الرئيسة/  مقالات وتحليلات

المواطن فلان .. وكفى!

نشر بتاريخ: 2019-10-08 الساعة: 08:42

موفق مطر لأننا فلسطينيون أولا، وطنيون مخلصون مؤمنون بانتمائنا، لم يعد مقبولا الاشارة إلى فلسطيني مسلم يشارك في اعتصام من أجل كنيسة القيامة، أو الاشارة إلى فلسطيني مسيحي يشارك في اعتصام من أجل المسجد الأقصى، فهذا المكان المقدس يعلوه الهلال رمزا وطنيا مقدسا، وهذا المكان المقدس يعلوه الصليب رمزا وطنيا مقدسا.
يجوز إطلاق مصطلح التعايش على مجتمع غير متجانس، حيث الفوارق والتمايز حقيقة واقعة وتبرز جلية في كيان المجتمع، وتتجسد في نصوص قانون أو دستور ونظم ولوائح دولة ما، أما عندنا في فلسطين فهذا لا ينطبق علينا، وإن كان لابد من استخدام المصطلح للدلالة على التناغم الفسيفسائي في لوحة المجتمع والشعب والدولة، فإنها تعني بالنسبة لنا المواطنة بكل معانيها، بالحقوق والواجبات على أساس الانتماء للشعب للأرض للدولة.
المؤمنون يدركون أن الوطن جوهر عقيدتهم الروحية، وأن المساواة والعدل كفتا الميزان المتوازنتين المتقابلتين المتساويتين للمجتمع، وأن تحقيق هذه الصورة المثالية لا تتم إلا باعتناق المواطنة كعقيدة التي لا تصح العقيدة الروحية دون تطبيقها تماما كفروض وتعاليم العقيدة الروحية، فالوطن عقيدة روحية، والعقيدة الروحية هي الوطن العظيم الذي يسيج جغرافيا الوطن بالسلام والأمن والأمان.
لم يعد محبذا الاشارة إلى معتقد المواطن الروحي إذا أردنا الحديث عن فعل أو عمل أو واجب وطني، فهنا في هذا الميدان أو ذاك كلنا مواطنون فلسطينييون، والوطني لا يقبل وضع استباق انتمائه الوطني بإشارة إلى معتقده الروحي، خاصة إذا لم يتعلق الأمر بشخصيات وطنية لا مناص من إشارات دالة على مكانتهم في مؤسسات التوجيه والتعليم والتثقيف الروحي كالمفتي والبابا.
يعرف العالم عنا كما نعرف عن مجتمعنا وأكثر، ولا داعي لتبرير التركيز على عقيدة هذا المواطن أو ذاك في هذه الفعالية أو تلك، لنبعث برسالة إلى العالم تحت عنوان التعايش، لأن انسجامنا مع مبادئنا وتطبيق ايماننا بمبدأ المواطنة وممارسة ذلك بتجرد وسلوك وفعل خال من الإثارة لدليل قاطع لكل من يهمه الأمر بأننا نحن الفلسطينيين لا نتعايش وإنما نعيش سلاما وحبا وسعادة ونحيا بالوطن ويحيا الوطن بنا.
الدستور أو القانون وميثاق منظمة التحرير الفلسطينية في حالتنا هو الناظم للعلاقة بين المواطنين وكذلك النضال في جبهة واحدة موحدة ضد الاحتلال الاستيطاني العنصري، يحترم كل منا عقيدة الآخر ويراها مقدسة ، فاللقاء عند روح وجوهر العقيدة يعني اللقاء عند جوهر ومعنى الوطن، والعكس صحيح فالمواطنان عندما يلتقيان عند عين الوطن، فإن جيوش الدنيا وطوابيرها ومؤامرات العالم لن تباعد بينهما أو تقدر على صنع شرخ او شق او خلاف بينهما.
كان الطلبة في جامعة الأقصى في غزة ذكورا وإناثا يسارعون بعد أول محاضرة بهذا السؤال: ما دينك يا أستاذ فكان جوابي اقرأوا عملي والتزامي ووفائي لمهنة المعلم وسلوكي وعدلي ومساواتي بينكم، تلك هي عقيدتي، فأنا لست مضطرا لتسميتها، لأن أمر عقيدتي يخصني مع ربي.

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024