذكر حماس الم يطرح الرئيس فكرة الاستفتاء الشعبي كمخرج ولمنع حدوث الانقسام ورفضته حماس بشدة.
ومنذ حصول الانقلاب والانقسام بامكان أي مراقب أن يلاحظ ببساطة كم مبادرة طرحها الرئيس وكان مفادها تشكيل حكومة وفاق وطني هدفها الاعداد للانتخابات وكان يردد من يفوز فيها يحكم كل البلاد وينتهي الانقسام. اتفاق المصالحة الذي وقعته فتح في نهاية عام 2009 ورفضت توقيعه حماس، ومن ثم وقعت عليه عام 2011، كان يضع خطة طريق تنتهي بإجراء انتخابات وبعد رفض حماس تطبيق الاتفاق طرح الرئيس مبادرة اخرى لاجراء انتخابات تنهي الانقسام، وهي المبادرة التي اصبح اسمها اعلان الدوحة عام2012 ووقعت عليه حماس ولم ينفذ.
ولماذا نستعرض التاريخ فهذه المبادرة، المبادرة الحالية لاجراء الانتخابات قام بها الرئيس ودعا حماس للاستجابة اليها، وبعد تلكؤ واخذ اعلنت حماسجاهزيتها للانتخابات بدأت ماكنتها الاعلامية تصور وكأنها هي صاحبة المبادرة، وان الرئيس رضخ لرغبتها ورغبة الشارع..!!! بغض النظر فكل ما نتمناه ان تجري هذه الانتخابات، وان لا تفتعل حماس اية مغامرة لتأجيلها مستغلة عدم رغبة اسرائيل بإجرائها من منطلق الموقف الإسرائيلي الراغب بالابقاء على الانقسام من جهة ومن جهة اخرى رفض اسرائيل اجراء هذه الانتخابات في القدس، خصوصا بعد اعتراف ترامب بان القدس عاصمة لاسرائيل.
حماس لا هدف لها سوى الاضرار بالوطنية الفلسطينية، فهي تعتبر هذه الهوية نقيضا رئيسيا لمشروعها الإخواني، فمن يتابع اعلام حماس يلاحظ ان عدوها بالدرجة الأولى هو الاخر الوطني الفلسطيني الذي يعبر عن ارادة الشعب الفلسطيني الحرة بعيدا عن اي ارتهان للخارج.
حماس الاخوانية تعمل كل ما هو مطلوب منها لرفعة الجماعة حتى لو كان ذلك الدم الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
الشعب الفلسطيني لا يمكن استغفاله او شطب ذاكرته الوطنية وهو يميز بين من يعبر عنه وعن ارادته او من هو مرتهن لاجندة خارجية، فالنصيحة لحماس ان لا تواصل التضليل والكذب وان تكون مخلصة في انهاء الانقسام عبر صندوق الاقتراع.

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024