الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الاتحاد الاوروبي يصفع ترامب

نشر بتاريخ: 2019-10-03 الساعة: 09:47

باسم برهوم وجه الاتحاد الاوروبي صفعة قوية للرئيس الأميركي ترامب، الذي يسعى لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، عبر انهاء دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الاونروا". قرار لجنة الموازنة في الاتحاد الاوروبي بإبقاء دعم الاتحاد للاونروا، والبالغ 16 مليون يورو سنويا، هو قرار سياسي قبل ان يكون ماليا، ورسالة من اوروبا لترامب بانها لن تكون شريكة له في تصفية هذه القضية التي عمرها اكثر من سبعين عاما وتمثل جوهر القضية الفلسطينية.
ترامب، وبهدف تنفيذ خطة تصفية الأونروا، استخدم احصنته من احزاب اليمين المتطرف في أوروبا، والتي هي على شاكلته، الا انه واحصنته اليمينية العنصرية قد فشلا عندما صوت جميع اعضاء لجنة الموازنة ضد اقتراح وقف الدعم، واكثر من ذلك قررت اللجنة زيادة الدعم للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية.
اوروبا منذ اعلان البندقية عام 1981, والذي اعترفت بموجبه بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، قررت من ذلك الزمن ان تنتهج سياسة اكثر توازنا وعقلانية وانسجاما مع القانون الدولي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. واليوم تؤكد اوروبا هذا النهج مرة اخرى لانها تدرك ان تجاهل او القفز عن القانون الدولي وتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني لن يجلب الامن والاستقرار لأحد، وبالتحديد لأوروبا ذاتها التي طالما كانت تدفع ثمن اي تدهور او ازمة في الشرق الاوسط عبر آلاف المهاجرين.
المسألة الاخرى، والتي بدون شك جاءت لصالحنا، وهي ان الاتحاد الاوروبي قد رأى بترامب رئيسا أميركيا لا يألف التعاون بل انه معادٍ للاتحاد ومثير للمشاكل، وخالق للازمات على الساحة الدولية عبر انتهاكه المستمر للقانون الدولي وتقاليد واعراف السياسة الدولية، التي تم إرساؤها بتجربة البشرية المريرة عبر القرون.
ما هو ضروري هنا هو ان تستفيد الدبلوماسية الفلسطينية باقصى حد من هذا التناقض ومن موقف اوروبا الايجابي لدفع دول الاتحاد الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، التي يسعى ترامب الى شطبها حتى قبل ان تاخذ استقلالها وتحدد حدودها. ترامب ونتنياهو معزولان على الساحة الدولية وهما في بداية عزلتهما حتى في بلديهما، قليل من الصبر ومزيد من العمل، خصوصا ان مواقف مثل موقف الاتحاد الاوروبي يمنحنا مزيدا من الامل.

anw

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024