الدّورة 28 لقرطاج السّينمائيّة: تجذير الاهتمام بالسّينما العربيّة والإفريقيّة
نشر بتاريخ: 2017-11-01 الساعة: 11:35تونس-تنطلق في مطلع الأسبوع القادم، الرّابع من شهر نوفمبر الدّورة الثّامنة والعشرون لمهرجان أيّام قرطاج السّينمائيّة، والتي توافق انقضاء واحد وخمسين سنة على نشأتها. إذ تمّ تأسيس هذه التّظاهرة العريقة والمميّزة سنة 1966 في سياق محاولة خلق مجال للسينما العربية والإفريقيّة التي كانت تعاني آنذاك إهمالا وتجاهلا في مستوى المهرجانات العالميّة. وبالعودة إلى هذه المبادئ والأهداف المؤسّسة، يؤكّد المشرفون على هذه الدّورة برئاسة المنتج نجيب عيّاد على تفعيل الرّهان القديم المتجدّد والمتمثّل في الاحتفاء بسينما الجنوب، وإبراز خصوصيّاتها وتقديمها للجمهور والنّاشطين في القطاع من مختلف أنحاء العالم.
وتترجم الهيئة المنظّمة للأيّام هذا التوجّه من خلال استضافة الجزائر، واستقدام أفلام عربيّة وإفريقيّة وآسيويّة عديدة ضمن المسابقات الرّسميّة وخارجها. ومن بين هذه الأفلام نذكر على سبيل المثال فيلم التّونسيّة التي حازت على التانيت الذّهبيّ بالمهرجان في دورته الماضية، كوثر بن هنيّة. وهي تشارك بفيلمها "على كفّ عفريت" الذي أدرج في مهرجان كان السّينمائيّ ضمن قسم "نظرة مّا" وحاز على اهتمام نقديّ ملحوظ. من المغرب، يساهم المخرجان "فوزي بنسعيدي" بفيلم "وليلي" و"هشام العسري" بالشريط الموسوم "ضربة في الرّأس". يحلّ من الجزائر المخرج "كريم موساوي" مشاركا بفيلمه الرّوائيّ الطّويل الأوّل "طبيعة الحال" ومن جنوب إفريقيا المخرج "جون ترنغوف" بفيلمه الحائز على خمس جوائز والمعنون بـ"المتعلّمون". وهناك بالإضافة إلى أفلام أخرى عديدة تميّزت بمشاركتها في مهرجانات عالميّة وحصولها على جوائز مختلفة واهتمام نقديّ مميّز، فيلم المخرج السّوريّ "جود سعيد" المسمّى "مطر حمص" والذي تصوّر أحداثه أجواء الحرب السّوريّة.
ورغم التّصريح بتركيز المهرجان على السّينما العربيّة والأفريقيّة على وجه التّخصيص، فإنّ ذلك لم يمنع مشرفي الدّورة من تركيز الاهتمام على استضافة أفلام متنوّعة من مختلف القارّات والاستفادة من تجارب مبدعيها، بالإضافة إلى توفير ورشات مخصوصة مع كبار السّينمائيّين لإفادة الشّباب المهتمّين من تونس. نذكر على سبيل المثال الورشة Master Class مع المخرج اليابانيّ كاتسويا توميتا وورشة المخرج والسناريست والمنتج البوركيني غاستون كابوري.
يحافظ المهرجان على مساعيه في خلق قاعدة جماهيريّة واسعة جدّا وحركيّة مخصوصة في مختلف الأوساط التّونسيّة والشّوارع العامّة. ولتحقيق أهدافه هذه، عمدت هذه الدّورة إلى خلق شراكات مع المؤسّسات الاقتصاديّة الكبرى في تونس، بديلا للدّعم والتّمويل. ويتوقّع أن يخاطب المهرجان مليوني مواطن في الشّارع خلال تسعة أيّام يمتدّ خلالها المهرجان، يُعرض أثناءها مائة وثمانون فيلما من شتّى دول العالم.
khl