الرئيسة/  مقالات وتحليلات

لن نكون ماصة صواعق للآخرين!

نشر بتاريخ: 2019-10-16 الساعة: 09:11

يحيى رباح إعلان الرئيس أبو مازن عزمنا على إجراء انتخابات تشريعية في الضفة والقدس وقطاع غزة فيه قدر كبير من الحكمة والشجاعة، ويجب أن تتلقفه جميع مفردات الساحة الفلسطينية بقدر كبير من السلوك الايجابي، فهذا يحكم على مدى وطنيتها وأهليتها للدفاع عن قضيتنا الفلسطينية وحقوقنا وثوابتنا الوطنية، وبالفعل فإن اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات قد بدأت عملها بالفعل في لقاء مع جميع الفصائل في الضفة الغربية، وهي تمهد لانتقالها إلى قطاع غزة للتحاور مع الفصائل هناك في محاولة جادة لأن يكون الكل الفلسطيني على المستوى نفسه من الأداء وفهم الواقع المحيط بنا.
دعوة الرئيس أبو مازن جاءت وسط ارتباك دولي على خلفية الصراع الداخلي في أميركا الذي يتسع أكثر، ويتطور بسرعة تسابق الريح في هذه التغيرات السياسية والمناخية غير المسبوقة، وأول ما نشاهده عن قرب أنه لا يمكن أن تكون أميركا في حالة اضطراب بينما نحن في منطقتنا في حالة هدوء، لذلك نرى المأزق الاسرائيلي يزداد رسوخا، نتنياهو الذي خدع ترامب وأملى عليه أجندة جهنمية بالنسبة لقضيتنا بكل مفرداتها، الأرض، والاستيطان الذي يسابق الزمن، والانحراف اليميني المتطرف، والقتل اليومي، والاستفزاز المقصود، وعودة جميع المحظورات إلى المنطق الاسرائيلي هو رد فعل يجب أن يكون مفهوما من قبلنا ومتوقعا، نتيجة الفشل الذي تعيشه اسرائيل في عجزها في تشكيل ائتلاف حكومي مرتين بعد انتخابات أولى وثانية جرت في خمسة شهور وكشفت عن خلل أعمق مما كانوا يظنون، وقد يذهبون إلى انتخابات ثالثة في هذه السنة، التي سينكشفون فيها أكثر، فهدايا ترامب لهم بالمجان افقدتهم الوعي وجعلتهم يعيشون مثل قشة على سطح بحر هائج.
ولكن الأزمات حولنا لا تقتصر على اسرائيل، فالوضع في المنطقة ينذر بأشد العواصف.
المنطقة والعالم من حولنا تحيط به الدوامات العنيفة، وبدل أن تتوزع على ذوي هذه الدوامات، فتح لنا الرئيس ابو مازن بابا لتجديد اطاراتنا الوطنية واعطائها مزيدا من القوة والحضور، من ديمقراطية لها مجالها الحيوي وهي الانتخابات التشريعية، وبعد رئاسية وهلم جرا " يا أيها الفلسطينيون، زمانكم العصيب اقضوه فيما ينفع وليس في السياحة اليائسة في دوامات المنطقة، الانتخابات هي الطريقة الافضل، هي الاختيار الاعلى ؟ ولقد سألني احد الصحفيين قبل يومين، هل ردت فتح على مبادرة الفصائل، قلت له نعم، ردت بضرورة اجراء الانتخابات، هذا ما يفيد الشعب، قلت رأينا في مبادرة الفصائل، انها مبادرة رخوة، ولا احد يختار ان يذهب الى الادنى حين يكون امامه خيار مفتوح ان يذهب الى الاعلى، والانتخابات هي الخيار الاعلى، فحين نذهب الى الانتخابات يكون الفائز الاول هو الشعب، فهل هناك مبادرة اعلى من ذلك؟

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024