عائلة أبو شمسية تواجه اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه
نشر بتاريخ: 2019-11-04 الساعة: 15:43الخليل - وفا - في بيت قديم، تحيطه الأسلاك الشائكة من كل جانب، في تل الرميدة المطلة على وسط مدينة الخليل ومركزها التجاري الرئيسي، يقطن المواطن عماد أبو شمسية وزوجته فايزة اللذان يتعرضان وأولادهما لاعتداءات متواصلة من قبل الاحتلال ومستوطنيه، والتي كان آخرها اقتحام منزلهم الليلة الماضية، وإطلاق الرصاص في محيطة، وضربهم بـ"البساطير" وأعقاب البنادق، واعتقال فايزة لعدة ساعات، والتحقيق معها، وإرغامها على دفع كفالة مالية لحين المحكمة، واعتقال جارهم بسام أبو عيشة الذي حاول الدفاع عنهم.
بقلب يعتصره الألم، وروح ينتابها القلق والتوتر، قالت أم عوني، فايزة أبو شمسية لــ"وفا"، "قبل يومين ابني عوني عمل عملية في ساقة بسبب اصابته قبل 4 سنوات من قبل جنود الاحتلال، وكان أصدقاؤه في زيارتنا، وبعدما خرجوا اعتدى عليهم الجيش بالضرب، خرجنا من بيتنا بهدف وقف الاعتداء عليهم، لكننا تعرضنا للضرب، وكذلك عوني، واعتقلوني وجارنا بسام، وبعدما حققوا معي لساعات أطلقوا سراحي، ووقعوني على أقوالي، وبصّموني بكل أصابعي، وصوروني أكثر من صورة، وأرغموني على دفع غرامة 500 شيقل، ومنعوني من مغادرة البلد حتى المحكمة".
وتابعت أم عوني، "كانوا بالعشرات حول منزلنا، وكان معهم مستوطنون فوق المنزل، ومنهم 8 جنود تقريبا اقتحموا منزلنا وأطلقوا الرصاص في محيطه، وتجمهر الناس لحمايتنا".
وتابعت، "اقتادوني أنا وبسام بكل عنف، اعتقلوه وهو يدافع عنا بكل قوة، ولأنه يتحدث لغتهم وتصدى لهم لم يعجبهم".
من جانبه، قال أبو عوني وهو ناشط ضد الاستيطان، ومنسق تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان لــ"وفا"، "هذه الاعتداءات المتواصلة على أفراد عائلتي ومنهم طفلي عوني، مبرمجة من قبل قوات الاحتلال وما يسمى ضباط الإدارة المدنية ومخابراتهم ومستوطنيهم".
وتابع: "هم يحاولون الضغط علينا لترحيلنا من منزلنا لكن هذا لن يكون، نحن صامدون هنا، وسنبقى في أرضنا ومنزلنا، ولن يستطيعوا النيل من إرادتنا، هم يستهدفونني وعائلتي لمنعنا من توثيق اعتداءاتهم واعتداءات مستوطنيهم المتواصلة على سكان المنطقة وزوارها، بيتي هذا الذي يقع في منتصف تل الرميدة والمطل على منطقة باب الزاوية، سوق الخليل المركزي، يطمع الاحتلال والمستوطنون لتحويله لبؤرة استيطانية جديدة وثكنه عسكرية".
وأردف: "نحن سكان تل الرميدة المحاصرة ببوابات الكترونية وحديدية وأسلاك شائكة وحواجز عسكرية، لن ينالوا منا رغم اعتداءاتهم المتواصلة، والمستمرة علينا، والتي كان أبرزها الاعتداء على منزلي، ووضع السم في خزانات المياه، وحرق منزلي بالمولوتوف، واعتقالي أكثر من مرة، وضربي عشرات المرات والتنكيل بي وعائلتي".
واختتم "هذا احتلال مجرم، وسأبقى أوثق جرائمه، ولن يستطيع جنوده ومستوطنوه ارهابنا أو تهجيرنا، وستبقى تل الرميدة وشارع الشهداء المحاذي لها، معمورة بنا وبمواطنينا الفلسطينيين، ولن يستطيعوا إخراجنا لتحويلها لحي استيطاني كبير، أنا لا أخاف من القادم وسأواصل توثيق اعتداءات هذا الاحتلال الغاشم من أجل محاكمته في المحاكم، وكافة المحافل الدولية، هم يحاولون تحقيق حلمهم بتهويد المنطقة وهذا لن يكون".
بدوره، قال خبير الخرائط والاستيطان في محافظة الخليل، عضو اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي عبد الهادي حنتش لــ"وفا" إن "اعتداءات جنود الاحتلال المستمرة والاستيطان الذي يهدد حياة المواطنين وممتلكاتهم في الخليل وعمليات الهدم ومصادرة أراضي المواطنين وبناء المستوطنات، تأتي في سياق مخطط إسرائيلي يقوده المستوطنون بدعم من حكومتهم، يهدف في مضمونه إلى ترحيل المواطنين وتوسيع رقعة الاستيطان".
وبين حنتش أن "جريمة الاعتداء على منزل عماد أبو شمسية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فغطرسة الاحتلال هدفها الأساسي تضييق الخناق على المواطنين، وترحيلهم من أراضيهم، لتوسيع المستوطنات الواقعة في قلب الخليل ومركزها الرئيسي، وجعل مستوطنتي كريات أربع وخارصينا، والبؤر الاستيطانية المقامة في قلب البلدة القديمة من الخليل، كتلة استيطانية واحدة، عبر ربط الاحياء العربية بالمستوطنات وإصدار أوامر عسكرية بشق طرق ومصادرة أراض".
m.a